فور اعتلائه منصب وزير الثقافة في التشكيل الوزاري الأخير في نظام الرئيس مبارك السابق، وعلي مدار عشرة أيام والاتهامات الموجهة للدكتور جابر عصفور كانت علي أشدها من المقربين إليه قبل المختلفين معه، وعقب تقدمه باستقالته المسببة من منصبه لرئيس مجلس الوزراء د. أحمد شفيق؛ والتي عللها بأنها "لأسباب صحية"، تعالت أصوات عدد من المثقفين منتقدة موقفه؛ خاصة بعدما أغفل أن يؤكد - في أسباب استقالته - دوره التأييدي للثورة؛ باعتباره السبب الرئيس والحقيقي وراء تلك الاستقالة - حسب رأيهم.. وأشاروا إلي أن تلك الاستقالة لن تغير من موقفهم، وفي الوقت ذاته لن تعزز من موقف د. عصفور؛ لأنه لم يكن من المفترض أن يقبل بهذا المنصب من البداية.. واصفين الاستقالة بأنها ليست ذات قيمة، وأن جموع المثقفين وضمير المصري الواعي لن ينسي لعصفور هذا الموقف. وردد الشاعر عبد المنعم رمضان فور بلوغه نبأ الاستقالة بيتًا من الشعر مضمونه: "صغارا في الذهاب والإياب.. أهذا كل حظك.. يا خرابي". بينما اكتفي الروائي حمدي أبو جليل بالصمت، ولم يعلق علي الأمر؛ مؤكدًا أنه كان يتوقع الاستقالة منذ أن أعلن عصفور توليه لهذا المنصب.. معتبرًا تولي عصفور الوزارة منذ البداية انتحارًا لمثقف كبير بقامته. وكان عدد من الأدباء المصريين المقيمين بالخارج قد أدانوا في بيان لهم - نشر علي عدد من المواقع الإلكترونية - موافقة د. جابر عصفور علي توليه منصب وزير الثقافة.. واصفين موقفه ب"المخزي"؛ لأنه قبل أن يكون ضمن النظام الذي لفظه الشعب بكل أطيافه، في حين ظل هذا النظام يستخدم كل وسائل الترويع القذرة ضد المصريين. وضم البيان أسماء عدد من المبدعين؛ هم: (أحمد يماني، إيمان مرسال، ياسر عبد اللطيف، أحمد فاروق، هيثم الورداني، وحيد الطويلة، عماد فؤاد، ميرال الطحاوي، أمنية طلعت، رنا التونسي، أحمد غريب، إبراهيم فرغلي، عبده السيد المصري، مؤمن أحمد، طارق الطيب، ياسر عبد الحافظ، نبيل نعوم، مي التلمساني، خالد البري، صالح راشد، دعاء زيادة، حنان فاروق، مهاب نصر، ناصر فرغلي، وائل عشري، نيفين نصيري، بهاء عواد، ماجد زاهر، شريف الشافعي). كما أدان عدد من المثقفين السوريين في بيان لهم توليه الوزارة، واعتبروا قبوله "ارتماء في أحضان الطغاة".. وقال المثقفون - والذين من بينهم دريد لحام - في بيانهم: "نحن الموقعين من كتاب وفنانين ندين موقف بعض المثقفين الذين طالما تغنوا ببلاغة المقموعين، فإذا بهم يرتمون في أحضان الطغاة وأسيادهم"؛ في اشارة منهم الي قبول عصفور منصب الوزارة. وتجدر الإشارة خلال هذا السياق، إلي أن د. جابر عصفور؛ وتولي أمين عام المجلس الأعلي للثقافة في العام 1993، ثم رئيسًا للمجلس القومي للترجمة، واخيرًا وزيرًا للثقافة في التشكيل الحكومي المصري الجديد.