متى ندرك أن العالم من حولنا قد تغير بكل مفاهيمه القديمة؟ لقد تراجعت مفاهيم السيادة التقليدية للدول وخصوصياتها وتصنيفاتها من شرق وغرب ورأسمالية واشتراكية لصالح المنافسة على القوة الاقتصادية وثورة المعلومات الطاغية واللحاق بالمنظومة الحضارية العالمية، (...)
ربما نقع في نفس المأزق الفكري الذي وقع فيه التكفيريون من قبل عندما نكفرهم، والأصوب لنا أن نتلمس منطق تفكيرهم ومنطلقاتهم العقائدية لعلنا نكشف أصل الداء قبل تضليلهم وإدانتهم.
والواقع المسكوت عنه تاريخيًا الذي يجب أن نعترف به ونعمل على مواجهته، أن (...)
جبران خليل جبران، شاعر المهجر اللبناني المولد، عاش في بوسطن وعاين بداية القرن العشرين بأمريكا، ولكن قلبه عاش مع الشرق حيث ولد وانتمى وتشكلت أحلامه ونما وجدانه، كان يكره دولة الخلافة العثمانية، ويراها الخطر الأكبر على الإسلام والمسلمين، وينصح (...)
إنها الذات العربية الصارمة والمتقوقعة على نفسها، والتي أبت أن تغير من مفاهيم عروبيتها التاريخية وحميتها القبلية أمام نور الإسلام وإنسانيته الجامعة، ففى الماضى البعيد رأيناها تحتوى هذا الدين فتعرِّبه ليكون أمويًا قرشيًا، وفى حاضرنا القريب تشددت فيه (...)
فرضت قضية التحرر الوطنى، مفهومها على مصر منذ أوائل القرن العشرين، وكان الوطنيون من العلمانيين والليبراليين أول من تصدى للمحتل في ذلك الوقت، وأفرزت حركتهم بزعامة سعد زغلول مفهومًا احتجاجيًا مقاومًا تمثل في ثورة 1919 التي تمخضت عن تكوين وفدٍ مصرى (...)
آخر أخبار الجماعات التكفيرية هو تحريم العلم والتعليم بكل ما فيه! ولمَ لا.. وفى فقه فقهائهم القدماء أن تعريف العلم هو العلم الدينى الشرعى فقط وماعداه هو علم لا ينفع وجهل لا يضر!
ويقول أئمتهم إن العلم الشرعي هو الذي يكون فيه الثناء ويكون الحمد لفاعله (...)
شكلت الهجمة السلفية الوهابية والفكر التكفيري والجهادي المنبثق عنها، غزوة عدوانية موجهة لاختراق الأمن القومى المصرى على مستوى الفكر الجمعى وقاعدته الشعبية الواسعة، بهدف تغيير ترتيب وضرب العقل المصرى الوادع المتصالح لوأد وسطيته وسماحته، وتشتيت تجانسه (...)
- اختراق العقل المصرى
شكلت الهجمة السلفية الوهابية والفكر التكفيرى والجهادى المنبثق عنها، غزوة عدوانية موجهة لاختراق الأمن القومى المصرى على مستوى الفكر الجمعى وقاعدته الشعبية الواسعة، بهدف تغيير ترتيب وضرب العقل المصرى الوادع المتصالح لوأد وسطيته (...)
- سقوط الأصولية السلفية
لأنها عجزت عن تقديم مشروعٍ إنسانىٍ عالمىٍ يستطيع أن يتعامل مع التعدديات والمتغيرات سقطت الأصولية السلفية عمليًا، ولم يعد لها من تأثيرٍ سوى تلك التوابع العقدية الجامدة والنفسية العدوانية والمذهبية المنحولة التي ما زالت تقبع (...)
- السلفية.. حرام !!
أن تتبع أحدًا في قولٍ أو فعلٍ لمجرد أن تتبعه وفقًا لمفاهيمه هو فذلك مجرَّمٌ بكل وضوح، في قوله تعالى ( قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (...)
بعد كل جريمة إرهابية تقع نتساءل دائمًا عما إذا كانت الشرطة متهاونة في أداء واجباتها الأمنية أم مظلومة؟ وهل نحن نُحَمِّل الشرطة أكثر من طاقتها أم لا ؟ وهل هي تملك الحِرَفِية اللازمة لصد كل ذلك العنف؟
هذه التساؤلات تقودنا إلى ضرورة فهم ماهية الشرطة (...)
لا أعلم بلدًا يحتاج إلى تفعيل برامج التنمية البشرية أكثر من حاجة مصر، بعد حقبٍ طويلة تعرضت فيها لسياسات التجريف والتدمير، أصابت لُحمةَ الشخصية الوطنية المصرية، وأصل الثقافة المجتمعية لشعبها، اشتركت فيها منظومة التعليم ومخرجاتها الفاشلة، ومافيها (...)
إنهم فئة تاريخية ظهرت مع أحداث الفتنة الكبرى، وابتدعت من الدين ما ليس فيه، وعملت على إعادة تشكيله بما يخدم مصالحها وأهوائها وعدوانيتها ضد كل من يخالفها ولم يتبع سبيلها، إنهم يظهرون دائمًا في مناخ الفتن والمحن كما بدءوا، ويدعمون فساد الحكام ويستخدمون (...)
ثروت الخرباوى محام قدير، من حقه علينا أن نحترمه ونقدره ونذكر عطاءه ومواقفه، ونحن بصدد تنفيذ الاستحقاق الدستورى لانتخابات الرئاسة القادمة، فقد تقدم ليكون محاميا عن وطنه ومجتمعه في قضية الإخوان الذين سعوا لتدمير مصر، وواجه سيف الجماعة بقلمه المجرد حيث (...)
منذ قيام دولة إسرائيل الصهيونية سنة 1948، تسارع الإعداد الغربى لتأسيس الطبعة الإسلامية المناظرة لها في مصر على يد تنظيم الإخوان، وذلك لتبرير وجود دولة يهودية في المنطقة، واستدعاء وتأجيج الصراع الدينى التاريخى بين المسلمين واليهود، الذي يتم خلاله دعم (...)
سمتٌ غير سمت المصريين يسمونه السمت الإسلامى، وزى مغاير لزيهم يدعونه الزى الشرعى، ومساجد لهم غير مساجد المصريين التي يصفونها بمساجد الضرار، ويكفرون الناس ويفسقونهم ويبتعدون عن معاملتهم، وإنى لأعجب من حضرات النساء التابعات لهؤلاء الأفغان المتمصرين كيف (...)
احتفى فلاسفة اليونان القدماء وخصوصا أفلاطون وأرسطو بحالة الدولة كمدينة فاضلة تنبع من مفهومٍ فلسفي وأخلاقى، واهتم الرومان بكيان الدولة القانوني والسياسي كحالة وظيفية صرفة، وسعى المنهجان لترشيد السياسة والحكم سواء بإضفاء البعد الأخلاقى الإنسانى أو (...)
قبل 30 يونيو 2013، لم يواجه الشعب المصرى الإخوان أبدًا بل واجهتهم الحكومات المتعاقبة طوال تاريخهم الدموى، فكانت أول مواجهة حكومية حقيقية مع تنظيم الإخوان سنة 1948، بعد أن انكشفت محاولة تكوين جيش مسلح خاص بها في حرب فلسطين، تحت زعم الجهاد ضد العصابات (...)
إنها أشرس حرب تخوضها مصر منذ حرب التتار، لقد حاربت مصر في 56 و67 و73 وفقدت الآلاف من خيرة شبابها الطاهر ضد عدو واضح في عدائه، محدد في عدده وعتاده وأسلوب قتاله، كان لمصر الشرعية القانونية والدولية في صد ذلك المعتدى الأثيم، وكانت حروب محدودة الساحة (...)
نعمة العدو
أخيرًا، قررت مصر مواجهة أعدائها الحاقدين بعد أن جرأهم عليها حقب طويلة سادت فيها مظاهر الضعف والاستكانة والخنوع في مواقفها الإقليمية والدولية، ومن فرط استهانتهم بها قرروا استهداف كيانها ذاته مستكبرين عليها لا يخفون مكرهم وبغضهم وعداوتهم (...)
لم تشكل جماعة الإخوان إلا حلقةً من حلقات المخطط الغربى الكبير لتقسيم المنطقة العربية إلى دويلات طائفية متناحرة، ولا يعنى سقوطها السياسي المدوى في مصر نهايةً لهذا المخطط ووأدًا له، فتغيير التكتيك في إطار الخطة الكبرى لهذا المشروع بات ملحًا عند مراكز (...)
خونةٌ هم منذ نشأتهم .. ففى أرض الجزيرة العربية كانت بدايتهم مع عبد العزيز بن سعود سلطان نجد سنة 1911 كجماعة دينية على النسق الوهابى تتكون من البدو الرٌحَّل، حيث أنشأ لهم قرى لإقامتهم وتأليف قلوبهم، وقربهم إليه وجعلهم ذراعاً عسكرياً باطشاً لتأديب (...)
مثلما نجح الإغريق في خداع أهل طروادة فأدخلوا حصانهم العملاق داخل مدينتهم فدمروها بليل.. أفلح الوهابيون منذ سبعينيات القرن الماضى في إدخال السلفيين بمصر تحت غطاء الدين، ولم يلبثوا إلا قليلًا حتى ظهر وجههم الإرهابى الحقيقى متمثلًا في الجماعات (...)
كتبت في ذلك المكان قبل انفجار الثورة بأسبوعين ما نصه: (المشكلة الكبرى في مصر تكمن في استمرار النظام الإخوانى في سياسة تقسيم المجتمع في وقت هو أحوج ما يكون فيه للاتحاد، وإصراره على كبح الحالة الثورية المتأججة، ومحاولة تحويلها لمجرد عملية إصلاح مؤسسى، (...)
إقصاءٌ وبغضٌ وكراهية واستعلاء وكذب وتهديد وتخوين ووعيد وتحقير وتجهيل وتكفير ثم قتل مع سبق الإصرار والترصد، عدوانية مقيتة تسود مجتمعاتنا ولا يمكن أن يتمثل خلق المسلم الحق بخصلة منها لأن تعاليم دينه تأباها وصحيح إيمانه يرفضها، إن شيوع تلك المفاهيم (...)