كشفت شركة "بلوبو" الصينية عن أول هاتف ذكي في العالم يتم صنعه بمساعدة طابعة ثلاثية الأبعاد. وافادت الشركة الصينية إن الغطاء الخلفي لهاتف "إكس تاتش" مصنوع بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد، حيث تم استخدام مواد سمحت برسم مؤثرات بصرية مميزة. ويبلغ حجم شاشة الهاتف المرتقب 5 بوصة، وتم تزويده بمعالج ثماني النواة، و3 غيغابايت من ذاكرة الوصول العشوائية، فضلاً عن سعة تخزين تبدأ من 32 غيغابايت، ويمكن رفعها بواسطة بطاقة خارجية للذاكرة. وجاءت كاميرا "بلوبو إكس تاتش" الخلفية بدقة 13 ميغابيكسل، أما الأمامية فبدقة 8 ميغابيكسل، وسعة البطارية 3050 مللي أمبير. ويعمل المنتج الجديد بنظام التشغيل أندرويد، ومن المقرر طرحه بداية في السوق الصيني خلال الأسابيع المقبلة، مقابل 150 دولاراً فقط. والطباعة ثلاثية الأبعاد هي صيغة من تكنولوجيا التصنيع بالاضافة حيث يُخلق الشيء ثلاثي الأبعاد بوضع طبقات متتالية. وفي السنوات الأخيرة، أصبح من الممكن تطبيق الطباعة ثلاثية الأبعاد على مستوى المشروعات الصغيرة-المتوسطة، وانتقلت النمذجة من الصناعات الثقيلة إلى البيئة المكتبية. وكذلك تقدم الطباعة ثلاثية الأبعاد عروض هائلة لتطبيقات الإنتاج. وتستخدم هذه التقنية في المجوهرات، الأحذية، التصميم الصناعي، والعمارة، والهندسة، والانشاءات، والسيارات، والطائرات، وطب الأسنان والصناعات الطبية. والطابعات ثلاثية الأبعاد في العادة أسرع وأوفر وأسهل في الاستعمال من التكنولوجيات الأخرى للتصنيع. وتتيح الطابعات ثلاثية الأبعاد للمطورين القدرة على طباعة أجزاء وتجميعات وتركيبات مصنوعة من مواد متعددة وبمواصفات ميكانيكية وفيزيائية مختلفة في عملية بناء واحدة. والتكنولوجيات المتقدمة للطباعة ثلاثية الأبعاد تنتج نماذج تشابه كثيراً منظر وملمس ووظيفة النموذج الأولي للمنتج. وتسمى الآلات التي تتولى صنع الأشياء برصف مكوّناتها طبقة فوق طبقة (ووفق مجسّم رقمي يصنعه الكومبيوتر)، "آلات الطباعة الثلاثيّة الأبعاد". ويرجع السبب في تسميتها "طباعة" في أنها تطوّرت فعليّاً من صناعة الطابعات، خصوصاً السعي للحصول على صور مجسّمة للأشياء. وبعد الصور المجسّمة، جاء من يفكر في شيء أكثر جديّة، أي تركيب طبقة مجسّمة فوق آخرى، وصولاً إلى صنع الأجسام بالطباعة. وكانت شركة ستراتاسيس الاميركية انتجت طابعة ثلاثية الأبعاد تمتاز بأنها الأولى في العالم القادرة على طباعة أجسام بالألوان الكاملة وباستخدام مواد متعددة. وقالت الشركة التي تتخذ من مدينة مينيابولس بولاية مينيسوتا الأميركية مقرًا لها، إن "أوبغيت500 كونيكس3 كولور ملتي-ماتيريال ثري دي برينتر"، وهو الاسم الذي أطلقته على طابعتها الجديدة، تمتاز بتقنية الدمج الثلاثي التي تجمع بين قطرات مكونة من ثلاث مواد أساسية، تساعد على تقليل الاعتماد على طباعة الأجسام ومن ثم تلوينها، وسيساهم المنتج الجديد في توفر الوقت والجهد للمصممين والصناع. وبواسطة دمج تقنية خلط الألوان التي توفرها الطباعة ثنائية الأبعاد التقليدية، وباستخدام الألوان الأساسية الثلاثة الأزرق السماوي، والأرجواني، والأصفر، ضمن طابعتها ثلاثية الأبعاد الجديدة، قالت الشركة إن ذلك يسمح بالحصول على أجسام متعددة المواد تقوم طباعتها بمئات الألوان. وفي حين تتكون مواد الطباعة الأساسية من المطاط والبلاستيك، أوضحت ستراتاسيس أنه يمكن دمجهما ومعالجتهما لبناء منتجات متفاوتة تمتاز بالمرونة والصلابة والشفافية. وأول طابعة ثلاثية الأبعاد في العالم قادرة على طباعة أجسام بالألوان الكاملة وباستخدام مواد متعددة، تأتي بسعر 330 الف دولار أميركي. وكان متحف بومبيدو الفرنسي شهد عرضا لمجموعة كاملة من الألبسة "المنسوجة" اعتمادا على الطابعة ثلاثية الأبعاد. ونجحت الطالبة الجامعية دانيت بيليغ البالغة 27 عاماً بعد 9 أشهر من العمل والجهد في تصميم اثواب اعتمادا على طابعات ثلاثية الابعاد. وتحت الأقواس المتماوجة لمدخل المتحف تجمّع مراسلو صحافة ال"مالتي ميديا"، لتغطية "عرض الأزياء الأول لأثواب الطباعة المجسّمة". وتغزو الطباعة ثلاثية الابعاد بقوة عالم الصحة، وتتعدد اساليب استعمالها ولكنها تراهن في نهاية المطاف على تعزيز النظم الطبية والصحية. وتوصل باحثون صينيون في وقت سابق إلى ابتكار طابعة ثلاثية الأبعاد قادرة على صنع الأعضاء البشرية من الخلايا، في خطوة من شأنها أن تشكل ثورة في عالم الطب. وهذه الأعضاء قد تحمل الأمل لملايين المرضى في الصين، البلد الذي يمنع فيه زرع الأعضاء باستثناء تبرع الأبوين والأقارب.