سيطرت عدوي الخلافات والملاحقات القضائية التي أصابت دراما رمضان، علي موسم العيد الغنائي المنقضي. فرغم صدور أربعة ألبومات غنائية فقط في ذلك موسم ، إلا أن ثلاثًا منها أشعلت الخلاف بين صانعيها وزملاء لهم في عالم الغناء. في حين لاقي الألبوم الرابع "محدش يحاسبني" لأنغام هجومًا واسع النطاق، بسبب تشابه غلاف ألبومها، والشكل الجديد الذي اختارته لنفسها، مع شكل المغنية الأمريكية المثيرة للجدل "ليدي جاجا". ولا يزال الملحن محمد رحيم هو أكثر ملحني الساحة الغنائية إثارة للقلاقل والمشكلات. فمع تعدد الاتهامات الموجهة إليه بالسطو علي ألحان الغير، وبعد أشهر قليلة من قيامه بالتقدم بدعوي قضائية ضد الكاتب السعودي عبده خال، لورود اسمه في رواية الأخير المعنونة ب"ترمي بشرر"، يواجه رحيم الآن قضية جديدة، فجرها بنفسه مع تصاعد الخلاف بينه وبين الشاعر أيمن بهجت قمر، بسبب أغنية "عيني عينك". وهي الأغنية الرئيسية في أحدث ألبومات اللبنانية "نانسي عجرم". ويعود أصل الخلاف إلي عام 2003، عندما تعاون الاثنان في أغنية لشيرين وجدي بعنوان "بين البنين"، كي يضمها ألبومها "ولا ليلة". إلا أن شيرين وجدي "الهاربة مع زوجها ايهاب طلعت حاليا الي لندن"، طرحت الأغنية عبر عدد من الإذاعات المتخصصة في الموسيقي والغناء، دون أن تضمنها في ألبومها، ولا الألبومات التالية. وبعد سبع سنوات من تسجيل الأغنية، فؤجئ أيمن بهجت قمر بغناء نانسي عجرم لأغنيتها "عيني عينك"، التي يتطابق لحنها تطابقًا تامًا مع لحن أغنية شيرين وجدي السابق ذكرها. مما دعا أيمن بهجت قمر للاتصال بالشركة المنتجة "ارابيكا ميوزيك"، والاتفاق مع مديرها علي حذف"عيني عينك" من الطبعة الثانية من ألبوم نانسي، حفظًا لحقوقه هو وشيرين وجدي. مما جعل محمد رحيم يفتح النار عليه في وسائل الإعلام، ويتهمه بسرقة ألحانه وإعطائها لملحنين آخرين. ليتضمن هجومه المضاد اتهامًا لأيمن بهجت بسرقة أغنية ستة الصبح، التي وضع رحيم الفكرة الرئيسية للحنها، وإعطائها للملحن وليد سعد كي يستكملها. كما اتهمه رحيم بالاستيلاء علي أغنية "بقدم قلبي" والقيام بنسب تلحينها لعمرو مصطفي. لم تكن هذه هي المشكلة الوحيدة التي واجهت ألبوم "نانسي عجرم"، فقد كان التزوير في انتظاره ليهدد مبيعات الشركة المنتجة "أرابيكا ميوزيك". فقد وجدت نسخ بالأسواق تحمل شعار شركة روتانا كمنتج للألبوم، وارتفعت مبيعات النسخ المزورة مقابل النسخ الأصلية المعتمدة من الشركة المنتجة، مما دعا الأخيرة لإصدار بيان تؤكد فيه أنها الجهة المنتجة للألبوم، والمالك الوحيد لحقوق طبعه وتوزيعه، دون أن توجه اتهامات لشركة روتانا التي نسب إليها الألبوم. "رايحة جاية".. هو عنوان الألبوم الصادر في العيد بعد غياب لفريق واما، وكما صاحب غياب الفرقة قبل سنوات ضجة، لما أثير حول خلافات الأعضاء وشائعات الانفصال. يعود الفريق الآن بضجة أخري، بسبب أغنية "عايش معاك"، التي تضمنها الألبوم من كلمات جمال الخولي وألحان محمد نور عضو الفريق. فقد أثير أن تلك الأغنية سبق أن قدمها المطرب والملحن "نادر نور" من قبل بصوته، ولكن قام الشاعر جمال الخولي ببيعها لفريق "واما"، دون الرجوع إلي نور. ليعيد "محمد نور" عضو الفريق تلحينها، ويضع اسمه عليها. مما أدي إلي استياء نادر من ذلك الموقف، وصرح بأن محمد نور قام بالاستيلاء علي جزء من لحنه الأصلي الذي كان قد قدمه من قبل، وبني عليه لحنه الجديد الذي تضمنه الألبوم. وإن كانت كل هذه الخلافات تشهد بشيء، فهو وجود شيء ما كريه الرائحة حسب التعبير الإنجليزي في سوق الغناء العربي، الذي تتسع فيه رقعة الخلافات في حين تقل نسبة المبيعات، بشكل يشير إلي أن الجمهور بدأ يمل ما يقدمه كل هؤلاء الفنانون المشغولون بالشجار والسطو علي حساب الفن.