والأدباء الأردنيين الكاتب نبذة عن حياة المفكر والفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي المولود في العام 1913، في مدينة مرسليا بفرنسا، والحاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون في العام 1953،والذى أصدر كتابه " هذا في عام 1981، وقام بترجمته للعربية مهدي رغيب، وترجمه فيما بعد العديد من المترجمين العربي، ويقول الدروبى يعد هذا الكتاب من أهم كتب جارودى لما تضمنه من طموحات وأهداف سامية وسردها من وجهة نظر الكاتب. ورأى الدروبي أن جارودي جعل من إعتراف الغرب بالشرق وأدواره الحضارية والثقافية والروحية والعلمية مدخلا لإقامة حوار ناجع وموصل إلى الحق بين الإسلام والغرب، وأشار أن جارودي بدأ بتنبيه القارئ الغربي إلى مجموعة من الحقائق التي غابت عن أذهانه من جراء ما اعتبره (مسح دماغه) بسيل مكثف من الدعاية المضادة والتشويه المقصود المبني على سياسة الإقصاء والإبعاد الغربية لكل ما هو شرقي أو إسلامي. وأشار الدروبي إلى عدد من الحقائق التي تغيب عن القارئ الغربي والتى أوردها جارودي منها: "إن أعظم فلاسفة اليونان والرياضه وعلمائه قد نشأوا في أسيا الصغرى او أيونيا، ومنهم فيثاغورس وطاليس (هندسة)وكزنيوفن وهرقليط وغيرهم، وان الثقافة العظيمة ولدت بمصر في الإسكندرية تحديدا، وتعلم فيها اقليدس وبطليموس وفيلون وغيرهم". وقال الدروبي إن جارودي أشار إلى علماء العرب من أمثال ابن خلدون أنهم يُعدو المؤسسون الحقيقيون لعلم الاجتماع والحضارة والاقتصاد والسياسة وذلك من خلال ما تضمنته مقدمة كتابه. كما أوضح أن جارودي رأى أن مؤرخي أوروبا زيفوا الحقائق التاريخية حينما نعتوا غزواتهم وحروبهم ضد الآخرين بالاكتشافات بينما وسموا ما قام به المسلمون بالغزوات والعدوان. وتطرق الدروبي إلى العديد من القضايا التي تناولها جارودي في هذا الكتاب منها المرأة في الإسلام، مؤكدا أن المقارنة بين وضع المرأة بما كانت عليه في التشريعات الرومانية واليونانية التي عدت المرأة قاصرة إلى الأبد وبين وضعها في الإسلام، فإن الإسلام فقط الذى جعل لها حق التصرف في أموالها وهو أمر لم تعترف به أغلب التشريعات الغربية إلى في القرن العشرين.