في منطقتنا العربية أزمات عدة مشتعلة، لها اتصالها ببعضها، ولها تأثيرها الإقليمي الواسع، ولها انعكاساتها على القضية المصرية والفلسطينية، ولا أبالغ إذا قلت إن التطورات في هذه الجزر وأشباه الجزر تؤثر على العالم كله، بل تكاد تشعل حربا عالمية جديدة.. (...)
صديقي العزيز قطري الجنسية، وزوجته سعودية، وطبقا للقرارات الأخيرة بمقاطعة قطر، أصبح مطلوبا من زوجته أن تهجره، وأن تترك أطفالها الثلاثة (وفيهم طفل رضيع عمره عدة أسابيع)، وأن تذهب للمملكة السعودية وحدها، دون أطفالها (لأنهم يحملون الجنسية القطرية (...)
تسريب جديد لا جديد فيه ... تسريب يثبت ما قالته مئات المصادر آلاف المرات، الجيش المصري يقتل المواطنين المصريين خارج إطار القانون، وهذه المرة تم توثيق الجريمة بالصوت والصورة، وتم تسريب هذا الفيديو بشكل يؤكد أننا أمام مؤسسة مخترقة من قمة رأسها إلى أخمص (...)
بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء الدستوري الذي سيجرى اليوم في الجمهورية التركية، وعلى أساسه ستتحول الدولة إلى النظام الرئاسي (أو تبقى على حالها)، فإن هناك ملاحظات عدة عنّ لي أن أكتبها للقارئ الكريم، عسى أن يكون فيها بعض الفائدة.
لن أتحدث عن الشأن التركي (...)
مبارك بريء.. لم يقتل الثوّار.. هكذا قالت المحكمة في حكم منطقي لا غرابة فيه، حكم نكتبه في مقالاتنا ثم نضع بعده نقطة في نهاية السطر لا علامة تأثر.
لا معنى للتأثر أو التعجب، لقد استغل مبارك ثلاثين عاما في السلطة فزرع هؤلاء الجنرالات في الجيش المصري، (...)
ربما يكون من المناسب أن أوضح لغير المصريين أن سرقة العقارات من أكثر الجرائم انتشارا في مصر، ولها العديد من التكنيكات التي ربما لا تخطر ببال أحد، ولكن من أكثر هذه الصور انتشارا هو أن يبحث السارق عن أرض أو عقار ليس له صاحب، إما لسفر، أو هجرة، أو (...)
يجلس الشيخ "عبد الرحمن الكواكبي" بسكينة، أمامه فنجان القهوة.. قيل له: "لقد وصل".
فقال: "أدخلوه".
قيل له: "أتجالس هذا السفاح وتحاوره يا شيخنا؟".
قال: "أما المجالسة فلا، فما هو بجليسي، بل هو الحوار، وإن الله سبحانه جل في علاه وتقدست أسماؤه وصفاته.. قد (...)
في ليلة ليلاء ... أمسكت كتاب (الأمير) ل"نيكولا ميكافيللي" ووضعته إلى جوار كتاب (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) للمفكر العربي المغدور به "عبدالرحمن الكواكبي" ... ثم أشرت إلى كتاب الأمير ... وقلت لمن حضروا : (هذا هو السم ... والكتاب الثاني هو (...)
لست من دعاة اليأس، ولكني أدعو بعض المصريين ممن اقتنعوا ببعض الأفكار، وممن حملوا بعض الأمنيات أن ييأسوا من تحققها.
أولا : كل من كان يحلم بعودة أيام "مبارك" وعودة مصر إلى ما قبل يناير 2011 أدعوه إلى النظر بعين الحقيقة، هذه أيام لن تعود.
لا تحدثني عن (...)
كان اغتيال الرئيس المصري، أنور السادات، في تشرين الأول/ أكتوبر 1981، أول حدث سياسي كبير أتابعه في حياتي، وقد قوبل اغتياله بارتياح كبير في مصر، وفي العالم العربي والإسلامي.
الإسلاميون فرحوا، واليساريون، والأقباط.. بل إن شرفاء الجيش المصري (وكانوا (...)
نتحدث كثيرا عن دولة القانون، ولكن بسبب الأيام الصعبة التي تعيشها بلدنا حاليا أصبح المعنى ضبابيا غامضا، وكثير منا لا يدرك ما الفارق بين أن يعيش في دولة يحتكم كل من فيها من أفراد ومؤسسات إلى القانون، وبين أن يعيش في شبه دولة، يكون الاستثناء فيها هو (...)
يقول الخبر الذي أوردته جريدة السفير اللبنانية: "وحدة مصرية تضم 18 طيارا مصريا، بدأت منذ الثاني عشر من نوفمبر الجاري العمل في مطار حماة العسكري، بينما نفى الكريملين وجود معلومات عن جنود مصريين في سوريا.
وقالت الصحيفة إن هؤلاء الطيارين ينتمون إلى (...)
سألني كثير من المصريين وكثير من المهتمين بالشأن المصري عن "ثورة الغلابة" التي من المفترض أن تنطلق يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر كما قيل.. هل هي ثورة أم وهم؟ نابعة من قلب الجماهير أم مصنوعة في معامل النظام؟ وكيف ينبغي أن يتعامل معها مقاومو (...)
الناظر لحال الأمة العربية اليوم يتعجب من الذل الذي وصلت له الدول والحكومات أمام جميع الأمم الكبرى والصغرى.
الأمة العربية تملك ثروات وأوراقا تستطيع - لو أحسنت استخدامها - أن تضمن كلمة عليا في كثير من النزاعات العالمية، أو على الأقل تستطيع أن تحافظ (...)
احترت في المشهد، تأملته مرة بعد مرة، فركت عينيَّ كي أتأكد أنني في علم لا في حلم، رئيس جمهورية الأمر الواقع عبد الفتاح "سيسي" يقف في قمة مجموعة العشرين بين أهم رؤساء العالم!
كيف استطاع هذا التافه أن يدخل هذه القاعة؟
هل يمكن أن يكون قد غافل الحراس (...)
في الحادي عشر من فبراير 2011 كنتُ من الذين استبشروا خيرا، وانصرفوا من الميدان، وأحسنوا الظن في القوات المسلحة المصرية، وظنوا أن مصر قد بدأت عهدا جديدا، وأن ثورة يناير انتصرت، وأن عهود الحكم العسكري قد انتهت إلى الأبد.
ومرت الأيام ... واكتشفت (مثل (...)
موقف طريف قديم حدث لي مع أحد أساتذتي، كنت في ضيافته، وانتهى وقتي، فأراد أن يصرفني، فقال لي "تفضل"، وكان أمامي بعض الفستق والتسالي، فمددت يدي وأخذت مما أمامي، فكرر الكلمة "تفضل"، فبدأت بالأكل، فقالها مرة ثالثة بصوت أعلى "تفضل"، فقلت له "أخذت ما (...)
الفوبيا أو الرُّهاب يعرفه المتخصصون في علم النفس بأنه خوف مرضي، غير عقلاني في شدته أو ماهيته، يرتبط هذا الخوف بشيء ما، نشاط، أو كائن حي، أو شخص بعينه، أو جماد، أو نبات ... الخ.
وإذا تعرض المصاب بالرُّهاب أو الفوبيا لذلك الشيء الذي يسبب له الخوف يعيش (...)
يتحدث غالبية رافضي الاصطفاف الثوري في مصر وكأن الاصطفاف رفاهية من الممكن رفضها أو التحفظ عليها أو حتى تأجيلها إلى حين ميسرة ثورية، وهم بذلك يتجاهلون كيف انكمش حراك الشارع الثوري داخل مصر، وكيف تغيرت خريطة الحلفاء والأعداء للثورة وللنظام على المستوى (...)
كنت في شوارع اسطنبول مع صديقي العزيز الإعلامي معتز مطر، وجاءني الخبر المفزع الغريب من مصدر موثوق فيه (عد حالا إلى الفندق ولا تتحرك، هناك انقلاب عسكري يجري الآن في تركيا، ولا أحد يعلم كيف ستسير الأمور).
هل يمكن أن يحدث انقلاب عسكري في تركيا؟
كنت أظن (...)
حين تُبْتَلى الأممُ بالجَدَل الفارغ تتعطل، وربما تتخلف، بل ربما يكون ذلك نذير هزيمة وفناء.
يحكى أن السلطان العثماني "محمد الفاتح" حين حاصر القسطنطينية، كان مجلس شيوخ المدينة مشغولًا بمناقشة أمور فقهية ولاهوتية لا طائل من ورائها، مثل جنس الملائكة (...)
كلمة الحق لم تترك لنا صديقًا!
ما أصعب أن تقول كلمة الحق في الأيام العادية، في أيام الراحة والسلام والدعة، أما الجهر بكلمة الحق في أوقات الاحتقان والاستقطاب، في أوقات الاقتتال الأهلي، فهو أشبه بدخول الجحيم برجليك اختيارا.
في كل شبر عش دبابير، في خطوة (...)
يشبّه بعض المراقبين حالة مصر الآن تحت حكم أسوأ جيل من أجيال العسكرية المصرية بحالة دولة الخلافة الإسلامية في أوائل القرن العشرين، كانت الدولة العثمانية في أواخر أيامها تحتضر، إنها الرجل المريض، والعالم كله يعلم أنه مرض الموت، والعالم كله يتعارك من (...)
من أشد الحيل خبثا في تاريخ الحكم العسكري في مصر والوطن العربي، أنه يجرّم كثيرا من الأفعال المباحة، ثم يحاسب الناس على أساس هذا التجريم الباطل من أساسه.
فتراه على سبيل المثال يقول إن هدف الشخص الفلاني أو المجموعة العلانية هو (الوصول إلى الحكم)، (...)
كنت أنظر للسيد المحترم المدعو "كافور الإخشيدي" نظرة احتقار، ولكن مع مرور الزمن تأكدت أنه رجل محترم جدًا، فبعد أن شاهدت الجلف المسمى "مبارك"، ومن بعده المسخ المدعو "سيسي"، ترحمت على نيرون والحجاج وهولاكو وموسوليني، لقد احترمت جميع طغاة العالم حين (...)