من حوله والسعادة تغمره، وسط زغاريد ذويه من أهل أسرته وأصدقائه في العمل، ولم يكن أحد يعلم أن زفافه هذا سيتحول إلى مأتمه، وأن الليلة هي ليلته الأخيرة، التي سيودع فيها عروسه. وكان موكب العريس يونس متوجها إلى مدينة "ديروط" القريبة من أسيوط، وسار عدة كيلومترات والسيارات تطلق نفيرها ابتهاجا والأقارب يطلقون النار في الهواء إعلانا عن الزفاف الذي طال انتظاره للم شمل. وكان موكب مماثل قادم من الاتجاه المعاكس، في طريقه إلى مدينة أسيوط، هو موكب زفاف الشاب مروان حسن محمود. وبنفس القدر من السعادة، كانت السيارات قد قطعت الطريق من «القوصية» متجهة إلى مدينة أسيوط، فوقع التصادم بالقرب من مدخل مدينة «منفلوط»، الواقعة على الطريق المؤدية إلى «ديروط»، وأسيوط والقوصية. وكأن الموكبين كانا على موعد تم تحديده سلفا، عند هذه النقطة التي تحولت في لحظة إلى صراخ وعويل، بعد أن اصطدمت سيارات الزفاف من الموكب الأول بسيارات الزفاف من الموكب الثاني، ووجد المعازيم أنفسهم غارقين وسط الدماء والأشلاء، بينما طغت أصوات أبواق سيارات الإسعاف على أصوات كلاكسات الفرح. وهكذا أفاق الجميع على الكارثة التي أودت بحياة العريسين ، كما أدى لمصرع اثنين آخرين من المدعوين، وإصابة ما لا يقل عن أربعة عشر آخرين. وتحول حفلا الزفاف إلى مأتمين، وتساوى ألم الطرفين، بعد أن ارتدت كل عروس ثياب الحزن السوداء، بدلا من فستان الزفاف الأبيض.