دُلّني يا صديقي على قبرهِ ، فالطريقُ انطوَتْ ، والفجاج التوَتْ . والمعالم ثمّةَ غائمةٌ، كلما لاح منها البريقُ اختفتْ دُلني ، دلني يا صديقي ، وخذ بيدي في ازورارِ الطريقِ فأنا منذ ستين عاماً ،
أقلّب وجهيَ في الكائناتِ ،
وأنفذ في باطن الحادثاتِ ،
وليس (...)
لم يكنِ الأمرُ مِنَ الإمعان في العزلةِ، أو مجرّدَ الرؤية في المنامْ . كانت هناك صورٌ، تلمعُ في الظلامْ . كانت هناك لمحةٌ مِنْ لغة الغيب فهمتُها، عجزتُ عن إدراجها في لغة الكلامْ . كانت هناك اللهفةُ الكبرى،
لإدراك الذي ليس يُرامْ .
واللوعةُ الكبرى (...)
مازلت - إلى اليوم - كلما دخلتُ حرم جريدة الأهرام ، أتذكر ذلك العهد البعيد الجميل ، المفعم بالآمال والطموحات حين زرت الأهرام لأول مرة.
كان ذلك في ضحى يوم الإثنين الموافق 11-1-1971 ،كنت تلميذاً في الصف الثاني الثانوي قادماً من الصعيد مع زملائي في رحلة (...)
هل هذه القري التي أري قراي ؟ ............. هل هذه قصورها ودورها, توهجت في مهجتي سطورها, والتمعت بسحرها عيناي ؟
هل هذه قراي ؟
.............
أبحث عن بيوت أجدادي بها,
أبحث عن وجوه أندادي, وملعبي, ومنتداي.
فلا أري سواي.
.............
أبحث عن وشم علي (...)
مصر التي تجلس في عليائها ، منذ بدايات الِحقبْ. عزيزةً في أهلها ،
غنيةً بفضلها ،
تضمِّد الجروح في إبائها ،
وترفع الصروح في بهائها ،
وتلهم الدفاع عن حيازة العربْ .
....
مصر حبيبة السماءْ .
كنانة الله التي كرَّمها بالذكرِ ،
في متن الكتبْ.
وبالرباط خصَّ (...)
هذه هى حلوانُ، هل أفسدتْ ماءها المعدنىّ، الذى كان، أم جرفتها الطبيعةُ، فاختل وقع المكان
........
ما الذى كان أو سيكونُ،
ونخل بساتينها لم يزل شاهداً،
يتمايل كالحارس الأبدىّ،
على موكب المجد منذ قديم الزمان
.......
هذه هى حلوانُ،
دار الخلافة تغلق ضوء (...)
بعد ست سنين وشهرين عادْ عاد ثانيةً، كيف عادْ الهوى، كيف عادْ
أوَ ما كان مات وشيَّعتهُ،
وأهلت عليه الثرى،
وفقدت الرشادْ؟
........
ووضعت الزهور على قبرهِ،
ونصبت له شاهداً بيدي،
وأقمت الحدادْ؟
كيف عاد إذن كيف عادْ؟
........
أوَ ما كنت ودَّعتهُ،
في (...)
ليس من شأن من ذهبوا أن يعودوا ولا أن يسودوا
وليس لأحفادهم في الصدارة,
غير الهشاشة فوق بلاط السباق
....
أسد بن الفرات:
سقطت جزر البحر من بعده,
في يد الروم
وانحل حبل الموازين في قبضة الأمراء
وكما دخل الفاتحون القدامي صقلية
خرجوا
وتكسر في صخب الموج فقه (...)
شجر يظلل ردهة العتبات
ويميل منحنيا علي الشرفات ِ.
نقرت معازفها الطيور,
وحلّقت,
في سكة مقفولة الأوبات ِ
كانت هنا دور,
وكان بصحنها أصحاب أقدار ٍ,
ومستويات ِ.
الدور حاورها الزمان,
مداريا ً حينا ً,
وحينا ً سافر الضربات ِ.
ولقد تصدّت (...)