شهدت ورشة الزيتون ندوة نقدية ساخنة لمجموعة القاص الشاب محمد فتحي القصصية الجديدة "بجوار رجل أعرفه"، تناول فيها المجموعة بالنقد كل من القاص محمد إبراهيم طه، والناقد حسام عقل، في اللقاء الذي أداره الشاعر شعبان يوسف. كان رأي القاص محمد إبراهيم طه في مجموعة "بجوار رجل أعرفه" واضحا وصريحا بعيدا عن المجاملات فقال: المجموعة القصصية متفاوتة في كل شيء، في المستوي الفني، والحجم، والبناء، والمضمون، والرسالة، ولعل الملمح الرئيسي في تلك المجموعة هو عدم وجود ملمح رئيسي يمكن الاستقرار عليه، إذا ما استثنينا تجارب الطفولة والحب الأول غير المكتملة. وأكمل: هناك ثلاث ظواهر أساسية في هذه المجموعة القصصية تستحق التوقف الأولي فتكمن في تناسخ النصوص، وهو أمر تكرر فيما يقرب من خمس قصص، أما الظاهرة الثانية، فيمكن تلخيصها في غياب المنطق الفني داخل القصة الواحدة، وأخيرا: مشكلة في الزمن القصصي بالمجموعة. وأضاف: يمكن أن نرد الملاحظات الثلاث إلي أن تلك هي المجموعة القصصية الاولي لمحمد فتحي، خاصة أنه ينتمي إلي جيل من الشباب الذي اعتاد علي نوعية معينة من القراءات، لم يتخلصوا منها بعد، ومع ذلك فإن هذا لا يمنع أن محمد فتحي دخل عالم القصة من أوسع أبوابه، وكما ربط يوسف إدريس عالم القصة القصيرة بكليات الطب، فقد ربط محمد فتحي عالم الصحافة بعالم القصة، خاصة أن أسلوبه يتميز بالبساطة والوضوح، ولعل هذا هو السبب في سعة انتشاره، بصورة لا تتوافر للعديد من الكتابات الأخري، وفي هذه المجموعة القصصية لا يملك القارئ إلا أن يعجب بها وبأسلوبها. أما الناقد الدكتور حسام عقل فقال: لازال النقاد يعتبرون الكتابات الساخرة، ذات مضامين خفيفة بلا وزن، وهذا يحتم علي الحركة النقدية أن تعدل عن هذا الإعتقاد، لأنه في كل يوم يقوم كاتب ساخر باقتحام مساحات جديدة، واستحداث أساليب أفضل. اختلف عقل مع إبراهيم طه فيما رآه مفقودا في المجموعة وقال: تدور المجموعة حول فكرة رئيسية هي القهر والقمع السادي، فتحدث عن القهر في سن صغيرة مؤكدا أن تعلم الحرية يكون في البيت والمدرسة، وليس في كواليس الأحزاب، وفي بعض القصص قدم فتحي ضحكا كالبكا، كما أنه استخدم التكرار الأسلوبي، والمعجمي، بصورة جميلة، وكسر في قصصه أفق التوقع، فما تتوقع أنه سيحدث في نهاية القصة لن يحدث، كما أنه لم يتورط في الرومانتيكية المفرطة، ويصل للقراء بسرعة وسلاسة لما في جملته من "عصير شعبي" وكأن الراوي صديق أو قريب للقارئ، وهو بصفة عامة يبشر باتجاه خاص في الكتابة القصصية، ومع كل هذا تظهر الغصة في الجانب اللغوي في المجموعة، حيث ظهرت بعض السقطات التي كان حري بالناشر محمد هاشم مراجعتها جيدا قبل النشر، فضلا عن بعض الأخطاء الأسلوبية. أما الشاعر شعبان يوسف فأكد أن المجموعة هي امتداد لعمل المؤلف في جريدة "الدستور" مع اختلاف الأسباب، وأن الكتابة تشي بكاتب متميز في جيله، المشغول بالعديد من القضايا الحيوية، التي يعبر عنها فتحي في المجموعة بسلاسة ملفتة.