المنشطات والمكملات الغذائية غير المرخصة التي يتم ترويجها داخل صالات الجيم أمست تهدد حياة من يتناولها من الشباب الذي يريد الحصول على جسم مفتول العضلات أو قوام ممشوق، حيث باتت تلك العقاقير خطرًا محدقًا؛ بعدما راح ضحيتها الكثير من أبنائنا. "صوت البلد" ترصد في السطور القادمة مخاطر المنشطات والمكملات الغذائية مجهولة المصدر. يقول كريم سامي أحد رواد صالات الجيم: "معظم الشباب يسعى للحصول على أجسام تتمتع بشكل مثالي وعضلات قوية وضخمة، حيث يتناول البعض انواعًا مختلفة من المكملات الغذائية دون الرجوع إلى وصفة طبية مدروسة، بل يتكلون على نصائح بعض المدربين وتوجيهاتهم داخل صالات الألعاب الرياضية، ولدي أصدقاء تناولوا تلك المنشطات، والتي كان لها العديد من الآثار السلبية التي لحقت بهم فيما بعد؛ حيث أُصيب بعضهم باضطرابات مرضية متنوعة وأمراض قلبية خطيرة، فمعظم تلك المكملات غير مرخصة من وزارة الصحة، ويتم وصفها وبيعها من قبل أشخاص غير متخصصين داخل صالات الجيم أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي". ويضيف أمجد هاشم أحد ممارسي رياضة رفع الأثقال، شاركت في العديد من البطولات على مستوى الجمهورية، وقد لاحظت تناول العديد من الهواة؛ للمكملات الغذائية مجهولة المصدر، وهو أمر جعلني أتذكر أحد زملائي الذي أصيب بنوبات قلبية وأعراض مرضية خطيرة بسبب جرعات زائدة من المنشطات و"البودر" المحظور تداوله. وأشار راجح محمود إلى أنه قد تواصل مع إحدى صفحات السوشيال ميديا للحصول على كورس محفز من المكملات الغذائية، قائلاً: كنت أعاني من النحافة الشديدة، وبعد عدة أشهر من استخدامي تلك المكملات الغذائية؛ أُصبت بإجهاد شديد؛ صاحبه زيادة ملحوظة في عدد ضربات القلب، مما جعلني أقوم بزيارة طبيب القلب، وقد حذرني بشدة من استمرار تناول تللك العقاقير، حيث أخبرني أنني كنت على وشك الإصابة بذبحة صدرية". يقول د. محمد عز العرب، المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، هناك حالة من الفوضى تجتاح سوق المكملات الغذائية، والتي تفتقد رقابة وزارة الصحة، حيث يسيطر على هذا السوق تجار عاديون يستوردون المكملات دون رقيب، خاصة أن أرباحها تكون مضمونة بنسبة 100% ، وذلك مع زيادة حجم الطلب عليها من قبل فئة الشباب، وتضم قائمة الدول التى يتم استيراد المكملات الغذائية منها؛ الصين وجنوب أفريقيا، وذلك قبل أن تؤدى أزمة فيروس كوفيد 19، لصعوبات أمام عملية الاستيراد مع تأثر حركة الشحن بمختلف مجالاتها، ولكن احتياج السوق المتزايد قد أدى إلى تنشيط حركة مصانع "بير السلم" والمخازن الشعبية، والتى بدأت بغش المنتجات على اعتبار أنها مستوردة من دول متقدمة في مجال تصنيع المستحضرات والعقاقير الطبية، كما ساعدت العديد من صفحات السوشيال ميديا على التسويق الإلكتروني لتلك المكملات غير المرخصة. وأضاف: تداول المكملات الغذائية فى مصر بات سوق تحكمه وتديره مجموعة من التجار بشكل فوضوي، حيث أنه من المعتمد أن يتم وصف المكمل الغذائي وفقًا لنشرة طبية، حيث أن الإفراط في تناول تللك العقاقير والهرمونات يؤثر على الصحة العامة للجسم وقد يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة، فمعظم المكملات الغذائية التي يتم تداولها في الأسواق داخل مصر؛ غير مسجلة لدى وزارة الصحة وتسببت فى وفاة العديد من الأشحاص، خاصة من يستخدمونها بدون استشارة الطبيب. يقول د. هشام الخياط، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي: إن المنشطات غير المرخصة والمكملات الغذائية المغشوشة، التي يتم تناولها في صالات الجيم تؤدي إلى الإصابة بأمراض الكبد والقلب والفشل الكلوى وغيرها من الأمراض الخطيرة، فأغلب المكملات الغذائية المتداولة داخل الجيم هي عبارة عن كبسولات أو هرمونات تحتوى على مواد كيماوية ضارة وقد تفضي إلى الموت. وأطلق أستاذ أمراض الكبد، تحذيره للشباب المقبل على تناول تللك العقاقير والهرمونات، لافتًا إلى أن هناك مادة خطرة تستخدم داخل صالات الجيم؛ وتسمى "البودر" ومعظمها غير خاضعة لرقابة وزارة الصحة، ويُمنع تناولها للأعمار السنية المنخفضة، مشيرًا إلى أن لها أعراض جانبية سلبية على الصحة العامة و تؤثر على الكبد والكلى والجهاز العصبى وتسبب العقم والضعف الجنسي عند الرجال، كما أن هناك هرمون "التستوستيرون" الذي يدخل في صناعة بعض المكملات الغذائية غير المرخصة، ويعد من أشد انواع الهرمونات خطورة على الإنسان، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية رادعة تجاه التجار الذين يقومون باستيراد هذه العقاقير والمنشطات المحظورة وترويجها في السوق السوداء. من جانبه أكد د. هاني أبو النجا، استشاري التغذية العلاجية، أن المكملات الغذائية لها طريقة استخدام وجرعات يحددها الطبيب المختص؛ حتى لا تتعارض مع صحة الإنسان، لافتًا إلى أن أهم المكملات الغذائية هي الفيتامينات التي تحفز نمو الجسم، حيث تساعد في تكوين العضلات من خلال تحفيز بناء البروتين، موضحًا أن تلك الفيتامينات هي عبارة عن مواد كيميائية يتم إفرازها بواسطة الغدد الصماء لتنظيم وظائف الجسم. وحول دور الهرمونات الطبيعية؛ أشار "أبو النجا" إلى أن هذه الهرمونات تتواجد داخل جسم الإنسان، ولكن بنسب ضئيلة، وبالتالي أي خلل بها؛ يؤدي إلىى مشاكل عديدة، مشيرًا إلى أن الشخص العادي يحتاج إلى نسبة معينة من البروتين يوميًا قد تصل إلى حوالي 1 جم، وبالنسبة للرياضيين الذين يبذلون مجهودًا عاليًا أو الأشخاص الذين يمارسون أعمالًا شاقة؛ فإن حاجتهم إلى البروتين تزداد قليلاً بسبب زيادة النشاط البدني، الذي يزيد من تكسير البروتين داخل الجسم. وألمح إلى أن هناك بعض الشباب يذهب لصالات الجيم بهدف بناء الجسم والعضلات بشكل ضخم، ويلجأون لتناول المنشطات والمكملات الغذائية بدون إشراف طبي، وهو الأمر الذي قد يتعارض مع حياتهم، خاصة مع احتمالية أن يجدوا غايتهم من تلك العقاقير داخل صالات الجيم.