تعرف على آخر موعد للتقديم بموقع التنسيق الإلكترونى لتقليل الاغتراب    الأنبا ثيئودوسيوس يترأس القداس الإلهي بكنيسة العذراء مريم بفيصل    رئيسة القومي للمرأة تهنئ المستشار محمد الشناوي بتوليه رئاسة هيئة النيابة الإدارية    سعر الدولار اليوم الأحد 17-8-2025 أمام الجنيه المصري فى منتصف التعاملات    وزير السياحة: نساند المؤثرين وصناع المحتوى الرقمي ونقدر دورهم في الترويج للمقاصد السياحية    التعليم العالي: انطلاق أولى فعاليات التدريب لطلاب مبادرة كن مستعدا بجامعات مصر    مدير عام الطب البيطري سوهاج يناشد المواطنين سرعة تحصين حيواناتهم ضد العترة الجديدة    محافظ القاهرة: بعض سكان مدينة معا أنشأوا أكشاكا وسرقوا كهرباء وتم إزالتها    شئون البيئة بالشرقية: التفتيش على 63 منشآة غذائية وصناعية وتحرير محاضر للمخالفين    عاجل| صرف 1000 جنيه منحة المولد النبوي لهذه الفئات    بكتيريا قاتلة مرتبطة بصابون أطباق تحصد حياة رضيعين فى إيطاليا والسلطات تحقق    إنفانتينو عن واقعة ليفربول وبورنموث: لا مكان للعنصرية في كرة القدم    حماس: مصادقة رئيس الأركان الإسرائيلي على خطط احتلال مدينة غزة إعلان لبدء موجة جديدة من الإبادة    اللواء محمد إبراهيم الدويري: أوهام «إسرائيل الكبرى» لن تتحقق وتصريحات نتنياهو تدق ناقوس الخطر عربياً    تقارير: لانس يرغب في ضم مصطفى محمد    المجر تحتل المركز السابع فى بطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عاماً    على خطى بالمر.. هل يندم مانشستر سيتي وجوارديولا على رحيل جيمس ماكاتي؟    مصر تحصد ذهبية التتابع المختلط بختام بطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 عامًا    الجوازات تواصل تسهيل خدماتها لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة    الداخلية تكشف حقيقة فيديو "محاولة خطف طفل" بالقاهرة    عاجل| قرار وزاري جديد بشأن عدادات المياه المنزلي والتجاري    أمن قنا يكثف جهوده لضبط مطلقي النيران داخل سوق أبودياب    قبل الجنازة بساعات.. الفنانون يودعون مدير التصوير تيمور تيمور برسائل مؤثرة    الخارجية الروسية تتوقع فوز خالد العناني مرشح مصر في سباق اليونيسكو    الليلة.. افتتاح الدورة الثالثة من ملتقى السمسمية بالإسماعيلية    25 باحثا يتناولون تجربة نادي حافظ الشعرية بالدراسة والتحليل في مؤتمر أدبي بالفيوم    أحمد سعد يغني مع شقيقة عمرو «أخويا» في حفله بمهرجان مراسي «ليالي مراسي»    136 مجلسا فقهيا لمناقشة خطورة سرقة الكهرباء بمطروح    «الرعاية الصحية» تطلق مبادرة NILE وتنجح في أول تغيير لصمام أورطي بالقسطرة بالسويس    مدير فرع الرعاية الصحية بالإسماعيلية يتفقد مستشفى القنطرة غرب المركزى    الأونروا :هناك مليون امرأة وفتاة يواجهن التجويع الجماعي إلى جانب العنف والانتهاكات المستمرة في غزة    موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 للثانوية العامة والكليات المتاحة    حزب الجبهة الوطنية: تلقينا أكثر من 170 طلب ترشح لانتخابات مجلس النواب    وزير التعليم العالي يبحث تعزيز التعاون مع الإمارات ويتابع تنفيذ فرع جامعة الإسكندرية بأبوظبي    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يعلن تفاصيل مسابقة "أبو الحسن سلام" للبحث العلمي    مدير تعليم القليوبية يكرم أوائل الدبلومات الفنية على مستوى الجمهورية    المفتي يوضح حكم النية عند الاغتسال من الجنابة    مصرع 3 عناصر إجرامية في تبادل إطلاق نار مع الشرطة بأسيوط    وزير الصناعة والنقل يتفقد معهد التبين للدراسات المعدنية التابع لوزارة الصناعة    930 ألف خدمة طبية بمبادرة 100 يوم صحة في بني سويف    الصحة: 30 مليون خدمة طبية للمواطنين خلال النصف الأول من 2025    مركز تميز إكلينيكي لجراحات القلب.. "السبكي" يطلق مبادرة لاستعادة "العقول المهاجرة"    صحفي فلسطيني: أم أنس الشريف تمر بحالة صحية عصيبة منذ استشهاد ابنها    مرصد الأزهر: تعليم المرأة في الإسلام فريضة شرعية والجماعات المتطرفة تحرمه بقراءات مغلوطة    يسري جبر: الثبات في طريق الله يكون بالحب والمواظبة والاستعانة بالله    دعوى قضائية أمريكية تتهم منصة روبلوكس ب"تسهيل استغلال الأطفال"    إصلاح الإعلام    فتنة إسرائيلية    صفقات الأهلى الجديدة قنبلة موقوتة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    "يغنيان".. 5 صور لإمام عاشور ومروان عطية في السيارة    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    «ميلعبش أساسي».. خالد الغندور يهاجم نجم الزمالك    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    هيئة الأركان الإيرانية تحذر الولايات المتحدة وإسرائيل: أي مغامرة جديدة ستقابل برد أعنف وأشد    "زيزر صنع فارق وتريزيجيه لم يقدم المنتظر"..نجم الزمالك السابق يعلق على أداء الأهلي ضد فاركو    نتنياهو: لا اتفاق مع حماس دون إطلاق الأسرى دفعة واحدة ووقف الحرب بشروطنا    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث انقلاب دراجة بخارية بأسوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جولدا مائير .. المرأة الرجل و أم إسرائيل

في ظل الانتخابات العامة الإسرائيلية المزمع إقامتها يوم 22 يناير (كانون الثاني) القادم و مع دخول زعيمة حزب (الحركة) تسيبي ليفني لدائرة الصراع البرلماني الإسرائيلي و الذي بدوره يحسم هيكلة تشكيل الحكومة المزمع تكوينها بناءً على انتخابات الكنيست الإسرائيلي و في حالة فوزها بأغلبية المقاعد و وصولها إلى منصب رئيس الوزراء فستكون المرأة الثانية التي ستتولى أمور إسرائيل مذكرةً العالم بأم إسرائيل (جولدا مائير).
ولدت (جولدا موبوفيتش) يوم 3 مايو من عام 1898 بمدينة كييف بأوكرانيا التي كانت تابعة لروسيا لأب يدعى (موشيه موبوفيتش) كان يعمل نجارًا و توفي عام 1944 و أم تدعى (بلوم نيديتش) توفيت عام 1951 و في تاريخ وفاة الأبوين نجد أنهما عاصرا قصة صعود إبنتهما المتوازي في عالم السياسة ما قبل و بعد قيام دولة إسرائيل ، كانت روسيا في فترة القيصرية تضطهد اليهود إضطهادًا كبيرًا و تعرض منزل (موشيه موبوفيتش) للتحطيم أيام كانت جولدا في طفولتها المبكرة و هذا الموقف ر سم بذهنها حتى أخر لحظة من حياتها أثرًا عميقًا في السعي لإقامة دولة إسرائيل و الحفاظ عليها بعد إقامتها.
بسبب إضطهاد روسيا القيصرية لليهود في أوائل القرن العشرين أثر ذلك على مصادر رزق اليهود المقيمين بروسيا مما دفع (موشيه موبوفيتش) بالرحيل وحده إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1903 تحديدًا بولاية (نيويورك) و رحلت باقي العائلة ل(بينسك) بروسيا عام 1905 حيث عائلة أم (جولدا موبوفيتش) و ظل الأب يسعى لجلب الرزق ببلاد العم سام حتى جاء عام 1906 الذي يُعد نقطة تحول لتلك العائلة حيث إنتقل (موشيه موبوفيتش) إلى مدينة (ميلواكي) بولاية (ويسكونسن) الأمريكية ليجتمع شمل الأسرة مرةً ثانية و تذهب إليه في الولايات المتحدة الأمريكية و تلتحق (جولدا موبوفيتش) بمدرسة المعلمات عام 1906 و ظلت بها حتى عام 1912.
في عام 1912 ألتحقت بمدرسة (الشمال التقسيمية العليا) و عملت بجانب دراستها لأن بداخلها حافز و هدف و هو الوصول إلى أرض الميعاد و كانت بطبعها متمردة حيث نصحتها أمها بترك المدرسة لكي تتزوج لكن (جولدا) رفضت هذا الفكر التقليدي و قطعت تذكرة إلى مدينة (دينفر) بولاية (كولورادو) لتمكث مع أختها المتزوجة (شينيا كورنجولد) و أثناء تواجدها بكولورادو وجدت نفسها مع ما تصبو إليه بأن تكون امرأة غير عادية حيث كانت تحضر الندوات و المناظرات عن الصهيونية و ألتحقت بعضوية جمعيات صهيونية نسائية تشجع النساء على الهجرة إلى أرض الميعاد حيث كانت الدعوات الذكورية أكثر وضوحًا في مسألة الهجرة إلى فلسطين و هنا كانت المقارنة واضحة بين جولدا و شقيقتها فجولدا تبحث عن الذات بالمناظرات و المناقشات السياسية و الأدبية و شقيقتها ترعى الأولاد.

أثناء مكوثها بكولورادو تعرفت على شاب يعمل خطاطًا يُدعى (موريس موريسون) و كانت بينهما قصة حب كبيرة و في عام 1913 عادت (جولدا) إلى مدرستها (الشمال التقسيمية العليا) و تخرجت منها عام 1915 و قصة حبها مستمرة مع (موريسون) و في نفس الوقت قصة حبها مع الحلم في إزدياد و قوة بإلتحاقها بجمعيات صهيونية نسائية بإتجاهات مختلفة ما بين العلمانية و الليبرالية و الإشتراكية ك(الحركة الشبابية العمالية الصهيونية) و (الحركة الصهيونية الاجتماعية) و غيرها من الحركات و كانت جولدا تقوم بدور استقبال القادمين من فلسطين من اليهود لشرح تجاربهم بأرض الميعاد لتحفيز اليهود المتواجدون بأمريكا للهجرة إلى هناك.
في عام 1917 تعلمت (جولدا موبوفيتش) اللغة اليديشية و هو فرع من اللغة العربية يتحدث بها يهود ألمانيا و روسيا و ذلك في أحد المعاهد المتخصصة في تلك اللغة بولاية (ميلواكي) و من خلال نشاطاتها الاجتماعية عزمت (جولدا) على الذهاب إلى أرض الميعاد عام 1917 و لكن لعدم وجود خطوط جوية بالمطارات الأمريكية أثناء الحرب العالمية الأولى تأجل الحلم إلى أن تزوجت من محبوبها (موريس موريسون) في نفس العام و كانت هي مصممة على الهجرة أما هو فكان راضيًا بالعيش بأمريكا و لعدم وجوجود طموح سياسي لديه فلم يكن متحمسًا للفكرة إلى جانب ولعه بالموسيقى و الشعر و كان من أشد الشغوفين بأشعار عمر الخيام و ظلت تقنعه بالرحيل إلى أرض الميعاد إلى أن تم ذلك عام 1921.
عند وصول (جولدا موبوفيتش) لفلسطين إنضمت هي و زوجها إلى (الكيبوتس) التابعة للهستدروت و هو (الاتحاد العام للعمال) حيث كانت سمات الإشتراكية سائدة في الكيبوتس و الذي يدعو للعمل الجماعي و عملت (جولدا) بجمع المحاصيل و تغذية و رعاية الدواجن و كانت تساهم في حل المشاكل التي كانت تواجه النساء في (الكيبوتس) و ظلت هي و زوجها بذلك المعسكر حتى عام 1924 حيث إنتقلوا إلى (تل أبيب) ثم (القدس) و أنجبا ولد و بنت هما (مناحم 1924) و (ساره 1926).
في عام 1928 تم انتخابها كسكرتيرة ل(الاتحاد النسائي العمالي) و أبلت في منصبها بلائًا حسنًا و طُلب منها عام 1932 بالذهاب إلى أمريكا لتلقي أكبر قدر من التدريبات في العمل النسائي و لخبرتها الكبيرة في الحياة بأمريكا و كان معها ولداها و ظل (موريسون) بالقدس و كانت الحياة بينهما تتسم بالإنفصال الجسدي لكنهم لم ينفصلا كزوجان لأن طموح جولدا كان أكبر من طموح موريسون مما أدى إلى وجود خلافات كبيرة بينهما و في عام 1934 عادت إلى القدس مرةً أخرى و إنضمت إلى اللجنة التنفيذية بالهستدروت و تولت بعد ذلك رئاسة القسم السياسي بالهستدروت و كأنها تُعد نفسها للمستقبل الحافل الذي ينتظرها في عالم السياسة. في عام 1938 بعد مأساة الهولكوست التي وقعت لليهود بألمانيا و النمسا و أوروبا الشرقية من خلال هتلر و التي جعلت عدد كبير من اليهود يفرون من تلك البلاد مما جعل الرئيس الأمريكي (فرانكلين روزفلت) يدعو إلى مؤتمر(إيفان) بفرنسا لبحث مشاكل اليهود و كيفية إستقبال الدول لهم كلاجئين من خلال دعوته ل32 دولة و كانت جولدا مراقبة بالمؤتمر و وجدت دعوة روزفلت للدول المشاركة بأن تأخذهم كلاجئين فلم يوافق من الدول سوى دولة جمهورية الدومنيكان التي قبلت 100,000 لاجيء يهودي مما أثار إستعادة الذكريات الأليمة لطفولة جولدا حينما قالت في حوار صحفي (إنني أتمنى أن أرى قبل موتي أهلي و عشيرتي لا يشحذون العطف و الرجاء من أي أحد) و هنا كانت الدعوة لإقامة دولة إسرائيل.
في فترة الأربعينات كان لجولدا دور كبير في توصيل القضية لدى الأوساط العالمية و في عام 1946 قامت قوات الإنتداب البريطاني بفلسطين بالقبض على منظمة (ييشوف) أو (التسوية) التي كانت تسعى إلى إتيان الهجرات اليهودية إلى فلسطين منذ عام 1880 و كان من ضمن أعضائها (موشيه شاريت) و تم القبض عليه أثناء توليه الوكالة اليهودية فتولت (جولدا) رئاسة الوكالة اليهودية و كان لها دور كبير في المفاوضات بين اليهود و قوات الإنتداب البريطاني كما كان يفعل (موشيه شاريت) الذي لعب دورًا في عملية التقسيم الذي صدر من الأمم المتحدة في نوفمبر 1947 ، لتكون البادرة في عام 1948 بتهجير عدد كبير من يهود أمريكا لفلسطين حيث وصل عددهم لسبعة ملايين مهاجر مما جعل (ديفيد بن جوريون) يقول (إن جولدا لها دور كبير في جلب الأموال من أجل إقامة إسرائيل و لو عاد بها الزمن للماضي لفعلت أكثر من ذلك) و قامت في نفس العام بالتنكر في زي امرأة عربية حيث ذهبت للملك عبدالله بعمان في 10 مايو 1948 و أجرت معه اجتماعًا سريًا طلبت منه عدم الإنضمام إلى العرب في حربهم بفلسطين ضد اليهود فقال لها الملك عبدالله (عليكم بتأجيل إعلان دولتكم مدة بسيطة و عليكم ألا تتعجلوا بالإعلان عنها) فردت عليه (لقد إنتظرنا 2000 سنة لتلك اللحظة فهل هذا تعجل؟!).
كانت جولدا مسئولة عن عملية طرد الفلسطينيين من أراضيهم عام 1948 و سميت تلك الحركة ب(الخروج العربي) مثلما كان هناك خروج يهودي و جاء يوم 15 مايو 1948 ليعلن (ديفيد بن جوريون) عن قيام دولة إسرائيل و كانت جولدا في هذا الإعلان حيث قالت (عند توقيعي على هذا البيان الذي أعلن قيام إسرائيل بكيت من الفرحة حيث كنت أنتظر هذا اليوم و أنا طالبة بأمريكا حينما درسنا بيان إعلان الإستقلال الأمريكي من الإحتلال البريطاني) ، حدثت حرب فلسطين عام 1948 بمشاركة جيوش مصر و إمارة شرق الأردن و سوريا و لبنان و العراق و إنتهت المعركة بهزيمة الجيوش العربية ليتم توكيد الكيان الصهيوني بأنيابه على الأراضي الفلسطينية و يتم تعيين جولدا موبوفيتش سفيرةً فسرائيل بكييف بالاتحاد السوفيتي مسقط رأسها و تستقبل هناك إستقبال الأبطال.
في عام 1949 تم تعيينها وزيرةً للأشغال بحكم إرتباطها بحزب (الماباي) و لميولها الإشتراكية و ظلت بهذا المنصب حتى عام 1956 و بعد إعتزال موشيه شاريت الحياة السياسية و تركه حقيبة وزارة الخارجية تولت جولدا مائير وزارة الخارجية و في عام 1951 توفي زوجها (موريس موريسون) و طبقًا للقانون الإسرائيلي بحمل المواطنين الإسرائيليين أسماءً عبرية فتم تغيير اسمها من (جولدا موبوفيتش) إلى (جولدا مائير) طبقًا للغة اليديشيية و قام باختيار هذا الاسم (ديفيد بن جوريون) من اسم (موريسون) و قال أن معنى مائير في اليديشية تعني الأضواء و بالتالي هي سيدة الأضواء على حسب زعمه.
فازت (جولدا مائير) بعضوية الكنيست عام 1949 تبع حزب الماباي و تولت وزارة الخارجية من عام 1956 حتى عام 1966 و كان لها دور كبير في العلاقات الخارجية مع أمريكا و فرنسا و إنجلترا و البلاد الأفريقية و الأسيوية و كان لها دور عام 1958 في جلب المساعدات الأمريكية لإسرائيل في النواحي العسكرية و الاقتصادية و السياسية و تعرضت عام 1957 إلى إصابة في قدمها من شظايا قنبلة أُلقيت بالكنيست أثناء المناظرة القائمة بين (ديفيد بن جوريون) و (موشيه كارميل) أُلقيت من شاب يناهز من العمر 25 سنة يدعى (موشيه دويك) من مدينة حلب قيل أنه مختل عقليًا.
أعتزلت مائير الحياة السياسية و تركت وزارة الخارجية لظروف صحية عام 1966 و لكنها سرعان ما عادت للحياة السياسية متولية السكرتارية العامة لحزب (الماباي) لكي تقف بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي (ليفي إشكول) أثناء معركته الحزبية و كان لها نشاط كبير في الكنيست الإسرائيلي و ظلت وزيرة في وزارات متوالية مابين بن جوريون و شاريت و إشكول و في عام 1969 توفي (ليفي إشكول) إثر أزمة قلبية و هو في مكتبه فتم إختيار حزب الماباي لجولدا مائير لتتولى رئاسة الوزراء كأول امرأة في إسرائيل تتولى هذا المنصب و يكون ترتيبها الرابع في رئاسة الوزراء و كانت فترة النصف الثاني من الستينات هي فترة تولي السيدات المناصب الوزارية في العالم حيث كانت أنديرا غاندي أول امرأة تتولى رئاسة وزراء الهند عام 1966 و سبقتهما في عام 1960 رئيسة وزراء سيريلانكا (سيرامافو باندارانيكي) ليكون أبرز و أصعب قرار لمائير هو ضرب المسجد الأقصى الذي واجه حريقًا هائلاً في جزئه الشرقي و كان من ضمن الأشياء التي أحترقت هو منبر صلاح الدين الذي عانى في بعض أجزائه من الحريق و هنا قالت مائير (شعرت بالخوف و لم أنم بعد هذا الحريق و قلت ستنتفض الأمة العربية ضدنا و جاء اليوم التالي فشعرت بالراحة و السخرية لأنني وجدت أن تلك الأمة نائمة).
ساهمت أيضًا في إزدياد الهجرات من أوروبا إلى إسرائيل و كانت مسئولة عن الهجرات السوفيتية إلى إسرائيل في 1969 و 1970 و صل إلى 200,000 يهودي سوفيتي حتى عام 1973 و قامت مائير بعمل رحلة مكوكية حول العالم للوصول إلى مبادرة سلام توقف نزيف حروب الإستنزاف التي أدت إلى خسائر جسيمة لإسرائيل و التي كانت بمثابة الرد على هزيمة 1967 التي مني بها العرب غدرًا من البراثن الإسرائيلية و كانت الرحلات موجهة بين أمريكا بمقابلتها ريتشارد نيكسون و رومانيا بمقابلتها تشوشيسكو و الأب بول السادس بابا الفاتيكان و ساهمت في توطيد العلاقات بين ألمانيا الغربية و إسرائيل بزيارة المستشار الألماني (ويلي براندت) إسرائيل مما أدى إلى أن قام مناحم بيجن زعيم حزب (الجاحال) الجناح اليميني لحزب (حيروت) المعارض بمعارضة خطوة مائير نحو السلام و التي لم تلقى ترحيبًا من العرب إلا أن جاءت مبادرة روجرز التي أوقفت النيران بين العرب و إسرائيل و التي قبلها جمال عبد الناصر لإستكمال بناء حائط الصواريخ.
في عام 1972 حدثت واقعة (حادثة مينويخ) التي قامت بها المقاومة الفلسطينية ضد بعثة إسرائيل الرياضية الذاهبة إلى الأولمبياد مما جعل مائير تقرر بعمل عملية (سبتمبر الأسود) ضد منظمة التحرير الفلسطينية و القيادات الجهادية في فلسطين كعملية محرقة موسادية منظمة للمقاومة الفلسطينية و في عام 1973 كانت هناك محاولات من قِبل كيسنجر وزير خارجية أمريكا لعمل تسوية سلمية بين العرب و إسرائيل و كانت هناك محاولات مع السادات في فبراير 1973 للوصول إلى حل سلمي و الذي قبله السادات لكن رفضته جولدا مائير و موشيه ديان مما أعطى الفرصة للسادات في أن يضرب ضربته يوم 6 أكتوبر 1973 في حرب (يوم كيبور) التي كانت بمثابة الوفاة السياسية لجولدا مائير حيث إتهمها الشعب الإسرائيلي بالتقصير و كانت أيضًا الوفاة العسكرية لديان لتحدث إنشقاقات بحزب الماباي و تظل مائير رئيسة لوزراء إسرائيل بعد انتخابات الكنيست لكنها وجدت شعبيتها في ضآلة فقامت بتقديم إستقالتها عام 1974 في يونيه إلى جانب سوء حالتها الصحية على الرغم من بكائها الشديد التي بكته لنيكسون عقب حرب أكتوبر حيث قالت له (إنقذوا إسرائيل) و قام بإمدادها بالجسر الجوي الذي تسبب في ثغرة الدفرسوار بالأقمار الصناعية لتحفظ ماء وجه إسرائيل من هزائم أخرى مخبئة في جعبة القدر و تظل مسئولة عن الهجرات السوفيتية لإسرائيل و تبتعد عن الأضواء إلى أن جاءت مبادرة السادات في القدس 1977 لتحضر خطابه بالكنيست يوم 21 نوفمبر و تحضر المؤتمر الصحفي لحزب العمل و كان قائد المؤتمر الصحفي شيمون بيريز و داعبت مائير السادات و هي في المؤتمر قائلة له (بعد تحقيق مبادرة السلام التي قمتم بها فمن سيدة عجوزة إلى الجد العجوز أقدم لك هدية لحفيدتك المولودة الجديدة كبادرة لسلام فعلي) و عند مصافحة السادات لها ذهابًا و إيابًا كانت الأجواء كلها تصفق لتلك اللحظة التاريخية التي شُبهت بلحظة صعود الإنسان للقمر.
تلك هي آخر لحظة سياسية حضرتها مائير و ظلت طريحة الفراش حتى شاركت في إحتفالات 30 عامًا على قيام إسرائيل عبر شاشات الفضائيات حيث كانت تتحاور مع المطربة بربرا سترايسند و تلك هي اللقطة الأخيرة لمائير في 15 مايو 1978 إلى أن توفيت من مرض اللوكيميا يوم 8 ديسمبر 1978.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.