أكد د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن هناك مخططات تهدف لضرب الأزهر وتدميره وإنهاء دوره في العالم الإسلامي، مشيرًا إلي أن هناك أجندات معلومة وأموالًا طائلة من جهات معروفة تنفق من أجل تخريب الأزهر، نظرًا لكونه الوحيد الذي يمثل وسطية الإسلام، وتحطم علي صخرته كل سيوف أعدائه، معترفاً في الوقت ذاته بضعف الأزهر وفقدانه كثيرًا من مظاهر القوة التي تجعله المرجعية الرئيسية للمسلمين في العالم، وأكد أنه لا يزعم أنه البطل المنتظر، لكنه قال إنه يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة أن هناك من يريد للأزهر أن يتحول إلي مركز عبادة فقط، وأن ينتهي دوره كونه المرجعية الرئيسية للمسلمين. وأشار الطيب إلي أن الأزهر انتزعت منه أمورًا كثيرة حدت من تأثيره في العالم الإسلامي، مدللا علي ذلك بصرخات شيوخ الأزهر السابقين ضد هذه المخططات، مثل الشيخ شلتوت وجاد الحق علي حاد الحق كثيرة للحد من دور الأزهر، وهو ما جعل شيوخ أزهر سابقين تضطر للاستقالة والجلوس في البيت، أفضل من أن تقف موقف المشاهد تجاه هذه الأمور. وحدد الطيب الأسباب التي أدت إلي فقدان الأزهر لتأثيره في العالم الإسلامي، وأهمها تبعيته للحكومة، لكنه أكد أن هذا السبب يمكن معالجته، إضافة إلي سبب آخر وهو وجود مؤسسات أخري تنافس الأزهر وتروج لانتهاء دوره، كما يروجون بأنه مادام شيخ الأزهر يعين من الحكومة "فلا أمل منه"، وتنصب هذه المؤسسات من نفسها بديلا عن الأزهر للإسلام، رغم أن هذه المؤسسات لا يتعدي عمرها اليومين بالقياس علي الأزهر الذي يزيد عمره علي ال 1050 عامًا. وأكد أن الأزهر هو المؤسسة الوحيدة التي تعمل بحرية وأنها ليس مطلوبا منه أن تعمل ضد الحكومة أو ضد الدولة، وقال: "الدليل لما طلبت من رئيس الجمهورية إعفائي من منصبي في الحزب الوطني وافق علي الفور وكان بإمكانه أن يأتي بأحد غيري من الحزب يعمل تحت عباءته كما يروج البعض"، منبها علي أن شيوخ الأزهر السابقين كانوا رجال دولة في مواقف ورجال أزهر في مواقف أخري. واعتبر الطيب أن سر عظمة الأزهر أنه هو الكيان الوحيد الذي حافظ علي وحدة المسلمين من خلال عدم الكف عن تدريس علوم الإسلام باختلاف مذاهبها ومناهجها، والتصدي لفرقة المسلمين، نافيا أن يكون المسلمون قد تعرضوا فيما بينهم لمثل هذه الحروب الطاحنة التي شهدها العالم الغربي لدرجة وصلت إلي الإبادة والفناء، فلم نرَ حربا بين السنة والشيعة مثل التي حدثت بين دول أوروبا. وأوضح أنه لا ينكر الخلافات الموجودة بين المذاهب الإسلامية، إلا انه أشاد بموقف الأزهر من خلال حرصه الدائم علي التقريب بينها، ومن خلال الحرص علي وسطية الإسلام وتدريس المذاهب المختلفة، خاصة أن فقه الأزهر قائم علي التعددية ويحترم اختلاف المذاهب الفقهية، والدليل علي ذلك عدم تعصب الأزهريين لمذهب ما، فمنهم الحنبلي والحنفي والمالكي والشافعي. وانتقد شيخ الأزهر بعض الفئات التي تكفر الناس بغير علم انتصارا لمذهب معين عبر الفضائيات الدينية، حتي أصبح المسلمون شيعا وأحزابا، مؤكدا أن مصر هي البلد الوحيد المنفتح ثقافيا بسبب احترامه للتعددية الإسلامية واحترام الاجتهاد، مدللا بأن صعيد مصر يسير علي المذهب المالكي في حين تسير القاهرة علي المذهب الشافعي والحنفي، كما يدرس في الأزهر المذهب الجعفري، عكس البلاد الأخري المتمذهبة والتي تسيطر عليها الطائفية.