سمع صباح اليوم الجمعة، دوي انفجار ضخم هز أرجاء وسط القاهرة في حوالي السابعة صباحًا، وشوهد دخان كثيف فوق سماء المدينة، ولم يستدل على موقع الانفجار الأصلي إلا في حدود الثامنة إلا ربع. حيث انتقلت سيارات الإسعاف إلى محيط مديرية أمن القاهرة بحي باب الخلق، حيث وقع الانفجار، ونقل التلفزيون المصري عقب ذلك، قيام ما وصفتهم ب«المسلحين» بإطلاق النار على بعض المباني المجاورة عقب الانفجار. وأسفر الانفجار عن سقوط 4 قتلى وإصابة أكثر من 70، بحسب وزارة الصحة، أغلبهم من قوات الأمن وحراسات البوابات. كما ذكرت قناة «سكاي نيوز» أنه "تم تدمير 4 طوابق من مقر المديرية جراء التفجير"، وتهشم واجهة المبنى بالكامل. وانتشرت تأمينات كثيفة من قوات الأمن المركزي في محيط المديرية، ورجح مصدر أمني أن يكون الانفجار ناجمًا عن سيارة مفخخة كانت بها كمية كبيرة من المتفجرات. ووصل في حوالي التاسعة صباحًا محمد إبراهيم، وزير الداخلية، إلى موقع الحادث لتفقد الوضع الأمني. فيما بدأت قوات الحماية المدنية، التي وصلت إلى محيط الانفجار، في استخراج الضحايا من الطابق الأرضي للمبنى بعد سقوط العديد من الكتل الخرسانية بداخله. ومن جانبها، استدعت وزارة الصحة والسكان جميع مديري المستشفيات والأطقم الطبية لسرعة إنقاذ المصابين وتم إرسال 35 سيارة إسعاف، كما أمرت وزيرة الصحة بتوفير جميع فصائل الدم وكميات إضافية من المستلزمات الطبية والأدوية لدعم المستشفيات المتعاملة مع المصابين. وبعد ما يقرب من ساعة من وقوع الانفجار، تجمع العشرات من المواطنين أمام مقر المديرية، مرددين هتافات «الشعب يريد إعدام الإخوان»، «يا أبو دبورة ونسر وكاب.. إحنا معاك ضد الإرهاب»، «الجيش والشعب إيد واحدة ولم يستدل حتى الآن على هوية الفاعل ولكن نقلت قناة «سي بي سي» عن أجهزة أمنية أنه تم العثور على جثة لشخص حليق الرأس، مبتور الأصابع، يرتدي جلبابًا، في محيط التفجير يشتبه أنها للانتحاري الذي نفذ تفجير مديرية الأمن. ووصل خبراء الأدلة الجنائية إلى موقع الانفجار لفحص الحطام الناتج عن الانفجار، وقامت قوات الشرطة بتمشيط المنطقة باستخدام الكلاب البوليسية، بحثًا عن متفجرات قد تكون موجودة بمحيط التفجير. وتعليقًا على الحادث، وصفت حركة تمرد، عبر حسابها على تويتر، تفجير مديرية أمن القاهرة بأنه "عمل إرهابي خسيس"، وأضافت "لن نتراجع وسنهزم هؤلاء الخونة القتلة.. عملاء الصهاينة.. اللهم اجعل كيدهم في نحورهم.. إنا لله وإنا إليه راجعون". ولم تسلم المباني المجاورة للمديرية من الانفجار، حيث وصل تأثيره لمبنى متحف الفن الإسلامي بباب الخلق، وتهشمت واجهته، وكذلك واجهات محكمة الاستئناف وبعض المحال والعقارات المجاورة للمديرية. وعلى أثر الحادث، أغلقت قوات الأمن كافة الشوارع المحيطة بمقر وزارة الداخلية بوسط القاهرة أمام حركة مرور السيارات، وقامت بنصب الحواجز المعدنية في الشوارع المحيطة بالوزارة ونشر الكلاب البوليسية الخاصة بالكشف عن المفرقعات بتلك الشوارع. كما أغلقت قوات الجيش ميدان التحرير تمامًا وتمركزت الآليات العسكرية بجميع مداخله أمام المتحف المصري وشوارع البستان وقصر النيل، والفلكي ومحمد محمود وكوبري قصر النيل. يذكر أن ثلاثة انفجارات أخرى قد وقعت صباح اليوم، في محيط مترو البحوث وقسم الدقي وقسم الطالبية بالهرم، ولم يستدل على الفاعل حتى الآن.