تنفرد "صوت البلد " بنشر وثائق الاخوان المسلمين المجهولة التي أصدرها الكاتب الإسلامي جمال البنا في جزأين ، والمؤلف هو شقيق مؤسس جماعة الإخوان الشهيد حسن البنا ، ويبدأ في كتابه الجزء الثاني بما جاء عن التنظيم الإداري في بابه الأول، ثم الباب الثاني رسائل الإخوان التي استغرقت عامة الكتاب، والفصل الختامي عن الإخوان المسلمين والآخر.. ويقول الكاتب إن مهمة الكتاب تسجيل الوثائق كما وجدها وليس مهمته نقدها أو مدحها، ولهذا يقدمها كما هي. ويشير الكتاب إلي وثيقة علاقة الإخوان المسلمين بالأزهر علي اختلاف هيئاته وميول رجاله بأنها كانت مبنية علي أساس سليم جداً مرضي عنه من الجميع وذلك هو التعاون في خدمة الإسلام ، لأن الإخوان لا ينكر دور الأزهر ومكانته في خدمة الإسلام. وحياطته ويحرصون كل الحرص علي أن يكون موقفهم منه موقف التعاون والتآزر دائماً.. وكذلك كان رجال الأزهر يقدرون الإخلاص في الإخوان المسلمين ويبادلونهم احتراماً باحترام وتقديراً بتقدير.. ويصرح الكاتب بأنه طلب إلي فضيلة الأستاذ الأكبر أن يمد مكتب الإخوان ببعض حضرات أصحاب الفضيلة والوعاظ ، حتي يكون ذلك من مظاهر التعاون العقلي بين مكتب الإرشاد للإخوان ومكتب الوعظ العام بالأزهر.. فرحب فضيلته بهذا الاقتراح كل الترحيب لولا عوائق من الروتين لتنفذ ذلك، حيث إن مكتب الوعظ وفضيلة رئيسه المفتش العام للوعاظ الشيخ "محمد العدوي" قد أكد أنه أوصي جميع الوعاظ في كل نواحي القطر بأن يؤازروا الإخوان ويتعاونوا معها أتم التعاون.. ويشير أيضاً إلي أن بعض من رجال الأزهر يسيء الظن بحركة الإخوان، ومن يستكثر عليهم نجاحهم ويحاول أن يباعد بينهم وبين الأزهر وطلبته وشيوخه.. وهؤلاء يضرون بالأزهر أكثر مما يضرون بالإخوان المسلمين. خطاب "البنا" إلي "مصطفي النحاس " وكان توجد سجلات بين الصحف الوفدية والإخوان المسلمين إذ يبدأ الخطاب من "حسن بالبنا" بالشكر "للنحاس باشا" لموافقته علي مساعدة الأبطال المجاهدين عرب فلسطين.. ثم يبدأ الخطاب : "بهذه المناسبة أتقدم إلي رفعتكم بهذه الكلمات راجياً أن تتفضل بإنعام النظر فيها والحكم عليها بدافع من وحي ضميرك وحده بعيداً عن كل المؤثرات وعن تزيين أو تزييف أهل الأهواء، والأغراض مهما كانت صلتهم بكم فإن العاطفة التي أوحت بها والروح الذي سكبها علي صفحات هذا الخطاب لأطهر وأنقي من أن ينبغي بها غير وجه ا وحده وخير هذا البلد. ويكمل: ياباشا.. يوم اعتقد الناس أن مصطفي النحاس باشا والوفد المصري وحكومة الوفد تقف من الإسلام موقف المنصرف عن نصرته المتبرم بمظاهره، العامل علي إضعاف تأثيره، رغم ما يعلمون عن ماضيكم المشرف منذ كنت طالباً في مدرسة الحقوق فوكيلاً للنيابة فقاضياً نزيهاً فعاملاً مجداً للنهضة المصرية في فجرها بنادي طلبة المدارس العليا وإلي جانب مصطفي كامل، ومحمد فريد وإضرابهما ورغم مواظبتكم علي أداء الصلوات في المساجد.. يوم اعتقد الناس هذا ولايزال كثير منهم يعتقدونه وأنا واحد منهم، لم تكن هذه العقيدة وليدة خلاف حزبي ولا فرازة شخصية، ولم يكن يعوزهم الدليل علي صحة عقيدتهم هذه، بل كانت الأدلة المنطقية والمادية قائمة بين أيدهم متوافرة لديهم ملء السمع والبصر والفؤاد وإليكم بعضها: ويبدأ بعنصر الأمة: أولاً : نادي الوفد بالفكرة القومية، والوحدة الوطنية بين عناصر الأمة الواحدة حتي تقوي الكتيبة ويتوحد الصف أمام الغاضبين والمستعمرين، وهذا موقف طبيعي وعمل جليل وأساس صالح للمطالبة بالحرية في بلد مغصوب وقد عمل لذلك الزعماء الوطنيون من قبل ونادوا بطرح الخلافات المذهبية أمام مطالب الوطن ومستلزمات الجهاد في سبيل خلاصه. مازال الخطاب مستمرا: ومن هنا كذلك رأينا أن الاجتماعات الوفدية والتشكيلات الوفدية بعيدة كل البعد عن الاهتمام بالشعائر الدينية والمظاهر الإسلامية فليس ما يمنع عندها من أن تكون الاجتماعات في أوقات الصلوات وليس ما يدعو إلي تشجيع روح التمسك بالإسلام والعناية به بين اللجان والتشكيلات ومن هنا كذلك رأينا كثيراً من رجال الوفد يوعزون إلي كثير من أنصاره، ورجاله الذين يشتركون في الحركات الإسلامية، أو يشتغلون في الأغراض الإسلامية في المدن والقري بالبعد عن هذه الجماعات والانصراف عن تأييدها أو النهوض بها أو الأخذ بيدها كل ذلك حدث يا باشا والأمثلة عليه كثيرة ولا داعي لذكرها وسببه ومصدره شيء واحد هو توهم أن مناصرة الفكرة الإسلامية يتنافي مع أساس الوحدة الوطنية والفكرة القومية، وهو وهم خاطئ، وظن بعيد عن الصواب. ومواطنونا الأفاضل من غير المسلمين لا يريدون هذا ولا يهتمون له وكل الذي يعنيهم أن يتمتعوا بحقوقهم، وحرياتهم كاملة وذلك ما لا يعارض فيه أحد أو يأباه عليهم عاقل ولا يتبرم منه منصف غيور.. ويعترض "البنا" علي تصريح "للنحاس باشا" لوكالة أنباء تركية قال فيه: "إنه معجب بلا تحفظ بكمال أتاتورك ليس فقط بناحيته العسكرية، ولكن لعبقريته الخالصة وفهمه لمعني الدولة الحديثة التي تستطيع وحدها في الأحوال العالمية الحاضرة أن تعيش وتنمو". ويعقب البنا عليه بأنه تصريح كالقنبلة المدوية وإن لم يشعر بها إلا القليل من أهل اليقظة، وصدمة عنيفة لآمال وقلوب رجال الإصلاح الإسلامي، والغيوريين علي الدين في مصر خاصة وفي العالم الإسلامي عامة، وكتبت لدولتكم راجياً أن تلحقوا هذا الكلام بما يوضح للناس أنكم لا تقصدون به إلا ناحية وطنية صرفة أو إصلاحات لبعض النواحي المادية البحتة. ويحوي الكتاب أيضاً وثيقة مهمة وهي مقالة كتبها الأستاذ إحسان عبدالقدوس ، وكانت نشرت في العدد (900) من مجلة روز اليوسف بعنوان "الرجل الذي يتبعه نصف مليون" وكانت "راكب أي سيارة أجرة وقل للسائق "الإخوان المسلمين يا أسطي" ولا تزد لن يلتفت إليك السائق ليسألك ماذا تقصد بالإخوان المسلمين ولا أين تقع هذه الدار، بل سيقودك إلي هناك بابتسامة لم تتعود أن تراها علي وجوه سائقي سيارات الأجرة وقد يرفض أن يتناول منك أجراً، ولاشك أنه سيحملك سلامة إلي حسن البنا.. وستمر في طريقك داخل الدار بمخازن الذخيرة التي يملكها الإخوان المسلمين، وذخيرة الإخوان هي الشباب الذي امتلأت بهم حجرات الدار علي سعتها، وتري علي وجوههم نور التقوي والإيمان، وفي عيونهم حماسة الجهاد وبين شفاههم ابتسامة تدعو إلي المحبة والإخاء.. إنهم ذخيرة وستنطلق عند الإشارة الأولي فاحذروا : وباقي المقالة عن مناقب "حسن البنا". ويلحق الكاتب في وثائق الإخوان مذكرة حل الإ خوان "فقد تقدم وكيل الداخلية عبدالرحمن عمار بمذكرة إضافية في 8/2/1948 عن تاريخ الإخوان المسلمين وغايتهم ووسيلتهم وطلب في نهايتها اتخاذ التدابير الحاسمة لوقف نشاط هذه الجماعة التي تروع أمن البلاد في وقت هي أحوج ما تكون فيه إلي هدوء كامل وآمن شامل ضماناً لسلامة أهلها في الداخل وجيوشها في الخارج". وقد اتخذ الحاكم العسكري من هذه المذكرة سبباً لإصدار الأمر العسكري بحل ما يسميه "جمعية الإخوان المسلمين" ومصادرة أنديتهم وأموالهم وأملاكهم ونشاطتهم في جميع أنحاء البلاد، واعتقال رؤسائهم وكثيراً من أعضاء هيئتهم بالجملة في كل مكان وإعلان حرب عنيفة لم توجه إلي الصهاينة الذين شرعت الأحكام العسكرية وأذنت بها من أجل اتقاء شرهم. بعد نجاح حركة الجيش في 1952 من طرد الملك أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بياناً عن رأي الإخوان المسلمين. وتحديد الخطوط الرئيسية التي ينبغي أن يسير عليها الإصلاح "أن يؤخذ كل من أعان الملك السابق علي الشر ويسر له سبل الفساد والطغيان بما أخذ به الملك نفسه، فلا يكون أمر التطهير مقصوراً علي عزل الملك ويترك أعوانه آمنين بدون قصاص.. ودستور البلاد أقسم علي احترامه جميع الوزراء وجميع نصوصه تعني إلقاء المسئولية علي كاهل الوزراء، فإذا فرطوا في رعاية هذه الأمانة فقد استوجبوا أشد أنواع المؤاخذة، وعليه فإن رجال الحكم قد جاوزوا كل حد في التفريط، وتضييع الأمانة ورأوا أن الاحتفاظ بموقع الحكم هو أقصي ما يستطيع الملك حرمانهم منه وهو أعز عليهم من الوطن جميعاً فضلاً عما شاركوا فيه من الغنم الحرام واستغلال الإثم لمقومات البلاد، ولقد أصبح لزاماً أن تمتد يد التطهير إلي هؤلاء الحكام، فتبادر علي تنحيتهم عن الحياة العامة، وحرمانهم من مزاولة النشاط السياسي، حتي يقوموا للمحاكمة عن كل ما يوجه للملك السابق من اتهامات وما يعاب من تصرفات، وما تظهره الملفات الحكومية من سوء الاستغلال، حتي يكونوا عبرة لكل من يلي أمور هذه البلاد. إن حركة الجيش التي أسلمتنا إلي هذه النتيجة المباركة لن ينسني لها أن تؤتي ثمارها كاملة غير منقوصة حتي نسير في الإصلاح التشريعي والخلقي بخطوات حاسمة لا تتكرر معها التجارب المريرة، ولا تسمح ببروز أوضاع وظهور أشخاص في طراز أولئك الذين لم نستجمع أنفاسنا بعد منذ أزحناهم عن الطريق، ولاشك أن التشريع مهما أحكمت صياغته واستقامت أهدافه وأصوله لا يصل لغايته حتي يقوم علي تنفيذه الفرد الصالح الذي يتم إعداده عن طريق التربية الدينية حتي يعصم من اتباع الهوي.. فعلي الحكومة أن تعمل علي تحريم ما حرم ا.. وإلغاء ظاهر الحياة التي تخالف ذلك مثل القمار والخمر، ودور اللهو والمراقص والأفلام والمجلات المثيرة للغرائز الدنيا. وتضيف وثيقة بيان الإخوان رأي الجماعة في الإصلاح الدستوري حيث تعترض علي الدستور الذي كان قائماً بحجة أنه تم وضعه في عهد الاستعمار الإنجليزي والطغيان السياسي.. وقد نشأ عن ذلك ثغرات في نصوص الدستور سمحت بإحداث اضطرابات في الحياة العامة كما تدخل الملك وجار علي المبادئ الدستورية الأساسية وأن هذا الدستور كان منحة من الملك وليس نابعاً من إرادة الأمة. وفي إشارة واضحة لتحريض العسكر علي الدستور.. تقول الوثيقة إن طبيعة الثورات الناجحة هي إسقاط الدساتير التي تحكم الأوضاع السابقة عليها، وعليه فإن الدستور المصري أصبح لا وجود له من الناحية الواقعية والفقهية.. وطالبت الوثيقة بعقد جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد وتختفي من الدستور أسطورة الحكام الذين هم فوق القانون أو المساءلة الجنائية، وكل فرد كان حاكماً أو محكوماً مسئولاً عن كل تصرفاته خاضعاً لنفس الإجراءات والعقوبات التي يخضع لها الجميع.. والمطالبة بإعادة النظر في بناء الحياة النيابية، والقوانين الانتخابية علي أصول سليمة، حتي تؤدي رسالتها المنشودة. ويبدأ الاجتماعي من وجهة النظر الإخوانية بأن الأمة تعاني تفاوتاً اجتماعياً خطيراً فهي بين قلة أطغاها الفن وكثرة أتلفها الفقر.. ونطالب كحد أدني بمسكن وملبس ومطعم ليكون قادراً علي العمل وعلاج بالمجان إن كان غير قادر، وتعليم بالمجان للمصري ولزوجه ولمن يعول: وهذا يتحقق عن طريق العمل الذي يجب علي ولي الأمر أن يوفره له.. وإذا لم يجد أولي الأمر فرصة للعمل وجب عليه أن يضمن له نظام التكافل الاجتماعي.. وبناء علي هذه المبادئ الإجتماعية يجب العمل علي تحديد الملكيات الزراعية لأن الملكيات الكبيرة أضرت بالفلاحين وسدت في وجوههم فرص التملك ولا سبيل للإصلاح إلا بتقرير حد أعلي للملكية للضرورة كما يتعين توزيع الأطيان الأميرية المستصلحة علي صغار الملاك والمعدمين. استكمال التشريعات العمالية وهو إعادة النظر في التشريعات العمالية لتشمل جميع فئات العمال بمن فيهم عمال الزراعة وتكفل للعامل وأسرته التأمينات الكافية ضد البطالة والإصابات والعجز والمرض والشيخوخة والوفاة. وإباحة تكوين الاتحادات النقابية وتحديد أجور العمال وفق المبادئ الإسلامية، علي أن يكون تقرير هذه الحقوق وحمايتها بنصوص صريحة. ولإصلاح نظم التوظيف علي أساس تقريب الفوارق بين الحد الأعلي والحد الأدني للرواتب والأجور وكفالة الضمانات القانونية والمالية في الخدمة والمعاش، وتأمين المرءوسين ضد أهواء الرؤساء واستبدادهم وتحديد التبعات وتبسيط الإجراءات وإلغاء المركزية. وتكملة لما تم من إجراءات لإلغاء الرتب، وتحقيقاً للمساواة الكاملة بين أبناء الوطن الواحد لابد من القضاء علي مظاهر البذخ والترف. لإصلاح الأوضاع الاقتصادية القائمة علي أسس سليمة شملت الوثائق عدة اقتراحات منها : تحريم الربا، وتنظيم المصارف تنظيماً يؤدي إلي هذه الغاية وتتنازل الحكومة عن الفوائد في مشروعاتها الخاصة - حتي تكون قدوة - تمصير البنك الأهلي وإنشاء مطبعة للإصدار في مصر واستعجال إنشاء دار سك النقود المعدنية.. إلغاء بورصة العقود التي أدت المضاربات فيها إلي زعزعة الاقتصاد القومي والعمل علي إصلاح السياسة القطنية بما يحقق مصالح البلاد.. استكمال إصلاح الأراضي البور والعناية باستغلال الصحاري المصرية زراعياً ومعدنيا.. تصنيع البلاد مع العناية بالصناعات المعتمدة علي المواد الأولية المحلية والصناعات الحربية. بما أن رجال الجيش البواسل هم أولي الناس بإصلاحه يجب علي الدولة ألا تبخل عليه بالمال لتأدية واجبه لو اقتضي الأمر الجور علي أبواب الميزانية الأخري ولم تستثن الوثيقة أيضاً إبراز بعض الاقتراحات في أمور التربية العسكرية منها : أن تراعي الآداب والشعائر الدينية في الجيش.. أن يوسع نطاق التجنيد بحيث لا يبقي في الأمة من يستطيع حمل السلاح دون أن يحمله حتي يصبح الشعب كله جيشاً كامل الأهلية والعتاد.. العناية بالتدريب العسكري في المدارس والجامعات، وأن يقسم الجد والإنتاج فيقرر إجبارياً في مناهج التعليم ويشمل فنون الحرب وأساليب القتال الصحيح. إنشاء جيش إقليمي يتكون من كل من فاته الانتظام في الجيش العامل - أن تبادر الحكومة إلي إنشاء مصانع لأسلحة الذخيرة لإمداد الجيش بحاجته منها حتي يستطيع الجيش أن يحقق غايته في العدد والعدة ومستوي التدريب. وبما أن رجال البوليس هم حفظة الأمن الداخلي فيجب أن يطهر البوليس من العناصر الفاسدة التي عاونت الطغاة علي إذلال الأمة ومهدت السبيل لزج أبنائها الأبرياء في ظلمات السجون والمعتقلات وأشاعت في البلاد جواً من الفزع والإرهاب مازالت أثاره حية، وأن ينزه البوليس عن أن يكون أداة في يد الأحزاب تسخره في مآربها السياسية مستغلة سيطرتها عليه حين تكون في الحكم ، فيجب إلغاء نظام البوليس السياسي الذي أساء إلي سمعة البوليس، ومد نفوذه بغير حق إلي كثير من مرافق الحياة وهو في حقيقته أثر من آثار الاستعمار البغيضة.. ويجب أن يرفع مستوي رجال البوليس، وأن يأمنوا في حياتهم وأن توثق روابط الود بينهم وبين رؤسائهم من ناحية وأفراد الأمة من ناحية أخري. وفي نهاية بيان الإخوان المسلمين يزيله المستشار حسن الهضيبي بإمضائه بعد أن يضيف بعض التوضيحات التي قال عنها إنها خطوط رئيسية في الإصلاح والمشكلة هي ذات ثلاثة أطراف: مظلومون، وظالمون وأوضاع مكنت الظالمين أن يظلموا ولكي يستقيم أمر هذه الأمة يجب ما يأتي: أن ترد المظالم إلي أهلها وأن يعاد لكل ذي حق حقه فترد إلي المسجونين السياسيين حريتهم، ولقد كانت هذه الهفوة من الشباب الطليعة الأولي التي ثارت في وجه الظلم والطغيان ومازالت في أغلالها بينما يتمتع الجلادون بأهوائهم، كما ترد الأموال والأراضي المغصوبة إلي أهلها، وأن تتوافر للمواطنين حياة يتحررون فيها من أغلال الإلحاد والفقر وطغيان الطبقة الكادحة وتجار السياسة ، وأن يقتص من الظالمين وأن يبعدوا عن الميدان السياسي هؤلاء الذين استباحوا الحرمات، واعتدوا علي الحريات، وداسوا علي مقدسات الأمة، وجعلوا البلاد مزرعة لشهواتهم، واتخذوا العبث بمصالحها مادة للكسب الحرام لأنفسهم وأهليهم وأنصارهم.. وأن تتغير الأوضاع التي مكنت الظالم من أن يظلم وأن يكون التغيير شاملاً لكل مرافق الحياة التي استطاع الطغاة أن ينفذوا منها إلي مآربهم.. أما قضية الاستقلال فليس لها إلا حل واحد هو أن يخرج الإنجليز من مصر والسودان، وأن يخرج كل مستعمر من بلاد الإسلام.. "ويسألونك متي هو قل عسي أن يكون قريباً". وأن الإخوان المسلمين حين يتقدمون بهذه الخطوط الرئيسية إنما يستوحونها من كتاب الله الذي يأمر بالعدل والإحسان، ويحض علي الإخاء، ورعاية أهل الذمة.