شعبان عبد الرحيم، واحد من رموز ثقافة الموسيقى الشعبيية في مصر، والمعروف أيضًا باسم "شعبولا" عاش حياته في غموض نسبي منذ ما يقرب من 20 عامًا، وبدأ حياته مع الأغاني المثيرة للجدل، حيث اقتحم مجال الشهرة الدولية عندما غنى أغنية "أنا بكره اسرائيل"، في عام 2001، لم يكبر صاحب الأصول المتواضعة المولود بحي الشرابية في القاهرة القديمة أو بعمله السابق "مكوجي"، ويذكر بفخر هذه المهنة، اشتهر شعبولا بارتداء الملابس ذات الأوان المبهرجة، وساعتين من الذهب واحدة على كل ذراع، بجانب الأحذية التي تتطابق إما مع حزامه أو الزي الذي يرتديه، ونادرًا ما يأخذ نفسه على محمل الجد في المقابلات العامة، وفي كثير من الأحيان يتم الاستخفاف بمظهره الخارجي. بعد فترة وجيزة من النجاح الهائل لأغنية "أنا بكره أسرائيل" أصدر عبد الرحيم عدة ألبومات وأغان سياسية مثل "أمريكا يا أمريكا"، و "الضرب في العراق"، في حين لم يغفل شعبولا هموم ومشاكل الشعب في الأغاني المحلية، فأصدر أغنية تتحدث عن مخاطر تدخين السجائر والماريجوانا بعنوان "هبطل السجاير"، وأيضًا الضرائب غير العادلة، تلوث نهر النيل، والرسوم المسيئة للنبي محمد عليه الصلاةوالسلام، بالإضافة إلى دعم حملة الرئيس الأسبق حسني مبارك لإعادة انتخابه في أول انتخابات تعددية في عام 2005، بأغنية بعنوان "كلمة حق"، وتحدت عن أكوام المديح لمبارك من خلال تحديد إسهاماته في مصر، وظهرت مقاطع للرئيس السبق يصافح العوام، يلوح من مواقع مختلفة، وبناء المدن الجديدة، وظهور المترو، وقال " إن الشعب قد اختار مبارك دون نعم أو لا" لكنه واجه حملة انتقادات واسعة من نشطاء المعارضة والمراقبين الدوليين، نظرًا لأنه تجاهل وقتها التزوير وعنف الشرطة والاعتقالات والعشوائيات وغيرها. ومع ذلك فإن الرجل دائمًا ما يكون في قلب الحدث والمشهد السياسي، سواء على الصعيد المصري أو العربي أو العالمي، ولا يترك فرصة إلا ويخرج يعبر عنها بأغنية شعبية تعبر وتصف الواقع، ومؤخرًا بعد عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، خرج المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم الذي بدأ حياتة "مكوجي بالشرابية" بأغنية جديدة بعنوان "طول عمرنا بنجب الجيش "، كلمات إسلام خليل، ألحان نجله سيد شعبان. يعرف شعبان دائمًا بأنه يميل إلى السياسة في جميع أغانية، والتعبير عن اللحظة التي يعيشها الشعب، سواء كانت موجة ثورية أو حالة غريبة أو حتى الأمراض العصرية، حيث غنى قبل ذلك أغنية للتهكم على مرض "أنفلوانزا الخنازير"، وهو أيضًا الذي غنى سابقًا عن غزو العراق، وأصبحت كلمات الأغنية تتصدر عناوين الصحف، والأغنية بعنوان "ضرب العراق" وحملت الأغنية مشاعر الأسى لرجل الشارع حول كل ما هو خطأ في الشئون العالمية، كما غنى عن أسلحة الدمار الشامل ووضع مقارنة بكلمات غنائية بسيطة عن الأسلحة العراقية والإسرائيلية، وعمليات التفتيش الدولية والعقوبات، وغنى أيضًا للحرب على الإرهاب في أفغانستان، وأكثر من ذلك. رغم أن شعبان لم يدرس الموسيقى، فإن أغانيه تتميز جميعها بإيقاع لحني واحد، ويتوقف كثيرًا في منتصف الغناء ليشدو بكلمتة الشهيرة "إييه"، للحفاظ على مستوى اللحن، مما يجعل الانسجام أمرًا ظاهرًا على المستمعين. رغم أن العالم العربي والإسلامي يعاني حروبًا وأزمات طاحنة، إلا أن شعبان لم يغفل هذا الجانب العسكري من أغانية، سواء في أفغانستان وفلسطين وجنوب لبنان وهضبة الجولان، لكن العراق فتحت بشكل كبير آلام كبيرة على المطرب الشعبي، وهب إلى إصدار أغنية بعنوان "الضرب في العراق"، تقول كلماتها "هاننزع السلاح وماله شيء جميل، هاتفتش العراق روح فتش إسرائيل، كفاية بقى تلاكيك خلاص الخلق ضاق، ما تشوفوا إسرائيل وسيبوكم من العراق، سلاح دمار وشامل موجود هناك كتير، الضرب عيني عينك ما بيحترموش كبير، أنا نفسي أشوف العرب زي الهلال والقمر، ونفسي مرة واحدة ينجحلنا مؤتمر، شارون خلاّها بركة والدم زي المطر، ويقول لك ده العراق أكبر خطر، خايف صحيح عليهم بصراحة احتار دليلي، ولا انت جاي تحقق الحلم الإسرائيلي، ماعدش حد غيرهم يتحكم في البشر، والظلم والفساد على أيديهم انتشر. ولم ينس شعبان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش من أغانيه، وتحديدًا عندما قام الصحفي العراقي متتصر الزيدي بقذفه بحذائه خلال مؤتمر صحفي، وتقول كلمات الأغنية التي كتبها مؤلف أغنياته المفضل إسلام خليل بالعامية الدارجة: "خلاص مالكش لازمة يا بوش يا بن اللذينه، تستاهل ألف جزمة على اللي انت عملته فينا، والله وجه اليوم يا واطي ووشك اتفضح، وشافوك الناس مطاطي من جزمتين شبح، الجزمة كانت مفاجئة تمام زي الزيارة، والدنيا بحالها فرحت والناس فضلت سهارى، يا قلوب كتير حزينة قومي ياله اتبسمي، شوفي بوش وهو خايف والجزمة بتترمي". كما كتب خليل كلمات أغنية "أنا بكره اسرائيل"، والتي حققت رقمًا قياسيًا في عدد الاستماع، والأغنية تعكس تمامًا مزاج الشارع العربي حول الدولة العبرية، وتقول كلمتها "أنا بكره اسرائيل وأقولها لو أتسأل، إن شا الله أموت قتيل أو أخش المعتقل"، كما غنى أيضًا شعبان للدبلوماسي المصري عمرو موسى في وقت لاحق بعد أسابيع من مغادرته الوزارة ليصبح الأمين العام لجامعة الدول العربية. كما شملت أغاني المطرب الشعبي، انتقاد أمريكا وسياستها الزائفة حول العالم، فغنى "أمريكا يا أمريكا"، والتي حثت فيها الولاياتالمتحدة على إعادة التفكير في سياستها الخارجية وإقناع إسرائيل لتحقيق السلام مع جيرانها. غنى شعبان أيضًا عن القضايا المحلية عن توشكى، تلوث نهر النيل، الإقلاع عن التدخين، والفتيات وارتداء الملابس الضيقة، وعن الشباب وارتداء الأساور. ومؤخرًا سجل شعبان عبد الرحيم أغنية جديدة تحمل اسم "شعبان ضد الإرهاب"، كلمات إسلام خليل، تحكي عن ظروف مصر حاليًا ومع تواجهه المؤسسة الأمنية والعسكرية من حرب على الإرهاب، ورغم الظروف الصعبة التى يمر بها شعبان بعد فراق زوجته، إلا أنه رفض تجاهل الواقع المصري، وقرر أن يكون متواجدًا كعادته مع ما تشهده البلاد من ظروف بطريقته الغنائية السلهة التي يحبها الجمهور. كما أذاعت المحطات الفضائية أغنية سياسية لشعبان ينتقد من خلالها حكومة د.حازم الببلاوي رئيس الوزراء، وبعض الشخصيات السياسية والعامة، لكنه امتدح في نفس الأغنية وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وتقول كلمات الأغنية التي كتبها إسلام خليل، " بقينا ع الحديدة والناس تعبانة موت، عايزين حكومة شديدة ماتخفش وليها صوت، في ناس قاعدين يخونوا الشعب ويقسوا عليه، عشان حكومتنا نونو مش عارفة بتعمل إيه، يا اما قولنا على البرادعي غدار وملوش أمان، وبيلعب لعبة جامدة لحبايبه الأمريكان، دي مشاعري ودي أحاسيسي، لو كله زي السيسي أحنا مكوناش نخاف، دايماً تفكيره مبتكر والناس كلها عاشقاه، صحيح ده راجل دكر والشعب كله وراه، ملكومش رأي حاسم وناس ليها العجب ما كفاية علينا باسم وقلة الأدب، يا أوباما اللعبة اتكشفت وكله انكشف وبان، فهم قطر حبيبتك وصاحبك أردوغان.