أستيقظ فور سماع صوت المنبه...لم يأخذ في أعتباره أنه عادة ما يغلقه ويغفو مرة أخرى لم يسأل ما الذي يميز هذا اليوم ليقوم هكذا سريعاً دون كسله المعتاد ؟ تصفح الجرائد ...رشف رشفات سريعه من القهوة ..أخذ سجائره وهاتفه الجوال هبط إلى الشارع مسرعاً فهو لا يريد أن يتأخر عن عمله "أخيراً وصلت"...قالها متنهداً في ارتياح بعد عناء الموصلات وازدحام الطرق دخل إلى مكتبه فوجده مظلماً ..تعجب ثم وضع يديه ليشغل الأضاءة..وما أن اضاء المكان حتى وجد جميع الموظفين مختبئن ليحتفلوا به فهو اليوم قد وصل إلى عامه الستين وصل أليه دون جلطات..أو مرض السكري حتى أنه لا يعاني من ضغط الدم والتدخين لم يأخذ منه أكثر من بياض اسنانه رسم البسمه على وجهه وأخذ يحتفل معهم ..لم يخبر أحد أنه كان غافلاً ولم يعرف أن هذا هو يومه الأخير سأله أحدهم في مرح ..."هتعمل ايه بقى بعد ما بقيت ع المعاش يا راجل يا عجوز ؟ لم يتمكن من حبس دموعه..وهو يغمغم في حزن....لا أدري