صب جم غضبه على رأسي جملة واحدة ، نعتني بالمدللة التي لا تعرف المسئولية، ظل صوته يتعالى كلما زاد صمتي وعندما هدأ قليلاً طبعت قبلة رقيقة على يده و أخبرته أني لم أقصد أبداً إخافته عندما أختفيت عن ناظريه للحظات في الزحام ..ثم ضحكت وقلت أنني لست بطفلة (...)
أغمضُ عيني عن تفاهةِ الوحدةُ و إعتزالُ البشر.. أرتشفُ بعض القهوةِ وأستنشقُ ما بقى منها.. أحلمُ بيدِ طفلٍ صغير تحتضنُ يدي لا لأشعرهُ بالأمانِ بقدرِ ما يمنحُ قلبيّ سلامٌ دافئ
ثم أفتحُ عينيّ لأرى من جديد عبثُ الحياةِ الدائمُ وتقاتلُ الناسَ على الفناءِ (...)
أستيقظ فور سماع صوت المنبه...لم يأخذ في أعتباره أنه عادة ما يغلقه ويغفو مرة أخرى
لم يسأل ما الذي يميز هذا اليوم ليقوم هكذا سريعاً دون كسله المعتاد ؟
تصفح الجرائد ...رشف رشفات سريعه من القهوة ..أخذ سجائره وهاتفه الجوال
هبط إلى الشارع مسرعاً فهو لا (...)
أحضرت ورقة وقلم واخذت ترسم بخطوط مرتعشة فواصل بدت وكأنها جدول كتبت في الخانة الأولي
أسمها وفي الخانه الثانيه كتبت كلمة "الاخرى" وضعت القلم أمامه وقالت : اكتب مقارنة بسيطه بيننا
ما تراه فيّ وفيها بوضوح ,عيوبنا ومزايانا ربما تصل لقرار.
نظر إليها نظرة (...)
انتظره في محطة المترو كل صباح اذهب قبله بنصف ساعة تقريبا
تتكرر الوجوه ..ولا يبقى وجه واحد في مخيلتي الا وجهه ..ذلك الشاب الذي ينتظر كل يوم مثلي
اجلس على مقعد الانتظار ..يقف امامي ..تتعلق نظراته بي لبعض الوقت وكذلك افعل انا
الى ان يخجل احدنا من نفسه (...)
أُُحبُ الأرض لأنها تدور فأنا لا أُحبُ الثبات
أحبُ الشمسَ الحارقة فلا مجال للبرود في حياتي
أحبُ التمايل على أنواع الموسيقى المختلفة فالوقارُ الغيرُ مبرر عدوي الأول
دعني أرىْ حريتي في كل الأشياءِ حتى أصلُ لحريتي فيك
فلا تعتاد الثبات... والبرود... (...)
لازال يأتي هذا الرجل الغارق بين كتبه يحمل عشرة كتب يُعطيني إياهم
ويذهب ليحصل على كتب أخرى من داخل المكتبة أراقبه بحذر فهو بالنسبة لي شخص مثير للشفقه
..يبدو أن الوحدة قد دفعته للقراءة بهذا النهم
يأتي في الصباح يبحث بين الكتب على كتاب لم يقرأه للمرة (...)
تشكو أوردتي لأوردتي... تتساءل في صمتٍ مزعج، لماذا قَبِلت أن أُسلم جسدي؟، لماذا قَبِلت أن يكون فراشي نعشٌ وكل أغطيتي أكفان؟، لماذا قَبِلت أن تُسلب روحي.. وتُدَق في قلبي الصلبان الخشبية وأنا لست بمصاص دماء؟ .
معذرةً أوردتي أنا لم أقبل.. لم أرفض.. لم (...)
أصحو كل يوم من نومي لأجده في انتظاري كالعادة، يصحو قبلي حتى لا يضيع أية دقيقة دون أن يعذبني فيها، ويجعلني أرى الجحيم في كل ساعة، لكنني اليوم قررت أن أهرب منه.. حتى افوت عليه هذه الفرصة ولو ليوم واحد في عمري، ارتديت ملابسي سريعاً وهرعت إلى الشارع، (...)