لذلك يجب أن تكون هناك وقفة حقيقية من تلك الأفعال المشينة والمسيئة إلي سمعة مصر• عبدالمنعم محمد مدير العلاقات العامة بجمعية "مصر المحروسة بلدي" يقول إن الجمعية نظمت دورة تدريبية استغرقت 6 أشهر تخرج منها حوالي 210 إخصائيا نفسياً واجتماعياً في علاج التحرش الجنسي وتم توزيعهم علي العديد من الجمعيات الأهلية والمؤسسات الاجتماعية والمدارس حسب احتياج كل منها ،وأنه سيتم عمل تدريب لنحو 210 شخص في العام القادم لتغطية جميع الأماكن التي تحتاج إلي متخصصين في هذا المجال ضمن برنامج عدالة الأسرة• ومن جانبها تؤكد فاطمة عادل الأخصائية النفسية أنها تلتقي بالفتيات للتعرف علي مشكلاتهن وكيف تعرض للتحرش ومدته وعدد المرات وأتركها تتحدث بحرية وفي الوقت نفسه أدون ملاحظاتي لتحديد العلاج المناسب• وقالت إن أغرب الحالات التي صادفتني كانت لفتاة في سن العشرين تعرضت للتحرش من والدها في غير وجود والدتها حينما كان عمرها 21 سنة وكثيراً ما ترددت الفتاة في الإفصاح لوالدتها عما يفعله والدها واستمر التحرش بها لمدة 5 سنوات وهو ما لم تتحمله الفتاة فأخبرت والدتها وبدورها قامت بتحرير محضر ضد الأب وحضرت إلي الجمعية لتلقي العلاج النفسي خاصة أن الفتاة أصبحت تكره الرجال وأخضعت لجلسات لمدة 7 شهور حتي تم شفاؤها نفسياً• ويؤكد د. تامر جمال استشاري الطب النفسي والتربوي والطبيب المعالج للحالات بجمعية مصر المحروسة بلدي أن هناك عوامل يجب وضعها في الاعتبار وأولها نوع التحرش التي تعرضت له الحالة ويشمل الكلمات الخادشة للحياء والمعاكسات البذيئة ولمس الجسد بالإضافة إلي المرحلة العمرية للحالة ومدي تأثرها نفسياً بما حدث لها فضلاً عن المدة التي استغرقها التحرش الجنسي أو تكراره• وقال إن التحرش يسبب عقدة نفسية ضد النوع الجنسي فيجعل الفتاة تكره الرجال وتعزف عن الزواج وربما يجعلها شاذة جنسياً بسبب التعود بل ويطبقها علي غيره بمعني أن يصبح نفس الشخص الذي تعرض إلي التحرش هو نفسه متحرشاً بغيره فيما بعد لذلك يجب العلاج النفسي السريع• وفي محاولة جادة لمواجهة ظاهرة التحرش تبنت 5 طالبات جامعيات حملة توعية قانونية للضحايا تحت شعار " فيه قانون من حقك" لتحفيز البنات والسيدات علي الإبلاغ عن الحوادث التي تعرضن لها • آية بكتاش إحدي المشاركات في الحملة تقول سبب اختيارهن لتلك المشكلة كمشروع تخرج لأنها أصبحت أزمة تواجه مختلف الفتيات مؤكدة أنها عقدت حوارات مع 21 رجلاً من الشريحة الدنيا لمعرفة أسباب التحرش وحرصنا ألا يكون مباشراً مع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 42 و54 سنة ولكن الغريب أن الإجابات لم تخرج عن أن تلك الأفعال مجرد مجاملة للسيدات دون النظر إلي مواصفات الفتاة أو السيدة التي يتحرشون بها حيث قالوا " مش بتفرق"• ولكن يوجد استفتاء أجري علي 300 سيدة حول ظاهرة التحرش من مختلف الشرائح وتتراوح أعمارهن من 16 إلي 50 سنة، الاستفتاء يهدف إلي قياس وعيهن بقانون التحرش الجنسي ومدي تأثيره علي حياة المرأة وكانت نتيجة الاستفتاء أنه يوجد 134 سيدة تعرضن للتحرش اللفظي فيما لا يقل عن 3 مرات يومياً بينما تعرضن نحو0 9 سيدة للتحرش بأنواعه المختلفة بالإضافة إلي 67% من السيدات لا يشعرن بالأمان في الشارع و82% منهن يتجاهلن الإبلاغ عن تعرضهن للتحرش كما يوجد 26% لا يعلمن بوجود قانون يمنع التحرش ويعاقب عليه الأغلبية تخلط بين الاغتصاب والتحرش• وتقول نور الجريتلي أنها أجرت حواراً مع أحد المحامين والذي أكد أن قانون العقوبات ينص علي "كل من هتك عرض صبي أو صبية لم يبلغ سن كل منهما 81 سنة بغير قوة أو تهديد يعاقب بالحبس وإذا كانت عمره لم يصل إلي 7 سنوات تكون عقوبة مرتكب الفعل السجن المشدد؟ كما ينص القانون ايضا : " يعاقب بالحبس مدة لا تزيد علي شهر كل من وجد في طريق عام أو مكان مطروق ويحرض المارة علي الفسق بإشارة أو قول"• وتقول أمنية بسيوني عضو الحملة أنه من حق أي سيدة أن تعيش في أمان كما أنه من حقها أن تدافع عن نفسها والقانون دائماً في صفها، ولفتت إلي أنه تم عمل إعلانات في الراديو والتليفزيون والطرق لتوعية النساء وتعرفيهن بالقانون ونهدف من ذلك إلي إحداث تغيير ومساعدة الضحايا وتصبح هذه حملة توعية عامة•