القصف السوري على الأراضي التركية (صورة أرشيفية) أصدر مجلس الأمن الدولي مساء أمس وبعد مفاوضات شاقة وطويلة بين الدول الغربيةوروسيا، بيانا يندد بالقصف السوري على قرية تركية حدودية ويدعو البلدين الجارين إلى ضبط النفس. ودان مجلس الأمن في بيانه "بأشد العبارات إطلاق القوات المسلحة السورية قذائف" على بلدة اكجاكالي التركية القريبة من الحدود في حادث أسفر عن مقتل خمسة مدنيين أتراك. وطلب أعضاء مجلس الأمن ال15 "وقف مثل هذه الانتهاكات للقوانين الدولية فورا وعدم تكرارها"، وطالب البيان "الحكومة السورية بالاحترام الكامل لسيادة جيرانها وسلامة أراضيهم"، داعيا إلى "ضبط النفس". وردا على سؤال حول هذه النقطة، أوضح سفير جواتيمالا جيرت روزنتال الذي تترأس بلاده مجلس الأمن لشهر أكتوبر أنه طلب "موجه إلى البلدين". وكانت تركيا قد ردت على القصف السوري بقصف مواقع عسكرية سورية على الحدود. وأوضح روزنتال أن "هذا الحادث يجسد الأثر الخطير للأزمة في سوريا على أمن جيرانها والاستقرار والسلام في المنطقة". ومن المتوقع، بحسب دبلوماسيين، أن يصدر مجلس الأمن صباح اليوم بيانا يدين الهجمات التي وقعت في حلب شمال سوريا الأربعاء الماضي وأوقعت ما لا يقل عن 48 قتيلا معظمهم من العسكريين. وهذه الإدانة التي تطالب بها دمشق هي بمثل تنازل لروسيا حليفة نظام الرئيس بشار الأسد والاتفاق عليها سهل التوصل إلى تسوية بعد ساعات من المفاوضات. وسعت روسيا طوال نهار أمس للتخفيف من حدة رد فعل المجلس حماية لحليفها السوري، وفق ما أوضح دبلوماسيون غربيون. وكان نص أول رفضته موسكو يصف القصف السوري بأنه "تهديد خطير للسلام والأمن الدوليين" ولم يكن يدعو إلى ضبط النفس. ومارست روسيا مع الصين حق النقض (الفيتو) لوقف ثلاثة قرارات غربية في مجلس الأمن كانت تنص على معاقبة دمشق منذ بدء الأزمة السورية في مارس 2011. وأقر السفير البرتغالي جوزيه فيليبي مورايس كابرال بأنه كان يترتب على المجلس إصدار بيان "وإلا لكنا وضعنا أنفسنا في موقف مثير للسخرية". وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس عن "قلقه إزاء تصعيد التوتر" على الحدود بين البلدين، داعيا إياهما إلى "التحلي بأقصى حد ممكن من ضبط النفس". واعتبر أن تبادل القصف عبر الحدود المشتركة منذ الأربعاء الماضي يعكس مخاطر انتشار النزاع المستمر في سوريا منذ نحو 19 شهرا إلى المنطقة برمتها. وقال المتحدث باسم الأمين العام مارتن نسيركي إن موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اتصل بالمسؤولين الأتراك والسوريين "لتشجيعهم على خفض حدة التوتر". وكانت تركيا قد وجهت رسالة إلى مجلس الأمن تطلب فيها "اتخاذ التدابير الضرورية لوضع حد لهذه الأعمال العدوانية ولضمان أن تحترم سوريا سيادة تركيا وأمنها وسلامة أراضيها"، فيما أعلنت دمشق فتح تحقيق في الحادث. وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس أن بلاده "لا تنوي خوض حرب مع سوريا"، وذلك بعدما أذن البرلمان التركي للحكومة بتنفيذ عمليات عسكرية في سوريا ردا على القصف السوري. وقال أردوغان "كل ما نريده في هذه المنطقة هو السلام والأمن.. تلك هي نيتنا"، لكنه لفت إلى أن "الجمهورية التركية دولة قادرة على حماية مواطنيها وحدودها"، محذرا من "اختبار عزيمتنا في هذا الشأن". من جهته، أكد السفير السوري لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري للصحفيين، أن سوريا "لا تسعى وراء التصعيد مع أي من جيرانها بما في ذلك تركيا"، مضيفا "في حال وقوع حادث حدودي بين دولتين، يجب أن تتحرك الحكومتان بطريقة حكيمة وعقلانية ومسؤولة". لكن حين سئل عن احتمال تقديم اعتذارات سورية وفق ما ذكرت أنقرة، اكتفى بالقول إن التحقيق "لم ينته بعد".