و ما أن استفاقت السينما العربية من مرحلة المقاولات .. حتى وقعت في راثن هؤلاء الشباب الذين سيطروا على الساحة ، وسحبوا البساط من تحت أقدم كبارالنجوم الذين دخلوا في مرحلة عمرية حرجة ، لم تمكنهم من المنافسة ، أو الوقوف في وجه التيار الشاب الجديد ، والذي تزعمه هنيدي ورفاقة مثل أشرف عبدالباقي وأحمد السقا والراحل علاء ولي الدين ومحمد سعد وأحمد آدم وصلاح عبدالله وبعض المطربين مثل مصطفى قمر ومحمد فؤاد. ورغم ما أبداه البعض من تفاؤل تجاه هذه الأسماء الشابة التي قادت دفة السينما في السنوات الأخيرة ، إلا أن نتاج السينما في هذه المرحلة جاء مخيباً للآمال ، ودار الشباب الذين سيطروا على شباك التذاكر في حلقة مفرغة من الكوميديا "الزائفة" ، فقدموا لنا أفلاماً لم تكن أفضل بأي حال مما قدمته سينما المقاولات في المرحلة السابقة. والذي زاد الأمر سوءًا هي تلك الأنانية والفردية الشديدة التي غلبت على هذا الجيل السينمائي .. فبعد أن كانت قائمة الفيلم تضم نخبة من الأسماء اللامعة ، أصبح "الأفيش" يحمل إسماً واحداً الآن ، لبطل واحد فقط من هؤلاء الشباب مع مجموعة من "السنيدة" ، والأغرب من ذلك أن هؤلاء السيندة يتحولون بعد فيلم واحد أو فيلمين على الأكثر إلى أبطال ، ينفردون هم الآخرون ببطولة أفلام ، و يجلبون فيها مجموعة جديدة من السنيدة ، وهكذا تدور عجلة السينما الأن في هذا الفلك بلا نهاية. ووسط هذه الحالة لم نجد من الفنانين الكبار من يتجرأ على الدخول في المعترك مع هؤلاء الشباب بإستثناء عادل إمام الذي يعد حالة إستثنائية حتى الآن ، وأحمد زكي الذي دخل مؤخرا في صراع مع المرض مما عطل كل مشاريعه السينمائية .. وهكذا تبدو الساحة خالية تقريباً أمام هؤلاء الشباب للاستمرار لسنوات أخرى على شاشة السينما .. وما علينا الا الانتظار حتى تنتهي مرحلة الأفلام الشبابية .. لنرى ماذا تحمل لنا السينما العربية من مفاجآت