فى كل ليلة تتحول جارتنا العجوز إلى شابة جميلة
تماما عند الغروب تتمزق بشرتها المليئة بالتفاصيل والتجاعيد لتخرج لنا بشرة شابة نضرة.. بخدين ممتلئين وعينين زرقاوتين.. تضيئان لها الطريق نحو بحيرة البجع
تجلس على أحد المقاعد الزرقاء بجوار تمثال تعرفه (...)
إلى الطفل الذى قطف الزهور اليوم..
لقد رأيتك.. سأخبر والدتك.. ستنام الليلة دون عشاء..
إلا إذا..
نعم.. إلا إذا تسلقت الشجرة المجاورة لمنزلكم.. وأخذت عش العصافير الملىء بالبيض الصغير وضربته إلى صخرة قاسية.. وتركته المح يسيل منه أمام والدتهم المفجوعة (...)
منهك منذ سنوات.. أصابنى الإعياء.. قبل زمن
وتمكنت منى الحمى.. حتى فارقت الجسد وهو فى حالة يرثى لها.. لم يسعفنى الطبيب ولا الحبيب
وبقيت وحدى.. ألفظ الأنفاس الأخيرة بعنف
حتى انتهت الأنفاس..
وغادر الناس
ونسوا أمرى.. وتناسوا غيابى.. فساءنى.. أننى لم أجد (...)
أنا وطن آثم لم أحتويك .. شعرتِ بالغربةِ بين أركانى .. وتمكن منك الحنين بين جنباتى
أنا وطن آثم .. لم أشعر بك وأنت تكتوين ألما .. تلتهبين وجعا ..
لم أستطع مواساتك .. تقفين حدادا على طرقاتى .. لم أمسح على قلبك ..
ذرفت الدموع وسط المطر .. فخاننى النظر (...)
كانت زهرة يانعة وكان فلاحا قاسيا.. أعجبته.. فافسد حياتها.. قطفها وتملكها فماتت بين يديه.. فرمى بها بعدما ذهبت عافيتها وأيقن أن لا فائدة تُرجى من بقائها.
فى اليوم التالى تفتحت فى الحقل زهرة أخرى.. أغراه ضعفها وبراءتها.. أرادها لنفسه.. فحدثته نفسه أن (...)
أ..........................................................
لم ينته بى الطريق إلى حيث أردت.. أنا هنا فى المنتصف كما لم أتوقع -
أن لا أكون دائناً أو مديناً.. غنياً لا يملك أى شىء.. غير نفسه خالصة بدون أى ديون
حققت أحلام الكثيرين.. أعطيتهم وقتى وأجزاء (...)
إننى أعرفه.. أعرف هذا الوجه.. وهذه النظرة.. وتلك المشية وذلك الظهر المقوس.. الشاهد على كفاحه حتى هذه اللحظة .
أعرف هذا الخوف فى عينيه.. أشتم رائحته التى نقلت مشاعر الخوف فى أرجائى.
لا يوجد لدى ما أخاف منه.. أما هو فلديه الكثير.. خوفه من المستقبل (...)
ثم اقترب الموعد وأنا على وجل.. بشرتى أصابها الإعياء الشديد من القلق والأرق، وجسدى أصبح أكثر إنهاكًا وسقمًا.. وأنا بانتظار المصيبة أن تحدث والقاضية أن تقع.. أعيش الخوف ذاته كل يوم وأقف على تلك الحافة الآيلة للسقوط كل لحظة وأنتظر بفارغ الصبر أن أسقط (...)
بعد إخفائه القسرى عن هذا العالم المتوحش.. كان ينبغى عليه الظهور.
ثمانية عشر عاما من الخوف ومن المراقبة والحذر الشديد والاجتهاد.
ثمانية عشر عاما قضاها وحيداً.. بلا صديق ولا قريب.. متوارياً عن الأنظار كمجرم هارب يخشى اقتفاء أثره وانكشاف جريمته (...)
قبل الليلة كان كل شىء مؤلما.. قبل الليلة كنت أتحسس من كل شىء.. ترهقنى التفاصيل ويتلاعب بى الحنين وأترامى بين ذراعى الشوق..
قبل الليلة لم يكن كل شىء على ما يُرام.. لطالما كنت مستاءً.. زوجتى وفاتورة الكهرباء.. كلتاهما مزعجتان.. كلتاهما يتناوبان على (...)
فى مشفى للصحة النفسية وسط مدينة شبه ريفية.. تحيط به الأسوار العالية من جميع الجهات.. وكأنها تخط خطاً فاصلا بين العقل والجنون ..
أدوارها الخمسة أو ربما السبعة.. لا أحد يستطيع أن يجزم.. عدد أدوراها و لا شكلها ..
يُقال إنها تتغير من آن لآن.. تتبدل من (...)
حرارة داخلية تخرج من باطنى .. أكاد أن أحترق .. كمادات المياه الفاترة ليست ذات جدوى وخافضات الحرارة لا تسطيع خفض حرارتى .. وجسدى يفور ويغلى .. الهلوسة بكلام غير مفهوم .. والعرق الذى يشهد على الكارثة .. على لحظة التحول الغير مسبوقة .. "اطفئوا الأضواء (...)
عندما حطت السفينة علي جزيرة الذهب والياقوت.. تردد الفارس فى أن يضع قدمه علي الجزيرة.. خشى أن يخونه قلبه.. فيغرق ولا يعود إلي موطنه سالما ..
نظر إلى الأمواج يستلهم منها الشجاعة فأخذته فى مدها وجزرها بعيداً إلي حيث البداية..
إلي اللحظة التى كان يسمع (...)
ظلمات صنعتها بنفسك لنفسك.. لأنك لا تحب الضياء ولا الوضوح تحب الانكماش داخل الغرفة المظلمة.
فى وحدتك لا أحد يعرف حقيقتك سواك ولا أحد يستطيع أن يقلق حضرتك سوى صوت همسك أو صندوق المياه المعطل، الذى يسرب المياه.. نق.. نق.. نقطة.. نقطة ..
الذى يعزف لك (...)
رحمة ... ضحية عائلة .. ضحية مجتمع .. ضحية حقد .. ضحية لكل شىء ..
حتى أن القاضى حكم عليها حكما مخففا لأنها مجرد ضحية ...
أسرة صغيرة ,, زوج ,, و زوجة تكابد عناء والدة زوجها ,,
و السبب بسيط ,, والدة تكرهه أن يشاطرها أحد حب ابنها ,, فجعلت حياة والدة (...)
ماذا لو يختفى كل من نكرههم من حياتنا؟!
لو تنتهى حياة البعض.. لتصبح الحياة أخف وطأة للبعض الآخر وأكثر راحة
سؤال يحمل بين طياته الشر الكبير
الشر الذى يريحك عندما تتخيل حياتك خالية من جارتك الثرثارة ورئيسك فى العمل وأحيانًا زوجتك النكدية .
لكنك تتراجع (...)
حطمت كل القيود التى قيدها بها المجتمع وحولتها إلى مفاتيح تفتح بها الأبواب.. فى ذات الوقت أحكمت إغلاق القيود التى سنها لها الدين وصنعتها لها الإخلاق.. فكانت حرة تطير بجناحين قويين وتتوقف عند حدود الشبه والمشتبهات تتوقف عند جدار يدعى منافٍ للأخلاق فلا (...)
" ما كان اسمها ؟! لا أذكر ".. هكذا يجيب بواب العمارة التى تسكنها
" غريبة الأطوار " تلك..
لا يُعرف عنها الكثير.. لذا سعوا جميعا لاحاكة الكثير من الشائعات والاخبار المكذوبة عنها.. مما جعلها تبدو لهم أكثر غرابة..
وهى.. كيف تنظر اليهم ؟ "
بالنسبة لها (...)
هل تعرفهم .. ؟!!
يختطفون أحلامك ويسلبون أمانيك يأخذونك الى ذلك الجانب المظلم البائس ويقيدوك بقيود اليأس لكى لا ترى المنقذ .
يتقاسمونك بينهم تالين عليك أسوأ الأحداث.. يكذِبونك بخصوص كل شىء قد تجد فيه الملاذ والملجأ .
كيف الهروب وأنت لا ترى وسط كل هذا (...)
نحن الآن فى جزيرة الورود.. حيث كل شىء يزهر عندنا إلا الورود..
مثمرة أرضنا على استحياء.. بالكاد تكفى احتياجاتنا من الثمرات
هنا تموت الأطفال من الجهل لا من الجوع.. ويبقى الفقير فقيرا حتى يموت..
الجميع يأخذ أنفاسه ببطء دون إسراف.. محاولا أن يحفظ لأهله (...)
البداية فى هذه اللحظة التى تعد أكثر اللحظات صدقاً وحقيقة، تلك الثوانى المعدودة بين الحياة والموت...
تُقص فيها عليك ملخص عمرك وتتناوب صور أحبتك واحدا تلو الآخر..
وتتقلب مشاعرك بين الهلع والخوف والحزن والشوق والندم.
وتتساءل أهذه هى أحرف النهاية؟
بعقل (...)
موطن الألم هذا القلب الذى أغلق عليه جدرانه واكتفى بالصمت والحزن غير المعلن عنه..
يتألم كلما جدّ.. جديد.. يجدد عليه أحزانه الكامنة ويوقظها من سباتها العميق..
إنه ليس بخير
عندما يسمع أحد ما ينادى أُمه
أو صغير تُداعبه والدته..
يرى صورة أمه فى كل شىء (...)
لعل تلك اللحظات هى الأشد قسوة فى تاريخ حياتها.. والأشد حرجاً والأكثر إيلاما، بدأت منذ اللحظة التى وضعت فيها صغيرها لتتعرف على مصاعب الحياة دفعة واحدة.
فى البداية الأيام طويلة جافة قاسية لا تمر.. وهى هناك فى مكان بعيد واقفة بصدمة على ضفاف الألم ترتشف (...)
للحنين فى حياتنا فصول.. تارة حين يحرقنا بشوقه.. وتارة حين يقف بنا على أطلال ذاكرتنا ويعيد علينا التاريخ حيا فيجدد مشاعرنا ويبكينا ويبكى من عاشوا فينا.
يلتهب فى ساعات الليل ويضج فى سكونه.. ويأبى على جفنك أن يقابل جفنك الآخر.. فلا هو يرتاح ولا يتركك (...)
كانت تظن أن ما ينقصها هو رجل تكمل معه حياتها
كانت تنتظره كل ليلة فى أحلامها لعله يفصح لها عن نفسه
كانت تنتظر.. وتنتظر.. حتى ملت الانتظار
فقررت أن تكمل حياتها ناقصة بدونه حتى يأتى إليها ويكمل هو ما تبقى معها
فى قرارة نفسها كانت تعلم أنه فى وقت ما (...)