بعد ست سنين وشهرين عادْ عاد ثانيةً، كيف عادْ الهوى، كيف عادْ أوَ ما كان مات وشيَّعتهُ، وأهلت عليه الثرى، وفقدت الرشادْ؟ ........ ووضعت الزهور على قبرهِ، ونصبت له شاهداً بيدي، وأقمت الحدادْ؟ كيف عاد إذن كيف عادْ؟ ........ أوَ ما كنت ودَّعتهُ، في ظهيرة يوم كسيفٍ، وضاقت بيَ الأرض من بعدهِ، وتغربت بين البلادْ ؟ ........ أوَ ما كنت مستقبلاً لوفود المعزِّينَ، محتمياً بصلاة المريدينَ، متَّشحاً بالسوادْ؟ ........ أوَ لست أنا من بكى سنوات عليهِ، ألست الذي كان أغرقه الدمعُ، فوق الوسادْ؟ ..................................................... واحتسبت هواه، وذكراهُ، والأمل الحلو، والملتقى، عند رب العبادْ؟ ........ فعلامَ إذن عادْ؟ عاد اجمل مما مضى، وبثوبيه رائحةٌ لزمانٍ مضى، وبعينيه ومضٌ لعهد الهوى، واتقادْ؟ ........ أين كان إذن، حينما كنت مرتحلاً في السنين الشدادْ؟ وكأنْ لم يغب غير يومينِ، يبتاع لي وردةً فيهما، ويعود إلى الملتقى والودادْ ! ........ عشت محتضراً بعدهُ، ودمي يترقرق فوق الفراشِ، فهل يبتغي لدمي الآنَ، أن يتفرق بين البلادْ؟ ........ كنت أحتاج معجزةً وقتها، تنقذ الروح من سكرات الهوى، وأنا اليومَ، لا أبتغي غير فهم المرادْ؟ ........ ها أنا الآنَ وجهاً لوجهٍ أمام الهوى، طفلنا مات من زمنٍ، وأنا واقف فوق أرض الحيادْ وكأنْ لست أعرفهُ، يبست في شفاهي الحروفُ، تدلَّتْ يدايَ، تسمَّرَ خطوي، تأكَّدَ لي أنني لست هذا، الذي كان بالأمسِ، بل كان غيري، فلا الوجه وجهي، ولا القلب قلبي، وما عدت أملك زاد المعادْ ! ........ أيها الحب، غبت طويلاً، ولا أبتغي عودة الروحِ، فلتترك النار هادئةً، تحت سطح الرمادْ