قطع الوزير حَبل أفكارى، حين بدأ يتلو أسماء الأوائل واحدًا واحدًا، ثم أعلن عن الجائزة التى ستقدمها الوزارة لنا.. شعرتُ وقتها بأننى سأخرج من القاعة وفى يدى كنز، إلّا أن الجائزة كانت متواضعة، جهاز كمبيوتر محمول، لا أنكر أننى كنت أحلم باقتنائه، لكننى (...)
مررت بيدى على عباءتى، أنفضها من هنا وهناك، محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ما هذا التراب الكثيف، اللعنة.. لا تتصوروا مأساتى وقتها، فشنطتى الصغيرة التى حملتها أمس على ظهرى، لم أضع فيها سوى عباءتين وبيجامة، بجانب ملابسى الداخلية، ما العمل إذن؟ على أى حال (...)
قال العمدة كلماته؛ وهو يجلس أمامى على الكرسى المقابل للأريكة، ثم وقف سريعًا، واتجه نحوى مادًا يده، مقدمًا التهانى لى مرة أخرى، صافحته فى هدوء وثقة، وهمّ منصرفًا بعدما رفض دعوة العجوز لتناول العشاء؛ رغم إصرارها، بسبب موعد مهم فى انتظاره، وفجأة بقيت (...)
يا لها من مأساة، كابوس مرعب، لم أتصور أبدًا أننى سأكون فى هذا الموقف.. تلك السيدة تتحدث عن جريمتها على الملأ؛ بل تفخر بها، كيف تقول ما يجعل بدنى يقشعر، ببساطة وعادى.. لكننى رددت على هذا العبث بصمت رهيب؛ ووضعت عينى فى الأرض.. ويبدو أن العمدة شعر (...)
لا أرى نفسى جميلة، عيناى بنيتان وبشرتى ليست ناصعة البياض، لكنها نضرة وصافية، الفرنسيون مروا على قريتنا مرور الكرام، ولم يمكثوا كثيرًا فى بلد أمى، فمن أين لى بعين ملونة، لكن حدقتيّ الواسعتين، تملكان جاذبية كبيرة، البنات قلن لى هذا فى مدينة الطالبات، (...)
لملمتُ ملابسى فى حقيبة ظَهْر كبيرة، وجميلة، لاتزال علامة على ذوق أمّى، اشترتها قبل عامَيْن، عندما قررتْ السفر معى إلى الفيوم، كى ترينى البلد الذى ترعرعت فيه، قبل أن يأكل أبى عقلها ويرهن قلبها.. أعلم أنها كذبت على والدى فى تلك السفرية، قالت إننا (...)
انتهت الامتحانات بسلام، كنت أحفظ بلا فهم، اللهم إلا بعض الأجزاء فى التاريخ والفلسفة، ولحُسن الحَظ أصابنى الشغف بالإنجليزية منذ صغرى، فأبليت فى امتحانها بلاءً حَسَنًا، إلا أننى جلست على كومة من اللهب حتى ظهرت النتيجة، فلم يتركنى والدى وزوجته لحالى، (...)
للمَرَّة الأولى، أشعر أننى تحررتُ من كل شىء، لن أخضع لأحد بعد الآن، فالكل تخلّى عنّى عندما احتجتُ إليه، الكل تركنى فريسة لمستقبل غامض.. لأعيش ليالى طويلة يكسوها السوادُ، وأتحمَّل ما لا تستطع أنثى تحمُّله، حتى وصلتُ إلى حافة الضياع عشرات المرّات، (...)