ساهمت الكثير من المهرجانات الفنية الدولية في ازدهار مختلف اشكال الفنون السينمائية والغنائية والدرامية وغيرها لتثري الابداع الفكري والادبي في مختلف دول العالم من خلال لجان تحكيمها والذين عرفوا علي مدار التناريخ بخبراتهم وعطائهم اللامحدود لاثراء الفنون، الا ان الامر اختلف كثيرا خلال الفترة الاخيرة إذ لا يتمّ اختيار أعضاء لجان التحكيم في المهرجانات الدولية، وتحديداً النجوم وفقا لمعايير واضحة أو محدّدة، بل إن الأمر يتم بشكل عشوائي. ففي المهرجانات الدولية الاخيرة ظهرت العديد من الاسماء لنجوم شباب مثل الفنانة زينة التي اختارها ممدوح الليثي لعضوية لجنة تحكيم "مهرجان الإسكندرية"، وذلك بعد اعتذار نيللي كريم، كذلك تم اختيار كلّ من جومانا مراد وسمية الخشاب لعضوية لجنة تحكيم المهرجان الدولي لفيلم "المرأة" في مدينة "سلا" بالمغرب، علي رغم من أن تاريخهما لا يتضمن أي اعمال لخدمة المرأة تؤهلهما لذلك. وفي الإطار نفسه، اختير الممثل فتحي عبد الوهاب لعضوية لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للمرة الأولي، كذلك سولاف فواخرجي لعضوية لجنة تحكيم مهرجان أبو ظبي السينمائي، وبدورها اختيرت درة لعضوية لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم في تونس. وفي غير محله كان اختيار الممثل خالد أبو النجا لعضوية مهرجان "إيمي" لجوائز التليفزيون، لا يعني هذا التقليل من شأنه كممثل لكن المشكلة أن معظم أعماله سينمائية وليست تليفزيونية، الامر الذي يثير تساؤلات حول المعايير التي يجب أن تتوافر في اعضاء هيئة تحكيم المهرجانات الدولية ليعود دورها الرائد في صناعة الفن بمختلف اشكاله مجددا. ويجيب ممدوح الليثي رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي، قائلاً إن الاختيار يتم من خلال لجنة متخصصة تطرح الأسماء وتنتقي منها الأفضل وذلك بالاعتماد علي أسس علمية واعتبارات فنية ومهنية والتي انطبقت علي الفنانة زينة لعضوية لجنة التحكيم في الدورة الأخيرة من مهرجان الإسكندرية، والتي أثبتت في الفترة الأخيرة أنها ممثلة مجتهدة، ولديها قدرات فنية خفية ينبغي استغلالها. وتقول الفنانة سمية الخشاب إن الأمر لا علاقة له بكون الممثل سينمائياً أو تليفزيونياً، بل بمعايير اختيار لجنة تحكيم كل مهرجان.. مشيرة الي أن اختيارها مراراً لعضوية لجان تحكيم مهرجانات دولية أمر يشرفها، خصوصاً بعدما ايقنت مدي تقدير وحب الجمهور لها في البلاد العربية المختلفة، فضلا عن استمتاعها بها علي الجانب الشخصي واستفادتها كثيرا منها علي الجانب المهني. وبدورها، تقول النجمة نيللي كريم إن اختيار الفنان إنما يرجع إلي معايير يحدّدها القائمون علي المهرجانات وفقا لجماهيرية الفنان والاعمال المؤخرة التي قدمها ومدي تعمقها في الواقع الذي نحياه ونيلها استحسان النقاد والجمهور علي مستوي واسع واسباب اخري ايضا تحددها اللجنة المشرفة علي المهرجان، وعن أسباب اعتذارها عن مهرجان الإسكندرية لفتت الي أنها كانت موجودة خارج مصر وإلا لوافقت علي المشاركة دون تردّد. وتري زينة أن اختيارها لعضوية لجنة تحكيم مهرجان كبير ومهم مثل مهرجان الإسكندرية خطوة تُحسب لها، ولا علاقة له بتاريخ الفنان بقدر ما يرتبط بمعايير يحدّدها المسئولون عن المهرجان.