المصريون يحذرون من مشكلة بل مصيبة ستقع ربما بعد 100 سنة أو أقل أو أكثر قليلا، وقد بدت بوادر المشكلة تظهر علي استحياء حتي جاءت تحذيرات العلماء المصريين، وغيرهم من العلماء والإعلام ، فقد حذرت صحيفة الجارديان البريطانية من تعرض أراضي الدلتا في مصر للنحر، ومشيرة إلي أن العديد من المزارعين أصبحوا يصرخون بأن أراضيهم تتعرض للتآكل وأن المياه تغزوها، خاصة بعد أن بلغ النحر في بعض المناطق ما يزيد علي ال 001 متر سنوياً، وأضافت أن الدلتا تبدو كمنطقة تم توقيع مذكرة إعدامها بالفعل• كما أشارت الصحيفة إلي أن بعض المناطق التي كانت تعرف بوصفها أراضي زراعية، أصبحت الآن مليئة بمياه ارتفاعها حوالي نصف متر، مضيفة أن مصر تأثرت كثيراً بظاهرتي التغير المناخي والاحتباس الحراري، وأن الأرض التي كانت تعتبر محل زراعة القمح للإمبراطوريات القديمة أصبح سكانها يعانون من غياب المساحة التي يسكنونها حتي أصبحوا يستوطنون المقابر• وأضافت الصحيفة أن مصر تعاقب عليها العديد من الغزاة وأن أهلها يفخرون بأنهم صمدوا واستمروا علي الرغم من ذلك، وتنقل عن مزارع مصري مثله البحر سيأتي وسيذهب مثله مثل بقية الغزاة، ولكننا أثبتنا دائماً أن بوسعنا الاستمرار علي قيد الحياة• ولذلك فإن الجدية في هذا الأمر مطلوبة من الجميع مسؤولين وغير مسؤولين وخاصة في ظل تأكيد التقارير العالمية التي تم إعدادها منذ عامين أن الدلتا من بين أكثر ثلاث مناطق في العالم معرضة للغمر بالمياه، وأن أكثر التقديرات تفاؤلاً حول ظاهرة الاحتباس الحراري يتنبأ باضطرار ملايين المصريين لمغادرة أراضيهم في الدلتا بعد غمرها في الماء• وكلنا يعلم أهمية الدلتا للبلد فمعظمنا يعيش علي أرضها وهي التي تنتج 06% من غذاء المصريين، مما يجعل مصر تعتمد علي الدلتا في بقائها، ولا شك أن انخفاض منسوب الأراضي في الدلتا، والتي تتفاوت بين الأراضي التي لا يزيد ارتفاع منسوبها علي متر عن سطح البحر والأخري التي يتساوي منسوبها مع البحر وثالثة يقل منسوبها عن البحر يجعل من السهل للغاية أن يتحول العديد من أراضي الدلتا، بما في ذلك ميناء الإسكندرية نفسه، إلي جزء من البحر إذا ما ذابت بعض الكتل الجليدية الكبيرة في القطب الشمالي، حتي إن الكثير من العلماء يتوقعون أن تنزوي 02% من أراضي الدلتا تحت مياه البحر خلال المائة عام المقبلة، إلا أن آخرين يتوقعون أن تصبح حدود البحر المتوسط الضواحي الشمالية للقاهرة• أحد المختصين وهو الدكتور ريك توتويلر يري أن ما يحدث في الدلتا يشبه ما حدث في بنجلاديش من قبل، وخاصة أن الدلتا بها كل المواصفات اللازمة لحدوث الكارثة المثالية - علي حد تعبيره- سواء من حيث التعداد السكاني الكبير وما يسببه من ضغط علي الموارد الطبيعية مروراً بالتلوث الناتج عن السيارات والكيماويات المستخدمة في الزراعة، بالإضافة لارتفاع منسوب البحر بما يهدد الأراضي الزراعية• والتحرك العلمي والمنظم والسريع والتعاون مع الجهات المعنية بدون تردد هو الذي يحول دون وقوع هذه الكارثة، مع ضبط عملية الاعتداء علي الأراضي من رجال الأعمال وأصحاب النفوذ الذين لا يردعهم رادع إلا إظهار العين الحمراء لهم وبالقانون الذي يطال الفقراء ونريده ان يطال المعتدين علي الأراضي والمتسببين في المشاكل حتي ولو كان من أبناء الأكرمين• فالبدء بتطبيق القوانين علي الكبار يردع الصغار، ويبقي شيء آخر وهو توعية وإرشاد الفلاحين إلي الطرق الصحيحة للتعامل مع الأرض حتي لا يفقدون مصدر رزقهم ومصدر عزوتهم•