يتمتع اللبنانيون عن سائر العرب بميزات خاصة، شبه دائمة. إنهم الشعب الوحيد الذى يفيق كل يوم على ذل من الجو، إضافة إلى مجموعة المذلات والمهانات الأرضية. كل يوم نفيق على أزيز طائرات الفانتوم الإسرائيلية تخبط أجواءنا، بالطول وبالعرض، وعلى «علو منخفض» أو (...)
كان دونالد ترامب على حق عندما قال إن 75 مليون أمريكى قد اقترعوا له. والحقيقة التاريخية هى دائمًا فى الجماهير المصفقة، وليس فى صاحب الخطاب. ترامب ليس أول ظاهرة شعبوية يتبعها، من دون تفسير، ملايين الناس. لايزال المثال الأكثر فظاعة يوم خرج شعب مثل (...)
هذه السنة مرّ كما كان ينبغي أن يمر منذ سنين. لم يذكره أحد. لم يذكّرنا بالهزيمة أحد. لم يروِ لنا أحد ذكرياته مع النكسة. بعد ربع قرن على 5 يونيو (حزيران )، قلنا كفى كتابات. حدث سيئ ومضى. خلل تاريخي ووقع. لكن جميع الكتّاب العرب استمروا في نكش ذاكرة 5 (...)
لم تمارس دولة فى العالم دبلوماسية المداراة كما فعلت الكويت. كانت أول دولة تولد وتستقل فى الخليج وأول دولة خليجية يتدفّق فيها النفط وتنفتح عليها عيون الشرق والغرب، خصوصاً عيون الأشقاء العرب الذين إما بلا نفطٍ على الإطلاق وإما مضاعفة ما لديهم من (...)
نقلًا عن صحيفة «الشرق الأوسط»
فى قواعد الصحافة الأولى أن كتابة الخبر تفرض الإجابة عن خمس من أدوات الاستفهام. مَن؟ أين؟ متى؟ لماذا؟ وكيف؟ فى لبنان، تُصاغ الأخبار على هواها، وتُطرح الأسئلة من دون أى ضرورة للأجوبة. جميع نشرات الأخبار المسائية، ومعظم (...)
اللبنانيون، كما يقال لدى البعض، هم أحفاد الفينيقيين. والفينيقيون هم أجداد التجارة فى العالم. ومن أجلها ركبوا البحار واخترعوا المراكب ووصلوا- حسب الرواية- إلى البرازيل. وفى كتاب تاريخى موثوق أن بريطانيا قامت تقليداً لمدينة صور القديمة، وأن الفينيقيين (...)
نقلاً عن جريدة الشرق الأوسط
منذ اختراع التصوير الفوتوغرافى، بدأ نقاش بين الناس: أيهما أكثر تعبيراً، الصورة أم الكلمة؟ فى الأحداث الكبرى يجب تأمل الوجوه، أفراداً أو جماعات. أذهلنى فى الصور الخارجة من بغداد أخيراً، التشابه مع متظاهرى لبنان: تشابه (...)
دائمًا ترتبط الثانوية العامة بحالة من القلق والتوتر الشديد بين الطلاب وأولياء الأمور، فمع انطلاق امتحانات الثانوية العامة 2019، اليوم السبت، حيث أدى نحو 669 ألفا و749 طالبا وطالبة امتحان مادتي اللغة العربية والتربية الدينية في اليوم الأول، وقعت عدد (...)
تتوقف عند مئات الأشياء في رسائل سفيتلانا ستالين إلى الكاتب نيكولاس طومسون. تسمح لي المساحة بانتقاء أمرين: الأول، وصفها لانطباعها الأول عن أميركا «الأرض وسيعة والناس تبتسم». والثاني وصفها النظام الشيوعي «لا يمكن العيش في ظل نظام يمد يدا لكي يطول بها (...)
يقول الدكتور كمال الجنزوري في مذكراته إنه حين اشتدت الأزمة في مصر، قال لنائب الرئيس المشير عبد الحليم أبو غزالة: لماذا لا تطيح بالرئيس مبارك وينتهي الأمر؟ وكان رد المشير: «إذا فعلت، سوف أفتح باباّ لا يغلق». وكان الرئيس اللبناني اللواء فؤاد شهاب أقوى (...)
لو قرأت مثل هذا الكلام عند غيري لخامرني شك بأن صاحبه يبطن نوايا رديئة، لكن الرداءة في هذه الحال هي الرديء، والرديء هو المعارضة العربية التي ظنت بها الناس خيرا فإذا هي خيبة أمل في أحسن الأحوال. أقام زين العابدين بن علي حكما حديديا قاعدته توفير الأمن (...)
أعلنت مدينة ديترويت إفلاسها. إنه الأهم في تاريخ الولايات المتحدة. فالناس اعتادت أن الأفراد يفلسون والشركات تفلس، لكن كيف تفلس مدينة في حجم لبنان؟ منذ أن مررت في ديترويت العام 1974 وأنا أسمع أنها على شفير الإفلاس. ذهبت إليها مضطرا، فلا أحد يختار (...)
لا شك أن «الاتجاه المعاكس» من أكثر البرامج مشاهدة. بل ربما كان في بداياته الأكثر مشاهدة. وصيغة البرنامج وفكرته مألوفتان في الغرب، حيث يتقابل ممثلون عن الأحزاب المختلفة ويدافعون عن وجهات نظرهم. لكن المشكلة في «الاتجاه المعاكس»، منذ اللحظة الأولى، لم (...)
بينما كانت دبي السكن والمكاتب تبني طلوعا حتى أعلى الأبراج، كانت دبي المشاة تبنى أفقيا في مراكز التسوق. كل شيء يحدث في «المول»، من المكتبة إلى المقهى إلى الصيدلية إلى لعب الأطفال إلى المطعم إلى صالة التزلج على الجليد. والآن دبي في بيروت، حيث يفتتح (...)
أُعطيت للروائية الفلسطينية سحر خليفة جائزة أصيلة لهذا العام. تحية إلى أصيلة وأخي الحبيب محمد بنعيسى هذا العام وكل عام. فقد أثبت لنا أن الثقافة أكثر ديمومة من السياسة وأبهى، مع أنه كان من ألمع السياسيين العرب.
ولن يصدق سي بنعيسى أن مهرجان أصيلة هو (...)
بداية القرن الثامن عشر (1707) اتحدت إنجلترا وأسكوتلندا وويلز بعد صراعات طويلة. فكرت المملكة المتحدة في أمورها فوجدت أن لديها أعدادا كبيرة من المحكومين وسجونها غير كافية. إذن، تبعدهم هم وشرورهم إلى المستعمرات. صارت تضعهم على ظهور البواخر – أو مقيدين (...)
تجد في المكتبة دائما كتبا من نوع «كيف تكتب الرواية»، أو «كيف تكتب المقال»، أو «كيف تكتب الرسائل». هذا يعني أن الكاتب سوف يكون واحدا. والأسلوب سوف يكون واحدا. وسوف تكون هناك مقدمة ونهاية ومتن. هل هذا جيد؟ هذا ممتاز.. لا بد أن تكون هناك قواعد وأصول (...)
حمل «البريد» يوم الاثنين على الموقع الإلكتروني لهذه الصحيفة تعليقا من قارئة في الأردن، مكتوبا بلغة جارحة، حول مقال «السيدة والدكتوراه»، تؤنبني صاحبته لأنني قدمت «المؤدّية» فاتن حمامة، التي تحركها أوامر المخرجين، على المفكر نعوم تشومسكي، والعالم شارل (...)
مع حسن روحاني سوف تتغير تلك الصورة التي أعطاها محمود أحمدي نجاد للرئاسة في إيران. أو بالأحرى الصور التي ظهر فيها الرئيس السادس منذ 2005 عندما أكد فوزه اتجاه إيران نحو التزمت. رأى العالم الرئيس أول مرة يرتدي سترة قمحية رخيصة، ويقبل يد المرشد الأعلى. (...)
كتب ابني من نيويورك على موقعه في «فيس بوك»: «كنت أتحدث أمس إلى أبي، القابع أبدا خلف تواضع غير ضروري، وعندما تحدثت إلى أمي أبلغتني أنه عاد للتو من القصر الجمهوري حيث منحه الرئيس ميشال سليمان وسام الاستحقاق اللبناني». بما أنني لا أتابع «فيس بوك» فإن (...)
أفكر في هذه الأسماء: إدوارد سعيد. الطيب صالح. أمين معلوف. الطاهر بن جلون. كاتب ياسين. جبران خليل جبران. آسيا جبار. محمود درويش. نزار قباني. أحلام مستغانمي. أدونيس. وفي عدد كبير آخر من أدباء العرب، وأجد أن القاسم المشترك ليس اللغة. فقد كتب إدوارد (...)
في بدايات الثورة السورية كانت إحدى القضايا الرئيسة المطروحة مسألة «حزب البعث.. قائدا للدولة والمجتمع». فمثل هذا النص لم يرد في أي نظام من أنظمة الحزب الواحد، لأن المجتمع، أولا، لا يُقاد، ولأنه من حيث المبدأ له معتقدات وقناعات واتجاهات مختلفة (...)
كل تفوق نراه حولنا اليوم صنعه العلم. لولا القطار لما احتل الرجل الأبيض أفريقيا. ولولا الأدوية لما استطاع البقاء على الرغم من البرص والجدري والملاريا. الذي غير في الحياة البشرية كان الثورات الصناعية والعلمية، وليس الثورات السياسية التي قامت على القتل (...)
سافر ابني إلى سراييفو، كما كنت أسافر وأنا في الثلاثين، يقابل الناس في الشوارع والمقاهي البسيطة، وليس في المكاتب وبهو الفنادق. وعاد بانطباع مفرح وأليم: الجروح تلتئم بسرعة أكبر بكثير مما في لبنان. الناس جميعا تنظر إلى المستقبل وتتجنب صور الماضيين، (...)
سيدي أبا الطيب، أنت لا تذكر، وأنا لا أنسى، أنني تطاولت عليك قبل سنوات في هذا المكان، ليس كشاعر، فقد قدمت بالقول إنك أعظم سبعين مرة من شكسبير. وإنما كإنسان، فقد أضفت أن عظمة شعرك وفرادته لا تتماشى مع هفوه إلى السلطة.
يومها تنطح طفيليون للدفاع عنك، (...)