جائزة نوبل فى الطب، كانت هذا العام من نصيب اليابانيّ «يوشينورى أوسومى»، تقديرًا لبحوثه فى «الالتهام الذاتىّ» (أوتوفاجى). عمليّة تجرى فى الخليّة لإعادة تدوير المكوّنات غير الضروريّة أو المعطوبة، بعزلها فى حويصلة غشائيّة تُحلّلها وتعيد تشكيلها. نجاح (...)
من السهل وضع سهم الفأرة على التطرّف الدينيّ، وملحقاته من عنف وتهريج هُرائيّ، ثم نقرة إلغاء. معرفة الله لا تكون بغير علم، فأنت فى حضرة العليم، ولا تكون بغير اقتدار، وأنت فى حضرة القدير.
إذا كنت ترفض تجديد الفكر الدينيّ، وترى أن كلّ ما قيل قديمًا، من (...)
إذا كان عدم البناء نظيراً للهدم، إن لم يكن أقبح وأفدح فإن علينا أن نتأمل النتائج الوخيمة المترتبة عن إهمال التنمية الشاملة. سأضرب أمثالاً لا تخلو من الدعابة، لأن الموضوع فى حدّ ذاته "يسدّ النفس" ويدمّر الأعصاب.
سنة 2005 أثارت صحيفة الجارديان (...)
منذ سنتين من التحولات فى العالم العربى، نرى فى كل يوم تعقيدات جديدة، تأتى بمقلقات فريدة. أليس من حق المواطن العربى أن يسأل: من أين جاء كل هذا التطرف؟ وكيف تجذر وتفرع، وصار مصب اهتمامات "المجتمع الدولى"؟
سأتخذ تونس نموذجا حتى لا نضيع فى مساحات (...)
ليس الصغار صغاراً، إلا إذا أصررنا على أن يكونوا هكذا، من بين قائمة وسائط الإعلام الفرنسية، موقع موسوعى الطابع، مصور يقدم للأطفال المعلومات مشروحة مبسطة، اسمه "مفاتيح الأحداث للصغار".
لا حدود ولا حواجز تقف سدّاً أمام ضرورة تعرّف الطفل إلى عالمه، (...)
سأتناول موضوع الإحساس بجمال اللغة من زاوية مختلفة، وفى إمكان مدرّسى اللغة العربية التعريج عليها حين تسنح الفرصة، يقيناً، ليست القواعد النحوية والصرفية هى أهم ما يمكن أن يخرج به الطلاب من مولد الدراسة، ومناهج الدول المتقدمة أصبحت تسعى إلى إعطاء (...)
من أين أتى أوباما، وهو الأكاديمى الهارفاردى، بهذا الكوكتيل من روائع الخيال العلمى والحكمة والشطحات الثقافية والتخطيط السياسى؟.. باقة أدمغة فى دماغ.. بعد مذبحة العشرين طفلاً، طفق يخصف على الجريمة من ورق التفلسف، ووعد بثورة إصلاحيّة ثقافيّة أخلاقيّة (...)
أضعت بعض الوقت فى قراءة أسطر من هنا وسطور من هناك فى الصحافة والشبكة، مما كتب عن الحفلات الغنائية بمناسبة العام الجديد. ازددت علماً بدور الأزياء والفساتين والاكسسوارات وأنواع الدانتيل، وحفظت شيئاً وغابت عنى أشياء لا يعلمها إلا الراسخون فى الخياطة (...)
طموح العراق كان دائماً كبيراً، حتى قبل أبى الطيب الذى لا يقنع بما دون النجوم. جاء التحرير والديمقراطية فطارا به وحلقا عالياً، أعلى من عدد الكيلو مترات التى تفصله عن واشنطن، ثم تركاه فى سقوط حرّ، من سخريات اللغات وصف السقوط بأنه حرّ.
أتذكر حماسة (...)
قاتل الله نيرون، فقد قال إنه تمنى أن يصبح لشعب روما رأس واحد، ليقطعه ويستريح، وأنا أتمنى أن يغدو للأمة العربية رأس واحد، لكى تجلس أمام الصين، وتأخذ دورة مكثفة فى التنمية الشاملة، الغرب لم يعد قدوة، صار شيئاً من الماضى، هو فى طريقه إلى الغروب.
مسيرة (...)
عربة خيولها مطهّمة، ملجمة، والفارس الثالث عشر تنتظر ساعة الصفر للانطلاق نحو الآفاق، قلت: لدينا وقت لحوارية وجيزة، ما هذه الحِزَم والرّزم التي كتبت عليها أسماء دول في القمّة، ولا أرى من بينها بلدان الأمّة؟
قال: هذه عُلب، وما هي لعب . فيها خطط وضعها (...)
سواء تفاءل الناس أم تشاءموا، فالثالث عشر قد صهل جواده في انتظار ركلة الانطلاق، ثمّة دول أعدّت جدول أعمال تنجزه في العام المقبل، الدرب واضح أمامها، وأخرى لها الساعة التي هي فيها، فيحق لها التشاؤم ولشعوبها، لأن غيرها سيرسم لها الخطط، سترى نفسها في كل (...)
عبداللطيف الزبيدي
مسرح السياسة مفعم بالإمتاع، يشبه أحياناً طرائف أفلام شارلي شابلن . نكايات مرحة وأحابيل ظريفة . وفي بعض الأحيان يبدو أكثر جدية . يصبح مباريات شطرنجية بين عتاة الأفندية . المعارك طاحنة فيها خيول وفيلة وقلاع تدك، وبيادق تظل تحمل (...)
هي بين "المأساة والمهزلة".. "مهساة أو مأزلة".. لا أستبعد أن تصبح للتنجيم كليات في الجامعات، وماجستير ودكتوراة.. فهؤلاء الذين يوصفون ويوصمون بالكذب ولو صدقوا، صاروا يتقمصون أدواراً أكاديمية لم يعرفها القدامى.. كان المُنجِّم فرداً يغرى الناس، ويغويهم (...)
توقفت قليلاً عند فضائية تبث المصارعة الأمريكية بين أربع من بنات حواء. مطلق صفة الجنس اللطيف كان على نياته، فلو وقع تحت أقدامهن لجعلنه كدبكة الطين على سطوح لبنان.
لكن كيف خطر ببال الظبية الغضة الغضيضة الطرف، أن تهوي بالكراسي على الرأس، وأن ترفع أختها (...)
على مقربة من العام الميلادى الجديد، انصرف ذهنى إلى مسألة مفحّمة بالدعابة السوداء: فشل العقل واللاعقل معاً فى هذه الأمة. لا أصحاب العقول استطاعوا استشراف المستقبل، ولا أولئك الذين يلعبون بالنجوم كما لو كانت كرات فى أزقتهم، بينما الأمة هى دائماً الكرة (...)
مسكين بابا نويل، نتف المهندسون وأهل الفيزياء والرياضيات ريشه، كان صرحاً من خيال فهوى، كان يزور أطفال المسيحيين يغمرهم بالألعاب والحلوى، وعربته التي تجرّها الآيائل لا ينضب لها مستودع، وإذ بالعلوم تُكره أسطورته على الاستقالة.. سخرية لها أرقام (...)
دعاة "أنا أولا"، "بلدي أولاً" و"كل طير معلق من عرقوبه"، يقعون فى سذاجة التناقض الذى يضر بصاحبه، ويرتكبون حماقة ترتد إلى نحورهم، الدليل قاطع دامغ: الأغلبية الساحقة من مشكلات كل دولة عربية على حدة، لا تجد لها حلولاً غير الحلول الجماعية. والأنكى هو أن (...)
لست على يقين من أن رسامي الكاريكاتور يدركون أبعاد القيمة الساخرة المضافة الخفيّة، حين يرسمون العالم على هيئة آدمي رأسه الكرة الأرضية . هم يستخدمون هذا الرسم في حدث من أحداث الساعة أو ما شاكل . ولكن الكاريكاتور الداخلي الضمني أبعد مدى في السخرية، (...)
قلت لأبي العلاء: لقد سألني بعضهم عن الوضع السوري، فلم أجد بداً من ترديد بيتك الشهير: "سألتموني فأعيتني إجابتكم . . من ادّعى أنه دارٍ فقد كذبا" . وأنا أرجو صاحب "لزوم ما يلزم" أن يجود قراء "لزوم ما يلزم" بغيث الفهم والإيضاح. أدع له الكلمة، قال:
كنت (...)
عندما تعجز بلدان "التحرير والديمقراطية" عن تحقيق أحلامها، تسعفها القوى الخيرية بتنشيط الأحلام فتتهلوس حسب الأصول، لا يجوز أن تكتشف أن الوعود كانت كلاماً فارغاً، وأنها انخدعت على طريقة "ريا وسكينة": "يختي عليها . . جات رجليها"، ولا تجد أحلاماً بديلة (...)
"وجدتها"، هذه أهم من صيحة أرخميدس، خابت كل المحاولات، فلِمَ لا نجرّب ما لا يمكن أن يخيب؟
أخفق النظام العربي، وممثلته الجامعة المفرّقة العربية من غير عروبة، في جمع العرب على كلمة سواء وحدوية.
ولم يفلح المفكرون وأهل الثقافة والرأي في إقناع أبناء الأمة (...)
لم يجد مدعي الفلسفة برنار هنري ليفي لتفلسفه متنفساً، غير التحريض على التدخل العسكري الأطلسي في الدول العربية، والغاية إنسانية (انس النيّة) طبعاً. فالأبعاد الفلسفية لصهيونيته هي ابنة لتلك المقولة: "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض". وهو يريد تعميمها على (...)
نحن الآن أمام نماذج جديدة للبلدان لا تحتاج إلى وجود الدول بمفهومها التقليدي . وبما أن الأمور نسبية، فإن هذه الأنماط الغريبة، لن تحتاج إلى حكومات من الطراز المألوف، وإلى وزارات من الشاكلة المعهودة، ولا إلى ميزانيات على النحو المتعارف عليه . خذ ورقة (...)
كتبت فى "اللزوم" قبل مدة، عن روائع جماليات اللغة وإمكانية تدريسها فى "الابتدائية"، شأن الاشتقاق الأكبر عند ابن جنِّى. اليوم سأذهب إلى ما هو أبعد: تدريس لون من ألوان الأدب المقارن فى آخر "الابتدائية"، وفى "الإعدادية"، أما فى "الثانوية" فسيكون ذهن (...)