مازالت قضية غش الأدوية تعرض نفسها علي الأوساط الطبية في جميع انحاء العالم نظرا لحجم الخسائر المادية التي بلغت300 مليار دولار سنويا, بالإضافة للكوارث الصحية. وقد جاءت قضية غش الادوية علي رأس الموضوعات التي ناقشها مؤتمر اتحاد الصيادلة العرب. بداية يقول الدكتور طاهر الشخشير رئيس اتحاد الصيادلة العرب إن المؤتمر يهدف الي رفع مستوي مهنة غش الادوية الصيدلية في الوطن العربي ابتداء من تطبيق مفاهيم الممارسة الصيدلانية الجيدة في مؤسساتنا الصيدلانية وتطبيق مفاهيم التصنيع الدوائي الجيد في صناعتنا الدوائية العربية التي أصبحت منافسا حقيقيا للصناعات الدوائية العالمية, إضافة الي قضية الأدوية المقلدة والمزورة والتي أصبحت هاجسا عالميا وخطرا علي حياة المريض. ويقول الأمين العام لاتحاد الصيادلة العرب الدكتور علي ابراهيم ان غش الأدوية يعتبر من الظواهر الخطيرة التي تهدد صحة الملايين في العالم, كما يعتبرها المتخصصون والقائمون علي الأمن الدوائي الظاهرة الارهابية الجديدة التي تهدد العالم بأسره وعلي جميع المستويات لكونها تهدد الأمن الاقتصادي والاجتماعي والصحي بل والأمن الدوي برمته. ويقدر خبراء منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والأدوية الأمريكية حجم الخسارة التي يتعرض لها الاقتصاد الدولي بأكثر من75 مليار دولار في العالم ونسبة نمو هذه الجريمة أكثر من30% في العام, هذا بالإضافة الي ماتتعرض له حياة البشر, وأضاف ان العالم أدرك أهمية التصدي لهذه الظاهرة الارهابية الخطيرة, حيث أولتها بلرلمانات العالم أهمية كبيرة من خلال سن القوانين ضد هذه الجريمة. وتعتبر أدوية القلب والسرطان والكلي والعجز الجنسي هي التي يغلب عليها الغش نظرا لاتساع اسواقها وزيادة الطلب عليها, كما يقول الدكتور أحمد عبد الباري عميد كلية الصيدلة السابق ورئيس الجمعية الصيدلية المصرية, ويري ان الغش دائما يكون في تاريخ الصلاحية أو اضافة مواد جيرية تفسد فاعلية الدواء, ويضرب مثالا بالأدوية التي تأتي الينا من الهند والصين والشركات مجهولة الهوية. وتطالب الدكتور امتثال نوفل رئيسة احدي شركات المستحضرات الدوائية بتفعيل القوانين المجرمة للغش واحكام الرقابة علي الجمارك حتي لاتتسرب إلينا أدوية مغشوشة من مصادر مجهولة. ويقول الدكتور محمد خليفة مدير التسويق باحدي شركات الدواء الدولية, ان حجم الغش في دواء الضعف الجنسي يبلغ40 مليون دولار سنويا, أما الفيتامينات وأدوية التخسيس والسكر والقلب فيكون التزوير فيها أكبر خاصة في المادة الفعالة ومايضاف اليها من اضافات غير مطابقة للقياسات العالمية وبها شوائب تضر بالصحة وتضاعف المرض. وقال الدكتور علي ابراهيم رئيس مجلس ادارة هيئة العلماء والخبراء صاحبة الاختراع ان البارقود الملون يعتبر الحل العملي لمكافحة غش الدواء وقد ايدته كافة الدول في العالم ويقول ان بعض شركات الدواء قد تمكنت من الحصول علي التراخيص اللازمة, في غياب الانضباط والرقابة, وقامت بتصنيع الأدوية بأساليب وطرق غير مطابقة للقوانين الدولية, والنتيجة تكون كارثة صحية علي المواطن من جهة وخسارة الاقتصاد القومي من جهة أخري, وهذا ليس فقط في الشركات العربية بل في جميع شركات العالم, حتي الشركات العالمية التي فرضت دعاية وانتجت سمعة اعلامية عالية لها.