مر على هذا الحادث سنوات كثيرة.. كنت لم أفك ضفيرتى القصيرة بعد، حين قال أبوه لأبى سوف نزوج هند لعاكف.. لم يتوقف أبى طويلا أمام الطلب ولم تنتبه أمى لتناقشه فيما بعد.. واستمرت سهرة من الضحك وتبادل الذكريات إلى اللحظة التي قادتهم إلى هذه الصداقة والتى (...)
قيل لأعرابى: هل تعرف ما الموت؟
قال: لا.
قيل له: هو شىء عكس الحياة.
ويحكى أن غنيا (غير الله)، كان يملك القصور والأراضى والنفوس.. كان يبنى ويهدم، كان يزرع ويحصد. قيل له : فأتِ بالشمس من المغرب.
وكان يعرف أنه إن فعل ستكون القيامة، ويَضِيع القصر والأرض (...)
فى حادث غامض مات البطل، لم ينتبه المؤلف فى البداية إلى حالة الوفاة، فقط أمام بطء الأحداث وتوقف زمن القص والسكون التام الذى سيطر على القصة، راجع المؤلف ما كتبه، فاصطدم أثناء المراجعة فجأة بجثة ملقاة على الأرض، لم تكن مغطاة أو مدفونة مما يؤكد أن (...)
قيل فى الأثر.. إن رجلاً أعمى سُئل يومًا: أين الطريق؟.. فأشار إلى قلبه، وصمت.
ويحكى.. أن فارسًا عربيًا قديمًا، خطفت محبوبته من قبل جيش من العبيد- فى زمن غَلَبَ فيه العبيد- فتخفى فى صورة عبد «آبق»، وسار فى البلدان والأمصار يسأل ويتلصص، حتى علم أنها فى (...)
عزيزتى أحلام..
ضرب اليوم البرق قلبى، فأنار السماء، هربت من الرعب.. لم يكن حضنك مخبئى كما اعتدت دائما، لكنى ذهبت إلى السرير وبحثت فيه عن النوم.. كان قد طار هو الآخر فزعا، فلم أستطع الحصول عليه، لكن الدفء تسلل إلىّ عبر السرير والغطاء.. هل تذكرين ما (...)
رسم نفسه واقفا مواجهًا للجدار مرفوع الرأس، ثم وظهر الجدار له.. ثم والجدار خلفه يفتش - من خلف ظهره المنقوش عليه خطوط كرباج الجدار- عن أخطائه التى كان يخفيها عن الدنيا ونفسه خلف ظهره... ثم وهو راكع أمام الجدار لعله يغفر له، ثم وهو ساجد شكرا لله، ربما (...)
وكان .. أن الرجل الطيب أخذ المرأة الطيبة وذهبا لزيارة أولياء الله الصالحين، لعلهم يحققون لهما حلم العمر.. الطفل الذى يحمل اسم الأب، ويحمى الأم من غدر الزمان.. ملسا، وبكيا ودَعَوا.. ونذرا كل ما فى أيديهما من أجل أولياء الله الصالحين ومن يقف خلفهم إن (...)
مقدمة تاريخية
الصالة التى كانت تزهو بالألوان صارت قاتمة، والساعة التى كانت تملأ البيت حركة وضوضاء ماتت ودفنت على الجدار.. كل شئ أصابته القتامة.. حتى هو الذى اعتاد أن يفتح شباكه كل صباح لتدخل إليه حرارة الشمس وأنغام الطيور ونسمات الهواء المغمسة (...)
"كلانا مظهرٌ للناس بغضاً / وكل عند صاحبه مكين"*.
فى ليل مثل هذا الليل خرجت ليلى من خيمتها، كانت ترتدى النقاب، لكن قيسا -الذى يراقب الخيمة كل ليل- عرفها رغم نقابها.. انتظر حتى مرت من أمامه وعبرته، ثم تابعها بنظره حتى اختفت، وأسرع خلفها..
سأله المحقق: (...)
فأر على الحبل، امرأة فى نافذة تنشر غسيلا، رجل فى جلباب ممزق يقف تحت النافذة بعربة يد لبيع الخُضر.
يتحرك الفأر ببطء مميت فهو يخشى الحركة المضادة على الحبل، تنحنى المرأة كفرع شجرة تهزه الريح لترفع قطعة قماش من طبق بلاستك، يتململ الرجل فى وقفته تحت (...)
البهجة تغسل الشوارع، الأطفال فى كل مكان يرتدون الجديد الزاهى ويمرحون، لكنه هو.. أيقظته أمه ودموعها على خدها، قبلته.. نعم.. لكن الحزن الذى كان يغسل قلبها ألقى بمائه على وجهه هو الآخر ربما حزنا عليها.. مسحت عن عيونه الدموع، وطلبت منه أن يستعد (...)
البهجة تغسل الشوارع، الأطفال في كل مكان يرتدون الجديد الزاهي ويمرحون، لكنه هو.. أيقظته أمه ودموعها على خدها، قبلته.. نعم.. لكن الحزن الذي كان يغسل قلبها ألقى بمائه على وجهه هو الآخر ربما حزنا عليها.. مسحت عن عيونه الدموع، وطلبت منه أن يستعد (...)
من زمان.... زمان قوي.. بيعيش إسكافي طيب عنده محل صغير جدا قد رجل الطفل إللي لسه ما داس ع الدنيا.. كل يوم الصبح يروح الدكان يكنس.. يرش المية قدام الباب ويبدأ يدق في الجزم.. في يوم هي دخلت عليه.. ست الحسن يمكن, ليلي يمكن, عبلة يمكن, ويمكن تكون قطر (...)
حين بدأت الحرب أراد بيتنا أن ينجو بنفسه من القصف المتواصل، فتحرك مسافة كافية كى يبدو من وجهة نظره على الحياد..
وهناك توقف بجوار بيوت كانت تبدو مثله مسالمة وظن أنه نجا، لكن الحرب لم تكن تأمن لمن يهادن أو يسالم أو يلزم الصمت أو يهاجر.. فطاردت بيتنا؛ (...)
كلانا مظهرٌ للناس بغضاً وكلٌ عند صاحبه مكينُ * فى ليل مثل هذا الليل خرجت ليلى من خيمتها، كانت ترتدى النقاب، لكن قيسا-الذى يراقب الخيمة كل ليل- عرفها رغم نقابها.. انتظر حتى مرت من أمامه وعبرته، ثم تابعها بنظره حتى اختفت، وأسرع خلفها..
سأله المحقق: (...)
رنين الهاتف أيقظَه، حرَّكَ سماعة أذنِه لالتقاط صوتها البعيد، كانت تحدِّثه مِن منطقة بعيدة فى قلبِه، أنصَت صامتًا بعد أن تحكّمتْ فى لسانه، فلم يعُد يستطيع النطق أمام حبال كلماتها التى كبَّلَته والتى يبدو أنها قد أعدّتها وجهّزتها لِتُتم بها جريمتها (...)
لسبب ما علق البطل صورة لحبيبته التى هجرته على الحائط المقابل، ولسبب ما حاول كثيرا أن يصل إلى أو يتعرف على تاجر أسلحة ليحصل منه على سلاح،
ولسبب ما حاول حين تمكن ذات يوم من امتلاك مسدس نصف آلى ذى حركة زناد مزدوجة: الحركة الأولى للتعمير والحركة الثانية (...)
ذاتَ ليلة، انتابت ليلى حالة غريبة.. تشكل فيها الليل رجلا والنجوم نساء تطارده، ثم انشق الليل عن قمر ، فانبثقت من وسط النجوم شمس.. وكان زفافا، وكانت دُخلة.. وكان أن بكت الشمس دماءً لأنها لم تشعر بالمتعة، بينما قام القمر سعيدا منتشيا..
ليلة سوف (...)
ليلته الثالثة قضاها جالسا أمامها، لم يسرقه منها النوم مثلما سرقها منه الموت.. يتذكر أنها قبل أن تفارق بدقائق قليلة أشارت إلى الصورة القديمة المعلقة على الحائط المتأكل وقالت:
لقد غيرنى الزمن كثيرا
فى الحقيقة لم يدرك هو الفارق إلا حين أشارت هى، لكنه (...)
وبعد وكان.. أن الرجل الطيب دخل بيته ليلا، نظر إلى الوحدة الملقاة أمامه على الأرض نائمة، نظف حولها ثم أتى من داخل حجرة نومه الباردة بغطائه الأثير،
وألقى به عليها.. فتح التلفاز المغلق بالتراب، وسجل اسمه بين ذرات الغبار وهو يحاول مسحه بيده، ثم جلس على (...)
حين شعرت أن النهاية علي الأبواب، قررت أن أترك للتاريخ بعض تفاصيل حياتي.. حتي لا تضيع كما ضاع الكثير من أحداث زماننا الهامة.
ولدت في بيت عادي لم يكن به إلا نافذة واحدة تطل علي شارع ضيق جدا بالكاد كنت أستطيع - حين كبرت- أن أعبره بالنظر لأسقطه علي صدر (...)
أمن أمره الطبيب المعالج إن يفتح فمه على اتساعه ليرى الفاسد داخله.. فخرج من عنده مسرعا ليخطر الأمن.
ذكر محاسن
عدّد الجالسون محاسنه لها لعلها تلين وتنهى هذا الخلاف العائلى القائم بينها وبينه.... فلما انتهوا.. شكرت لهم سعيهم.
سبق ترصد
شاع فى شارعنا أن (...)
أمن
أمره الطبيب المعالج أن يفتح فمه علي اتساعه ليري الفاسد داخله.. فخرج من عنده مسرعا ليخطر الأمن.
ذكر محاسن
عدّد الجالسون محاسنه لها لعلها تلين وتنهي هذا الخلاف العائلي القائم بينها وبينه.... فلما انتهوا.. شكرت لهم سعيهم.
الوريث
نظر إلي ابنه الوليد (...)
حين استمع إلى خطبة إمام المسجد، عادت له طفولته.. مدرس التربية الدينية.. التي مازالت علامات عصاه تلون روحه وذاكرته.. كثيرا ما حدثهم عن ليلة القدر، وكثيرا ما قال لهم انتظروها في العشر الأخيرة من رمضان، وكثيرا ما ظل ساهرا.
لم يكن يومها قد فتح بعد صفحة (...)
سيدة تعشق الحكايات، ترتاد مقاهي المشردين والتائهين في صحراء الدنيا، تجمع ما تناثر من رواياتهم وتحاول قدر استطاعتها هدايتهم إلي خيام المضيفين.. حيث الغذاء والدفء والسمر الليلي والحكايات.. سيدة ليست هي التلميذة التي تسند كتبها إلي صدرها لتحميه من (...)