واقتادوه معهم إلي البلطجة والتكسب من الأفراح التي يجدون فيها ضالتهم من زبائن المخدرات. كان يهرب من أمه التي تعمل في أحد المطاعم, تصطاد من علي موائدها زبائنها الذين يذهبون معها آخر الليل لقضاء الليالي الحمراء، إلا أنه بعد أن وجدها أمامه ودق لها قلبه قرر أن يكافح ويعمل حتي يتزوج من حبيبته، لكن صديقه استكثر عليه زوجته، فصنع له مكيدة أدخلته السجن ليطلقها منه ويتزوجها هو. فارق الدراسة وهو في المرحلة الابتدائية، لكن بعض أصدقائه كانوا يحادثونه بأنه لا جدوي من عمل بمقابل ضعيف، واقتادوه إلي التسكع معهم في الطرقات وملاحقة الحفلات الغنائية. قاده حظه إلي فتاة من أسرة كبيرة مرموقة، هام بها وهامت به، وجمعت بينهما لقاءات عدة، اتفقا خلالها علي الزواج دون أن تعلم الفتاة عن عائلته شيئا. جمع الشاب أصدقاءه بجانب والدته وذهبوا إلي منزل أسرة الفتاة لطلبها للزواج، وهناك رحبت بهم الأسرة وأكرمتهم، إلا أنها اعترضت علي الزواج بسبب أن الشاب ليس لديه عمل. لكن الوالدة وعدت بضمه إلي مكان عمل معروف حيث برع ابنها كما زعمت في العمل كجزار بهائم. مرت الايام وأصبح الشاب يعمل هنا وهناك حتي يجمع مالاً يمكنه من الاستقرار في محل لبيع اللحوم، فتقدم للفتاة مرة أخري وتمت الموافقة علي الزواج. وأثناء مراسم الزواج وقعت مشاجرة كبيرة بين والد الشاب ووالدته أمام أسرة الفتاة ولم تخمد نارها، بل زادت وامتدت من والدة الشاب إلي أسرة الفتاة، كادت تفسد الزيجة، إلا أنها انتهت بمصالحة تدخل فيها الجيران. تم الزواج وعاد الزوجان من شهر العسل لتفاجأ الزوجة بأنها سوف تقيم مع والدة زوجها في منزل واحد، به غرفتان، فقبلت بالأمر بعد تذمر، لكن الحظ لم يحالفها, حيث فصل زوجها من عمله بعد أن شارك في بيع لحوم لحيوانات تم ذبحها خارج السلخانة، فتمت محاكمته لينتهي الأمر بسجنه شهرين. عاشت الزوجة في جحيم، فطلبت الطلاق، لكن الزوج رفض ذلك حيث إنها كانت حاملاً.. مر الشهران وخرج من السجن وعاد إلي مستنقع العطالة والتسول مع الأصدقاء مرة أخري لتوفير الطعام لزوجته التي ملت وعادت إلي مد يدها إلي أسرتها. اتسعت دائرة الخلاف بين الزوجين بسبب عطالة الزوج وذهبت الزوجة إلي أسرتها ورفضت العودة بل وطالبت بالطلاق. في المحكمة أجمع الزوج ووالدته علي عدم الطلاق وكانت حجة الزوجة عدم الإنفاق وعدم السكن، لكن الزوج ادعي بأن لديه مسكناً منفصلاً وينفق علي الزوجة إلا أن أحد أصدقائه اقتحم قاعة المحكمة؛ مؤكداً أن الزوج ليس لديه سكن وهو متسول ولص وعاطل عن العمل. استجابت المحكمة إلي الزوجة وقررت تطليقها، وبعد الطلاق تقدم الصديق للزوجة وكانت قد أنجبت طفلاً وتزوجها وكشف فيما بعد للزوجة أنه من قام بالإبلاغ عن اللحوم المذبوحة خارج السلخانة، ليتخلص من زوجها الأول لأنه أحبها بشدة ورأي أن صديقه لا يستحقها، ولكن علي غير المتوقع لاقي رد فعل عنيف من الزوجة ورفضت مشاركته الفراش، وذهبت إلي المحكمة مرة أخري طالبة الطلاق من زوجها الجديد، وأثناء وجودها في منزل أهلها ذهب اليها محاولا إرجاعها إلي المنزل. هناك سبته ولعنته، وأكدت له حبها لزوجها الأول، وعندما صارحته بذلك لم يتمالك نفسه وانهال عليها ضربا أمام والدها وشقيقها الأصغر الذي لم يتحمل أن يري أخته تضرب بهذه القسوة أمام عينيه، فجذبه إليه لتبدا معركة بالأيدي التقط خلالها الشقيق سكينًا كانت موجودة علي المنضدة وسدد لزوج شقيقه عدة طعنات نافذة بالبطن والصدر أصابت إحداها القلب مباشرة فقتلته في الحال. وسط حالة من الذهول انتابت كل من في المنزل، وبعض الجيران الذين كانوا قد تجمعوا لفض المشاجرة، أسرع بعضهم بإبلاغ الشرطة ليتم القبض علي شقيق الزوجة, حيث اعترف تفصيليا بجريمته.. فتمت إحالته للنيابة التي أمرت بحبسه تمهيدا لمحاكمته.