استتيقظ المصريون الجمعة على سلسلة تفجيرات استهدفت منشآت حيوية في بلادهم عشية الاحتفال بالذكرى الثالثة ل"ثورة" 25 يناير التي ادت لرحيل نظام مبارك. وقتل خمسة اشخاص في انفجار سيارة مفخخة في ساعة مبكرة الجمعة امام مديرية أمن القاهرة ، فيما قتل شخص آخر في تفجير قرب محطة مترو في القاهرة، في حين لم يسفر انفجار ثالث في مدينة الجيزة عن أية ضحايا. وخلف الانفجار الأول الذي سُمع دويه في ارجاء العاصمة سحابة كبيرة من الدخان فوق المدينة وتسبب في حفرة عميقة في الشارع. وجاء الانفجار قبل يوم على انتشار الشرطة في القاهرة استعدادا للذكرى الثالثة لثورة 2011 التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك حيث دعا الاسلاميون في مناسبتها الى تظاهرات حاشدة ضد النظام الجديد. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية هاني عبد اللطيف ان الانفجار "ناجم عن سيارة مفخخة".وقالت وزارة الصحة ان 4 اشخاص على الأقل قتلوا و51 آخرين اصيبوا في التفجير. وقال شاهد عيان يقيم في شقة تبعد نحو 200 متر عن مبنى الشرطة انه استيقظ على دوي الانفجار الذي وقع حوالي الساعة 6,15 صباحا .وقال الشاهد يحيى عطية "اهتز المبنى الذي اسكن فيه". ولم يتضح بعد كيفية وصول السيارة الى هذه المسافة القريبة من مقر الشرطة الذي تحيط به بوابة معدنية طويلة دمرت جزئيا في الانفجار. وخلف الانفجار حفرة كبيرة امام البوابة والحق اضرارا كبيرة بواجهة المبنى وواجهة متحف اسلامي مجاور.وقامت شرطة مكافحة الشغب بابعاد مئات الاشخاص عن مسرح الانفجار فيما علت هتافات منددة بجماعة الاخوان المسلمين. وأعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن التفجير، وقالت في بيان على صفحتها على موقع فيسبوك إن "أخوانكم في جماعة أنصار بيت المقدس تمكنوا من اختراق كل الدفاعات والتحصينات الأمنية والكمائن التي ينصبها الكلاب المرتدون العاملون بوزارة الداخلية". وأضافت أن "الشهيد (بإذن الله) أنس بن عمرو بن الظافر المصري، من رجال محافظة أسيوط، وهب نفسه وروحه للإسلام ولنصرة دين الله"، مشيرة إلى أنها ستعطي تفاصيل إضافية متعلقة بالحادثة بعد وقت قصير. من جانب آخر، قتل شخص على الاقل في تفجير آخر قرب محطة مترو في القاهرة، بحسب التلفزيون المصري الرسمي. ولم يؤكد مصدر في وزارة الصحة سقوط قتيل في الانفجار الذي نجم عن عبوة ناسفة قوتها ضعيفة قرب محطة مترو في حي الدقي وادى الى جرح 15 شخصا. وفي حين تقوم فرق مع كلاب مدربة بتفحص المكان وتطوق قوات الامن الطريق هتف بعض السكان شعارات تدعم الشرطة والجيش الذي يعتبر قائده الفريق اول عبد الفتاح السيسي الرجل القوي الجديد في البلاد منذ ان اعلن مطلع تموز/يوليو عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي. وتصاعدت الهجمات التي تستهدف قوات الامن في مصر منذ ان عزل الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي مطلع يوليو. وقال مسؤول أمني وشهود إن قنبلة محلية الصنع انفجرت بالقرب من قسم شرطة الطالبية في شارع الأهرام السياحي بمدينة الجيزة على الضفة الأخرى لنيل القاهرة في ثالث هجوم تتعرض له البلاد الجمعة. وقال مدير مباحث الجيزة اللواء جرير مصطفى إن الانفجار لم يسفر عن ضحايا أو خسائر بشرية. وأضاف أن القنبلة "كانت مدفونة في الجزيرة الوسطى للشارع". وتنفي جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي تورطها في الهجمات، غير انها ادرجت على لائحة المنظمات الارهابية بعد مقتل 15 شخصا في تفجير انتحاري استهدف مركزا للشرطة شمال القاهرة في ديسمبر الماضي. ودعت الجماعة الى تظاهرات حاشدة اعتبارا من الجمعة في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2011 التي اطاحت بمبارك، متهمة الحكومة المدعومة من الجيش بمواصلة الحكم الاستبدادي. وقال الشاهد يحيى عطية بينما كان يتفقد الدمار امام مقر الشرطة "يمكنني الان ان ادعو الاخوان المسلمين بالاخوان الارهابيين". واضاف "ينبغي اعدامهم جميعا". وقتل العشرات من رجال الشرطة والجيش في شبه جزيرة سيناء المضطربة وبدأ المسلحون في المنطقة الصحراوية يوسعون عملياتهم الى مناطق سكنية مكتظة في انحاء البلاد. والخميس قتل مهاجمون ملثمون على دراجات نارية خمسة شرطيين على نقطة تفتيش جنوبالقاهرة. ووقع عدد من التفجيرات في القاهرة بينها محاولة اغتيال استهدفت وزير الداخلية في سبتمبر بعد اسابيع على مقتل متظاهرين الاسلاميين بيد الشرطة في اشتباكات في مخيم احتجاج.