تدين مختلف الدول بشدة الأحداث التي تجري على الأراضي السورية ، وعمليات القمع الدامي ، وقررت فرض عقوبات إقليمياً .. ولكن هذه الدول نفسها فشلت على الصعيد الدولي تحديداً في الأممالمتحدة على التفاهم ، مما يفقدها هيبتها وسلطتها . وأكدت عدة تقارير أن مشروع القرار الذي يجري التباحث بشأنه حالياً في الأممالمتحدة هو قرار لايتيح اللجوء إلى القوة ، إلا أن الإنقسام هذه المرة عميق للغاية ، ووراءه العديد من الأفكار المسبقة ؛ حيث إن روسيا والصين اللذين يتمتعان بحق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي ، ذهبا إلى حد مقاطعة إجتماع خبراء في الأممالمتحدة خلال عطلة الأسبوع الماضي للتباحث في مشروع قرار يدين دمشق . وتدفع معظم الدول الأوربية نحو إعتماد قرار يظهر أن مجلس الأمن الدولي لايمكنه أن يقف صامتاً إزاء اللجوء المفرط للقوة لقمع تظاهرات سلمية منذ ثلاثة أشهر في سوريا ؛ إلا ن المثال الليبي عندما تم تبني قرارات تجيز اللجوء إلى "كل السبل" لحماية السكان المدنيين، وإعتبرت عدة دول كانت في مقدمتها روسيا أنه تم تحريف نصوص القرارات الدولية باللجوء إلى مروحيات قتالية في المعارك . وفي سياق متصل ، هناك سؤالاً مبهماً يطرح نفسه في هذا السياق ، وهو : لماذا لم تتخذ الجامعة العربية موقفا من سوريا ؟ ومن جهتها ، أعلنت الولاياتالمتحدة تأييدها للموقف الأوربي ، كما أنها فرضت عقوبات على مسئولين سوريين على غرار الإتحاد الأوربي ، وكرر البيت الأبيض مؤخراً : "إنه لابد من فترة إنتقالية في سوريا ، إذا لم يقم الأسد بقيادة هذه الفترة الإنتقالية فعليه التنحي" . أما الإنقسام يبدو واضحاً في مجموعتين المجموعة الأولى تتمثل في روسيا والصين اللذين لديهما القدرة على الحيلولة دون تبني القرار في الأممالمتحدة ، مستندين في ذلك على حجج تقليدية منها : مبدأ عدم التدخل ، وأن الوضع الداخلي في سوريا لايهدد الإستقرار الإقليمي والدولي بحسب موسكو القريبة من دمشق . بينما تضم المجموعة الثانية دولاً ناشئة مثل البرازيل وجنوب أفريقيا والهند ، ويمكن أن تستفيد هذه الدول المرشحة لمقعد دائم في الأممالمتحدة من جبهة المعارضة الروسية الصينية لرفض دعم نص . جدير بالذكر ، أنه لتبني أي قرار لابد من تأييد تسعة من أصل 15 عضواً في مجلس الأمن حال عدم إستخاد حق النقض " فيتو" . وخلافاً للقذافي الذي تخلت عنه الأسرة الدولية بشكل سريع ، فلم يقم بذلك إزاء الرئيس السوري حتى الدول التي سارعت إلى إدانة سياسته . يذكر أن ، منذ 15 من مارس الماضي كان تاريخ بدء الحركة الإحتجاجية في سوريا ، قتل أكثر من 1200 معارض ، كما فر أكثر من عشرة آلاف سوري نحو تركيا ولبنان بحسب تعداد الأممالمتحدة .