والآن إلى الفقرة الجوية وأحوال الطقس.. عواصف رعدية تهب على مصر من كل الاتجاهات طوال شهور السنة وبعدد أيامها الكبيسة، مصحوبة بهطول منهمر ومتواصل للعديد من المهرجانات السينمائية الروائية الطويلة والقصيرة والتسجيلية والبيئية والمسرحية والغنائية والتليفزيونية والتجريبية والتخريبية، وتناشد هيئة "أرصاد المهرجانات المصرية" السادة المواطنين ضرورة توخى الحيطة والحذر أثناء السير ليلاً أو نهاراً إلى أى من فعاليات هذه المهرجانات، خوفاً من وقوع حوادث وكوارث يمكن أن تؤدى بدورها إلى تعطل عجلة الإبداع والريادة والتفوق، وتوقفها فى حالة عدم الالتزام بالتعليمات عن الدوران. المتابع لأحوال مصر وأخبارها من خلال إعلامها يشعر وكأن البلد تعيش فى أفراح وأتراح واحتفالات ومهرجانات دائمة، لن أتحدث عن المؤتمرات والاجتماعات واللجان السياسية والحزبية الوطنية والاقتصادية وغيرها، ولكننى أتوقف عند المهرجانات الفنية التى أصبحت "سبوبة" مضمونة لكل القائمين عليها، وأصابت حمتها شتى ربوع ومدن مصر، وبعيداً عن محاولات البعض التأكيد على أن هذه المهرجانات ضرورية ومهمة للتواصل وإثبات الذات و....، إلا أننى وأنت، ومعنا الملايين يستنجدون بمن يجيب بصدق عن جدوى إقامة مهرجانات تكلف الدولة مئات الملايين من الجنيهات، فى استضافة الضيوف وأقارب لجان التنظيم فى فنادق الخمس نجوم، ومقابل عينى ومادى للمكرمين من فرق ونجوم الدرجتين الثانية والثالثة من عشرات الدول الأوربية واللاتينية والآسيوية والأفريقية، وبدلات فلكية لأعضاء لجان التحكيم المسئولة عن أقسام هذه المهرجانات المختلفة والذين باتت أسماؤهم معروفة ومحفوظة ومستفزة لتكرار تواجدهم لعقود طويلة، وكأن البلد نضبت عن إنجاب آخرين. والكارثة أن لجان الاختيار، وهى غير لجان التحكيم والمشاهدة والتخطيط والتنظيم والمتابعة تجد صعوبة كبيرة فى اختيار أعمال مصرية تمثل البلد فى المهرجانات التى تقام على أرضها ووسط جمهورها، ولو حدث ووجدت فإنها تلقى هزائم مدوية وتخرج بصورة مهينة من المسابقات الرسمية والفرعية بعدما يشهر الحكام لها بطاقاتهم الصفراء والحمراء والزرقاء لها. دول عربية صغيرة نعايرها بجهلها وقلة عدد سكانها ومساحاتها الجغرافية التى تعادل أحد أحياء القاهرة، سبقتنا فى نوعية المهرجانات الفنية رغم معرفتها الحديثة بها، لا لشئ إلا أنها اعتمدت على إدارات واعية وأناس مخلصين يحرصون على الكيف لا الكم، ويرفعون شعارات الواقعية والمتاح، لا شعارات الغرور وتبرير الأخطاء والكوارث. لن أكون سبباً فى تكدير صفوكم أكثر وأكثر، حين أذكر لكم تكاليف مهرجانى القاهرة والإسكندرية السينمائيين الدوليين، والمهرجان القومى للسينما ومهرجانى الموسيقى والأغنية العربيين، والمسرح التجريبى، والإذاعة والتليفزيون والذى تغير اسمه كنوع من التطوير وخوفاً من الحسد إلى مهرجان "الإعلام العربى" إلى جانب مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، ومهرجان المسرح للجميع.. أقول كماااان!