لازال يأتي هذا الرجل الغارق بين كتبه يحمل عشرة كتب يُعطيني إياهم ويذهب ليحصل على كتب أخرى من داخل المكتبة أراقبه بحذر فهو بالنسبة لي شخص مثير للشفقه ..يبدو أن الوحدة قد دفعته للقراءة بهذا النهم يأتي في الصباح يبحث بين الكتب على كتاب لم يقرأه للمرة الخمسين. ويسأل سؤالا متكرراً ..ألن تأتيكم كتب جديدة؟؟ ويحصل على نفس الإجابة ..لا فهذه مكتبه عتيقه تحوي مجلدات قديمة فقط لذلك لا نسعى لإقتناء كتب جديدة الغريب أنه يأخذ عشرة كتب كل يوم ثم يعيدهم في اليوم التالي من أين يأتي بوقت يكفي ليقرأ كل هذه الكتب في ليلة واحدة ؟؟ اليوم هو أخر أيام عملي بتلك المكتبة سوف أذهب للعمل في فرع أخر أخبرته أن المكتبه ستُغلق يومين للجرد...نظر لي نظرة حزينه فكتبت له ورقه بأسماء المكتبات القريبة التي يمكن أن يتردد عليها..أخذها مني بأحباط فعلمت انه لن يذهب إلى مكتبة أخرى ربما لأرتباطه بهذه المكتبه وهذه الكتب لا أدري مضت أيام الجرد ..وذهبت لعملي في المكتبة الجديدة..استلمت دفاترها واشياءها واخذت ادور بين جنباتها لأحظى ببعض الألفة معها... ثم ألتفت لأجده أمامي نفس الرجل ابتسم لي ودخل المكتبه يبحث بين الكتب..ثم استعار بعضها.... كنت انظر له بدهشه وهو يبتسم فقط عندما عاد بالكتب في اليوم التالى ..قررت لسبب لا أعلمه ان افتح هذه الكتيبات العشرة فوجدت ورقة في كل كتاب بها حرف واحد ب.... ح.... ب... ك... م... ن... ز... م... ا... ن.. جمعت الحروف ونظرت إليه فوجدته يقولها من بعيد دون صوت بحبك من زمان