خاصة أن معظم الأعمال التي قمت بترجمتها هي دراسات فكرية ونقدية تثير اهتمامي كثيرا المنظومات الفكرية والمعرفية أو النظريات تثيرني كثيرا كيفية بنائها بصرف النظر عن مدي صحتها أو اقتناعي بها وأضيف إلي هذا أنني مقتنع بأن أكثر ما ينقص الثقافة العربية هو الدراسات العلمية والفكرية والمعرفية والنقدية دون أن ينتقص ذلك من أهمية الأدب بشتي أنواعه". وعن أسباب هذا النقص من وجهة نظره قال: يعود هذا لأسباب عديدة منها أن المتأخر اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا عادة ما يكون متأخرا علي المستويات الثقافية والفكرية الأمر الذي يترجم علي أرض الواقع في ترديد الكتابة العربية الفكرية والأدبية علي نحو مطرد كما يترجم في نقص المترجمين وسوء أداء أغلبهم والتأخر في متابعة أحدث النتائج الفكرية والأدبية التي يطلع بها العالم إضافة إلي جملة من العوامل الأخري التي تشكل ظاهرة "التراجع الثقافي" يمكن أن نضيف إلي كل هذا ما لحق بالثقافة العربية في العقود الأخيرة من تراجع علي مستويات عدة أخطرها وأبرزها الجامعة التي لم تعد تحظي بأكاديميين أكفاء قادرين علي الاطلاع علي ثقافة الآخر وعلي أهم ما ينتج علي صعيد العلوم بشتي أصنافها. وعن عمله بالترجمة قال: بدأت أعمل فيها وأنا طالب في كلية الطب وما دفعني إلي ذلك هو القراءة وحب المعرفة اللذان خلقا لدي بدورهما رغبة في الكتابة والترجمة وهذا ما دفعني إلي حضور محاضرات كلية الأدب الإنجليزي كأني طالب فيها وأتذكر أن أول كتاب مترجم نشر لي وأنا لا أزال طالبا كان ضمن "سلسلة المسرح العالمي" الكويتية. وعن احتياج العمل بالترجمة الي موهبة قال: ثمة عنصر من عناصر الترجمة غامض نوعا ما لعله ما ندعوه الموهبة لابد من وجوده إلي جانب العناصر الأخري مثل معرفة اللغتين والثقافتين بصورة عامة ولعل هذه الموهبة هي التي تصهر بقية العناصر في شيء يشد القارئ ويجعله يتمسك بإكمال الترجمة التي يقرأها. وعن رسالته فيما أقدم علي ترجمته قال: ما أنوي تقديمه من خلال الأعمال التي ترجمتها هو رسالة فحواها أننا بحاجة إلي آخر ما كتب في العالم خاصة في الفكر النقدي والعلمي وذلك لأن مثل هذا الفكر النقدي والعلمي هو ما تحتاجه ثقافة مثل ثقافتنا. وأكد "ديب" علي تزايد الاهتمام بالترجمة وازدادت المؤسسات التي تعني بها كما تزايد تدقيق هذه المؤسسات فيما تستقبله من ترجمات ومع ذلك فإن كثيرا من الاشكاليات لاتزال موجودة خاصة عدم التنسيق بين البلدان العربية سواء في ترجمة الأعمال أو في ترجمة المصطلحات. والمترجم السوري ثائر ديب يعمل بالهيئة العامة السورية للكتاب التابعة للوزارة الثقافة السورية وقد تسلم فيها مديرية الترجمة لفترة، ولد في اللاذقية عام 1962 وهو عضو هيئة تحرير مجلس "الآداب العالمية" التي يصدرها اتحاد الكتاب العرب ويرأس تحرير فصلية "جسور" المعنية بالترجمة ودراساتها وتصدرها هيئة الكتاب السورية وله عدد كبير من الكتب المترجمة منها "تأملات في المنفي" و"فرويد" و"غير الأوروبيين" لإدوارد سعيد "الاستشراق وما بعده" لإعجاز أحمد وإدوارد سعيد "نظرية الأدب" و"فكرة الثقافة" و"أوهام ما بعد الحداثة" لتيري إيجلتون "موقع الثقافة" لهومي بابا.. وقد أصدر ثائر عدة كتب في المركز القومي للترجمة بالقاهرة.