حالة من الغضب والسخط تنتاب الأوساط الأمنية - خاصة ضباط الشرطة - بعد أن فشلت وزارة الداخلية فى اعادة النقباء الثلاثة شريف المعداوي العشري - 27 عامًا - و محمد الجوهري - 25 عامًا - و محمد حسين - 25 عامًا - من قوة مباحث محافظة الدقهلية، والذين تم اختطافهم عند عودتهم من مهمة عمل كانوا قد انتدبوا اليها برفح يوم جمعة الغضب 28 يناير وتضاربت الانباء عن هوية مختطفيهم؛ فالبعض اكد انهم من بدو سيناء كعملية ضغط للافراج عن المعتقلين من البدو، والاخر قال انهم فلسطينيون وان الضباط تم تهريبهم الى غزة. وقد انتظر ضباط الشرطة وأهالى المخطوفين ان يظهر ابناؤهم عقب قيام اللواء محمود وجدى وزير الداخلية بالافراج عن البدو المعتقلين، لكن دون جدوى وحتى الان لا توجد معلومة مؤكدة عن مصير الضباط الثلاثة. وقد أكدت وزارة الداخلية لاهالى الضباط المخطوفين انها لا تستطيع ان تحسم ان كان الضباط من الاموات ام الاحياء لعدم ظهور اي دليل يؤكد احدى الحالتين حيث تم العثور على السيارة التى كانت تقل الضباط متفحمة ولا يوجد بها احد. وقد ادى مرور ثلاثة اشهر على اختفاء الضباط دون الوصول الى مكانهم او اي معلومات عنهم الى حالة من الغليان بين اقرانهم من ضباط الشرطة فى جميع المحافظات خاصة ضباط الائتلاف العام، والذين طلبوا مناللواء منصور العيسوى وزير الداخلية فى اخر بيان لهم بسرعة الاعلان عن موقف الضباط الثلاثة ومصيرهم واستنكر عدد من الضباط تقاعس الداخلية واجهزة الامن فى البحث عن الضباط واستشهدوا بواقعة خطف ابنة السادات والتى تم تكثيف البحث حتى توصلوا اليها. الامر اسوأ لدى عائلات الضباط المخطوفين. فقد امتزج الحزن والخوف والترقب لمصير الضباط مع الغضب على وزارة الداخلية وجميع اجهزتها التى تقف مكتوفة اليدين امام اختطاف ثلاثة من ابنائها. وتقول شيرين العشري زوجة النقيب شريف المعداوي ضابط تنفيذ الاحكام بالمنزلة واحد الضباط المخطوفين، ان زوجها يذهب في مأمورية كل ثلاث أشهر ويوم الجمعة 28 يناير اتصل بها في الساعه العاشرة والنصف واخبرها بأنه سوف يأتي السبت وانه يفتقد طفليه يوسف "عامين" وحبيبة "4 سنوات" اكثر من اى مرة وانه ينوى الذهاب لشراء بعض الهدايا لهما.. واشارت الزوجة إلي انها كانت تشعر بأنه مصاب بحالة من الذعر والارتباك لذلك اتصلت به بعد دقائق من هذه المكالمة ولكنها وجدت هاتفه مغلقًا لتكتشف بعد أيام اختفاءه واحتراق السيارة التى كان يستقلها بصحبة زميليه النقيب محمد حسين والرائد محمد الجوهرى. وأضافت الزوجة بأن ابنتها حبيبة تشعر بغياب والدها، ولا تجد وسيلة للتعبير عن حزنها وقلقها سوى البكاء الذى لا ينقطع. وانها رفضت الذهاب إلى المدرسة حتى يعود والدها اما ابنها يوسف فلا يدرك حقيقة الامر نظرا لصغر سنه. اما دعاء رشاد زوجة النقيب محمد مصطفي الجوهري ضابط تنفيذ الاحكام بمركز دكرنس واحد الثلاثة المخطوفين، فقالت: تم انتداب محمد فى منتصف شهر يناير لمأمورية بمدينة رفح تبدأ يوم 22 يناير لمدة 3 أسابيع، وبمجرد وصوله اتصل بى، وأخبرنى بأن الوضع خطير وبالغ السوء، وأن مدير الأمن طلب منه هو وباقى زملائه عدم النزول إلى الخدمة لحين إعطائهم التعليمات. واضافت دعاء بأن زوجها قام بالاتصال بها المرة الاخيرة الجمعة وقت الاحداث في الحادية عشرة مساء وسألها عن طفليه دينا "4 سنوات" ومصطفي "سنتين ونصف"، وعقب ذلك قام بالاتصال بشقيقى واخبره بأن الوضع ازداد سوءاً وأنه يشعر بالقلق، ويوجد أشخاص يراقبونه وقال له: "خلى بالك من دعاء والأولاد لأنى حاسس إنى مش راجع". وأشارت الزوجة إلى أن اختطاف زوجها وزميليه تحوطه حالة من التعتيم الشديد والتجاهل من المسئولين، وأنها ذهبت إلى بعض مسئولى وزارة الداخلية وفى كل الجهات المعنية.. وقالوا لها إن زوجها ليس من الأحياء ولا الأموات، ولا يعلمون هو بداخل مصر أم خارجها. أما ولاء زوجة النقيب محمد حسين إسماعيل، فقالت: تزوجت أنا ومحمد يوم 22 ديسمبر العام الماضى وبعد انتهاء إجازة الزواج توجه إلى عمله ووجد إخطارا من مديرية أمن الدقهلية بانتدابه لمدة 15 يوماً إلى رفح. توجه محمد إلى المأمورية قبل يومين من جمعة الغضب، وفى هذا اليوم اتصل بى فى الحادية عشرة مساء، وأخبرنى بأنه سوف يتحرك من العريش وسيعود مع زميليه محمد الجوهرى وشريف لمعداوى. وفى الثالثة صباح يوم السبت اتصلت به للاطمئنان عليه، لكن هاتفه كان مغلقًا. وقال شقيقه احمد الضابط ايضاً برتبة نقيب، ان محمد متزوج حديثا وأنه اتصل به يوم الجمعة وطلب منه ان ينتظره عند كوبري سندوب لعودته فجرا ثم قمنا بالاتصال به في الساعه الثانية والنصف بعد ذلك لكن التليفون كان مغلقا. "وقد علمنا بعد ذلك انه كان في طريق العودة مع زملائه الاثنين بسيارة احدهما وحتي الان لم نعلم عنه وعن زملائه شيئا".. واشار الى ان أحد شيوخ القبائل قال إن الضباط اختفوا في منطقة محصورة بين مركز بئر العبد ومنطقة الميدان قرب المدخل الغربي لمدينة العريش، مما يثير المخاوف حول تعرضهم للخطف أو القتل علي يد عناصر متطرفة مصرية أو فلسطينية. اللواء أحمد عبد الباسط "مدير أمن الدقهلية"، قال: إن الضباط الثلاثة المختطفين النقباء وشريف المعداوى العشرى ومحمد حسين سعد ومحمد الجوهرى فالكل يعرف سواء من أهل الضباط أو زملائهم أنه لا يوجد شىء يؤرق وزارة الداخلية ويجعلها لا تنام ويجعلها تلف حول نفسها إلا مثل هذا الموقف ولكن تعالى نعرف لماذا حدث هذا الموقف.. هؤلاء الضباط تم ندبهم لشمال سيناء لمدة أسبوع وعلموا بهذا الكلام والضابط الصغير المقيم فى الفندق كل علاقاته بالعملية الأمنية 8 ساعات ويرجع ينام فى الفندق ولا تكون عنده الخريطة الكاملة بحجم المتاعب الموجودة فى المنطقة الموجود فيها وقياداته هى التى تعرف. وتحركهم بالسيارة فى هذا الوقت قاصدين مدينة المنصورة كان تصرفًا خاطئًا تماما لأنهم لا يعرفون أن سيناء تم ضرب محطة غاز بها وأن قطاع الأمن المركزى تمت مهاجمته أكثر من مرة بأربجية وبمتعدد وثقيل فلا تعتقدوا أن وزارة الداخلية تنام ولو لحظة بسبب هذا الموضوع وما أستطيع أن أقوله لكم إن الأولاد موجودون وبخير وسيعودون خلال ايام ولكن لن استطيع ان افصح عن ترتيباتنا وتحركاتنا لاستعادتهم. فيما أكد مصدر أمني رفيع عبر صفحته الشخصية عبر الموقع الاجتماعي الشهير "فيس بوك" عن وجوده بمدينة رفح المصرية ومعاينة للسيارة رقم 10106 بيجو 405 خضراء اللون والتي كان يستقلها الضباط الثلاثة اثناء عودتهم من مهمة عملهم وتأكيد بعض الجهات السيادية أن الضباط مازالوا علي قيد الحياة، وان التحريات أكدت أن عملية الخطف تمت في منطقة "بئر العبد" علي بعد 100 كيلو من العريش وتم نقل السيارة وحرقها في العريش. وكشف المصدر الامني طبقا لتحقيقات الجهة السيادية أن عملية الخطف كانت مشتركه بين بعض البدو وأعضاء من حركة حماس بغرض الضغط علي الحكومة المصرية لإخلاء سبيل مسجونين من البدو وحركه حماس وان الضباط المختطفين تم نقلهم إلي غزة عن طريق أحد الأنفاق السرية.