موضوع هيئة العلماء والخبراء العرب والأفارقة "الأبسو" وهى هيئة عربية إفريقية مكونة من علماء وخبراء معنية بالمقام الأول بموضوع القضاء على الدواء المزور والمغشوش والغذاء وجميع السلع الاستراتيجية.. مشيرا إلى أن ظاهرة الدواء المغشوش تعتبر من الظواهر الإرهابية العالمية التى تؤكدها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والأدوية الأمريكية وجميع المنظمات العالمية، باعتبارها ظاهرة تحصد آلاف الأرواح من البشر الذين يصابون بأمراض سرطانية مجهولة السبب واتضح فيما بعد أنها من الأدوية المزورة. وقال العشرى فى تصريحات للصحفيين بمقر الجامعة العربية فى القاهرة: إن فقد الدواء لأكثر من 60 % من فاعليته خاصة المضادات الحيوية وأدوية الملاريا يحدث عندما تزور أو تكون غير مطابقة للمواصفات مما يفقدها فاعليتها.. موضحا أن هذا الغش يسبب للعالم كارثة انسانية وبيئية واقتصادية وصلت إلى 250 مليار دولار فى العام وفق ما أعلنته منظمة الجمارك العالمية وهذا الرقم هو الذى تم ضبطه فقط والنتيجة أكبر من ذلك ففى العالم العربى أكثر من 2 إلى 3 مليار دولار سنويا، بالإضافة إلى الحالات السرطانية المرتفعة "أكثر من 40 % منها مجهول المصدر". وشدد أمين عام اتحاد الصيادلة العرب على أن كل ذلك يدفع العالم إلى متابعة الدواء المزور فى أمريكا والدول الأوروبية وفى كل مكان.. مؤكدا أن المنطقة العربية بها من 20 إلى 30 % دواء مغشوش- وحسب تصريحات وزارة الصحة المصرية 30% - وفى أفريقيا من 60 إلى 70 % خاصة مرض الملاريا، ومن ناحية سياسية العالم اليوم ينظر إلى تزوير الدواء كظاهرة إرهابية جديدة وأصبحت سلاح المستقبل بديلا عن التدمير والأسلحة التقليدية.. مشيرا إلى أن حبة الدواء المزورة هى كالقنبلة الموقوتة المنظمات العالمية والكونجرس الأمريكى انعقد أكثر من مرة لبحث هذا الأمر وعلاج هذه الظاهرة وكذلك البرلمان الأوروبى أطلق حملات كثيرة فى هذا الشأن، والرئيس الفرنسى السابق جاك شيراك أنشأ جمعية لمحاربة الدواء المغشوش بيل كلينتون وأوباما والعالم كله يناهض هذه الظاهرة، نحن فى هيئة العلماء والخبراء العرب والأفارقة والتى حظيت اليوم برعاية الأمين العام للجامعة شخصيا ورعاية جامعة الدول العربية لهذه المنظمة وهذا البرنامج بصدد إنشاء "بار كود" شريط مشفر كتقنية عالمية لمحاربة غش الأدوية.. فالتقنيات الحديثة الموجودة حاليا فى أوروبا لم تستطع أن تمنع الظاهرة. وأشار إلى أن الجامعة ستقوم بمخاطبة مفوضية الاتحاد الافريقى لتشمل الرعاية وتكون مشتركة بينهما، وأن موسى كلف المختصين فى الجامعة باعداد اللازم لعرض الموضوع على القمة العربية الافريقية فى أكتوبر المقبل. وحذر العشرى من التهاون فى مواجهة هذا الموضوع.. قائلا: الدواء كله مزور، والشركة التى تنتج الدواء لا تستطيع أن تفرق بين الدواء المغشوش وغير المغشوش، إلا إذا ذهبت إلى معامل وهو ما يستغرق وقتًا، وردا على سؤال ل "وكالة الصحافة العربية" حول ما إذا كانت تلك التقنية ستساهم فى رفع أسعار الأدوية، قال العشرى: "إطلاقا هذه التقنية لن تساهم فى رفع سعر الدواء، بل ستساهم فى خفض سعر الدواء، لأن شركات الدواء تنفق الملايين على الدعاية والحماية للدواء خاصة الشركات المالتى ناشيونال، فهى وفق تقاريرها تنفق مئات الملايين من الدولارات فقط لحماية صنف واحد من الأدوية، وعلى سبيل المثال دواء مثل دواء المضاد للكريسترول الخاص بخفض نسبة الكريسترول تبيع منه 22 مليار دولار نسبة المغشوش منها من 10 إلى 20 %، ما يتسبب فى خسارة الشركة فى هذا المجال وكم تنفق على محاربة التزوير، والعكس يفترض أن يقل سعر الدواء. وحول ما إذا كانت هناك أية ضغوط ستمارس على دول المنشأ لوضع البار كود، أجاب: ليس هناك أية ضغوط، بل المصنع نفسه سيقول إن دواءه محمى حماية له من أى ملاحقة قضائية، وفى نفس الوقت كنوع من الدعاية المجانية، ومن سيقوم بهذا الأمر هو الشركات المحترمة التى لا تتلاعب فى منتجاتها وتحترم نفسها والمواطن وتسير وفقا للتعليمات، الشركات نفسها تحاول أن تحافظ على منتجاتها. كما أكد أمين عام اتحاد الصيادلة العرب ل "وكالة الصحافة العربية" أنه لن يتم سحب الأدوية المزورة وإنما سيحل مكانها فورا الأدوية الجديدة من الأسواق التى تضمن عدم وجود مادة سامة بدلا من المادة الفعالة، وبالتالى فلن يلتفت أحد إلى الدواء الذى لا يحمل. واختتم العشرى تصريحاته بقوله: إن صحة الدول العربية فى خطر وعلينا توخى الحذر.