آه من الحنين... لا أدري كم المرات التي كتبت فيها تلك العبارة، لأنه بالقطع سيصعب حصر عدد تلك التي رددتها، لكن جلّ ما أتيقنه إنني والنوستالجيا أصبحنا صديقين لا يفرقنا درب، ولا يباعدنا كرب، رفقاء كالجنود في الحرب، لطفاء كالسحاب عندما يتعانق فيذرف (...)
لا يُداخلني شك أن لنا في الخيال حياة، فالخيال هو واقع حي في قلب صاحبه، وعوالم نابضة في عقل رفيقِه،به يحيا وهو يأمل، ومنه يتألم وهو يتأمل.. سنوات عمره التي تمضي دون أن تلتفت ولا تتجمل، وعليه يموت كمداً لما لم يُدرِكه حياً، محتسباً يمضي.. لعل حسرته هي (...)
القراءة.. تلك الرياضة الروحية التي نتقنها بالممارسة القلبية وندمنها بالرغم ما تتطلبه من مجهودات عقلية، نشتهيها لما تفعله في انعكاساتنا الروحية، ولا نسلاها فهي القبلة التي نسلكها في كل قرارتنا المصيرية، ولكن عدو تلك اللحظات الحميمية لحظات التوهان (...)
الأيام صاحبة عصمة الذكريات، خادمها الأمين هم الأنام أصحاب الذاكرة الغير معصومة من الأمس والغد وماهو آت، ذاكرة تنتقي ولا تنتفي منها قائمة المؤلمات، فالذكرى كالعِطر، لا تمر دون أثر وإن مرّ وفرّ كل إثَر، لن يُبطل عِطرها وعبقها ولن ينفي عنها حسنها (...)
للمصريين حضارة، بصمة وأثر كالمنارة، لهم في كل منحى عِبارة لا تخطئ بريقها عين الزمن السيارة ولا تنكرها حتى النفوس الغيارة، وأي تعطل أو تباطؤ مرت به على مر العصور هو عثرة وبعض غُبارة، سرعان ما تتعافي وتمضي وكأن ما كان لم يكُن.. اللهم إلا هذا القدر من (...)
إذا سألتني عن أحب المدن لقلبي، فلن تصيبني حيرة فإجابتي واحدة وأنا منها أكيدة، دون تردد قد يبدو مكيدة، وبلا تفكير فليس لدي إلا إجابة وحيدة، هي دون غيرها تلك المدينة الهادئة الكريمة، أذوب بها عشقاً واتمنى لو أن يكتب الله لي بها قبراً، فأكون بجوار (...)
أمقت الجدل.. وكل ما يؤدي إليه من سبب.. اختياري هو السلام والحوار مع من أشعر معه بالأمان، لا يعنيني الاختلاف مادام لا يدفعني لخوض ميادين الخِلاف، فلكل منا شأنه الحياتي وتفكيره الإنساني، وواقعه المعاش وتجربته الغواش، فنحن أبناء عقل حائر وقلب سائر، بين (...)
كل عام ونحن طيبون، وببركة ليالي العيد مجتمعون، ولاقتناص لحظات السعادة من بين فكي الأيام ساعون، بالشوق إلى الله ممتلئون، وبالشغف لممارسة العادات والشعائر مصرون، ولإرضاء الله راغبون ولكل عمل لا يرتضيه ممتنعون.
مرّت أيام العيد كعادة اللحظات السعيدة أن (...)
أيام مباركات تتطلع فيها قلوبنا لحدوث المعجزات، وإن كنا في زمان الماديات فما يُبقي إنسانيتنا أن تتعلق قلوبنا بالروحانيات.
أكرمنا رب البشر وفالق الحجر، من يرزق الطير على الشجر ويسبح بحمده الكون في وجل، فهو بارئه الذي لا يعرف العَجل، خالِقُنا.. لذا هو (...)
أيام ثِقال بلا شك، أحداثها ليست هينة وذلك واضح ليس بحاجة لبينة، قضية أوشك عمرها أن يتمم ثمانية عقود، ولازالت إسرائيل تمارس الجحود وتماطل حتى في إدخال عربات الوقود، والعالم يشجب برقة ويدين بلطف تلك المجازر الدموية والعدوان السافر على المدنيين (...)
بينما أتطلع لأحد المنشورات الذي يستعرض أيام الأعياد والاحتفالات في أراضي مصر البهية المليئة بالمبهجات، تذكرت جملة عباس أبو الحسن الشهيرة في فيلم "مافيا" عجيب أمركم أيها المصريون، بالفعل أمرنا عجيب لكنه بهيج.. فبين العيد والعيد لدينا عيد، وهذا ليس (...)
فكرت مراراً وتكراراً، خضت أنهاراً وبحاراً وأنا أبحث عن تبرير لكل هذا التهديد والرعب المدمر والوعيد، ولكن بيني وبين الإجابة كل ما لا يقنع العقل بالاستجابة، لذا قررت الاستعاضة عن عقلي ببعض منطق قد أجده لدى من يقرأ تلك السطور باستفاضة، وفي الحوار (...)
وتمُر السنون ويصل الإخوان للحُكم ويصيبهم الجنون، بعد اعتلاء سلم الديمقراطية حطموه وبعثروا نشارته فوق رؤوس عاصري الليمون الذين انتخبوهم هرباً ممن اسموه بالفلول، وما أوصل الإخوان للرئاسة هو ما أنهى مسيرتهم ببسالة، فالموجة الثورية التي ركبوها في يناير (...)
كانت ساعة العصرية وتبدو الأجواء بالرغم من كونها أيام شتوية إلا أن الأخبار المتواترة جعلتها خانقة وساخنة وتفتقد الحيثية، وإذا بصوت أم كلثوم يصدح كسحابة رائقة ونسمة باردة حولت الأجواء وكأنها لحظات الفجرية عندما تبدد الشمس خجل الليل فيتراجع القمر ليترك (...)
الخميس وما أدراك ما الخميس لطالب اجتهد من الجمعة لظهيرة الونيس، وحديثي عن طالب مرّ عليه عدة أجيال والكثير من التداعيات الزمنية والتحولات المصيرية، ولا أتجه بحديثي لطلبة تلك الأيام الذين لا يعلمون الفرق بين ثلاثائهم وخميسهم، وربما ذكرت تلك الذكريات (...)
بحور العلم واسعة، جملة تصنف في علم اللغة العربية أنها جملة بلاغية جمالها التشبيه بين العلم والبحر، ولكن في رأيي عيبها عدم تحري الصدق والشفافية، نعم... فالعلم أوسع من أي بحر وأروع من أي سحر وأعمق من كل ما ضربت به الأرض من جذور لا يعلمها إلا رحم (...)
من يسمع ليس كمن يرى، آمنت بذلك بعد ما جرى، ودعوني أقص عليكم حكايتي ربما تجدوا فيها ما يعضد شهادتي، أؤمن أن يد الله مع الجماعة والنوايا المخلصة تجتمع عندها أجمل العطايا، ويُسخر لها عجيب المطايا التي تسوق لها الخير وتلك أرق وأنبل القضايا التي تستأثر (...)
الكلمات تائهة والحروف ضائعة والنفس ضائقة مما ألَمَ ببشر لم يعرفوا من الحياة إلا نفساً للموت ذائقة، قسوة بالغة ووحشية فائقة ذُبحت بها الإنسانية في غزة الباسلة، التي تحولت فيها الحياة لمجرد أمنية بائسة، والتفكير في الغد أصبح مجرد أفكار يائسة.
استدعيت (...)
إذا سألتك أن تضع تعريفاً للمجنون، فهل سيكون هو المتعلق بالظنون وفي وسط الظلام إيمانه أن لا سبيل للنور! أم هو ذلك المفتون بأن المعجزات تحدث مهما بدت التعقيدات واضحة في جبين الكون!
لا تتعجل الإجابة.. فدون سند ستصبح مجرد كلمات معادة، لذا سأقص عليك ما (...)
لحظات الفرح عزيزة، وتلك التي تعيشها الأوطان عريقة، لحظة ترسم ملامح القادم، ولحظة تسرق الابتسامة من مفارق الحاضر، بعضها ينثر بذور الأمل في محيا المستقبل ويشق طريق الحلم في مفارقه، وأجملها تلك التي تظل قنديلاً مضيئاً في ذاكرة الوطن يزداد وهجه مع (...)
لست بعالم ولا خبير، فقط أنا كائن حي رأى من تقلبات الحياة الكثير والكثير، إلى الحد الذي جعلني اشتاق لتلك الطفلة التي لم ترى من الوجه الآخر للطبيعة إلا وجهها الطيب وعطائها الأثير، فكان أول تعارفنا في زلزال 92 الذي استقبلته بفرح كبير، لأن كل ما أدركته (...)
كنت قد آثرت السلامة، ولما لا فأحياناً كل ما يلزم الأمر أن تدلي برأيك لتجد نفسك في مفارق سكة الندامة، تعللت لنفسي الآثمة لأنها كانت تؤثر أن تسكت عن الحق وتغض طرفاً عن نوازعها اللائمة، الحر شديد ولا داعي للحديث فيما يفيد فلن يغير من الأمر شيئاً ونجد (...)
يأتي الصيف محملاً بصباحاته الكسولة، ولفحاته النهارية الحارة ونسائمه الليلية اللطيفة، الليل في مصر طوال العام له طبيعة خاصة وبالأخص في القاهرة الساهرة، التي لا مكان فيها للأرواح الحائرة، فالنهار في كل العالم هو الحياة ولكن في مصر الليل هو جنة تلك (...)
لم تكن الساعة قد جاوزت السابعة صباحًا، والاستيقاظ في ذلك الوقت في صباحٍ بلا عمل هو درب من الهبل، ولكنها بداية الصيف والطقس حار لدرجة القيظ، وكالعادة الكهرباء مقطوعة فغاب النوم عن مقلتي بعد أن أصبحت أشبه بالمحمومة، غادرت فراشي واتجهت لصديقتي المدعوة (...)
العلاقات المصرية الفرنسية علاقات تاريخية ذات طبيعة خاصة ليست فقط جيوسياسية ولا اقتصادية بل هي شراكة في لحظات مرة وحلوة بصورة حقيقية، وإن بدت بصورة استعمارية فاليوم نثبت للتاريخ كيف يمكن للاستعمار الذي يعقبه استقلال أن يتحول لعلاقة استثمار واستقرار (...)