القدرة على التحكم في النفس، وتهذيب رغباتنا، وعدم الانسياق وراءها حتى لا تتحكم فينا، هو أصل الحكمة من الصيام، فلقد فرض الله علينا الصيام حتى نستطيع تهذيب نفوسنا، وهذه الملكة تأتي بالتدريب والتعلم، والفضل يرجع في اكتساب هذه الفضيلة للأم، فهي من تعودنا منذ صغرنا على ذلك، وهي أيضا من يمكنها أن تخرج جيلا لا يستطيع التحكم في رغباته وأهوائه. وتؤكد الخبيرة النفسية سهام حسن، أن هناك أساليب تربوية يمكن من خلالها أن تعود الأم أبناءها على الصبر، والتحكم في النفس، وتهذيب الرغبات، ويبدأ الأمر بعدم التعجل في تقديم المساعدة لطفلك كلما لجأ إليكِ، فاجعليه ينتظرك حتى تتفرغي له، ولتجعليه ينشغل بأحد الأمور حتى تفرغين مما تفعلينه، كمشاهدة التليفزيون أو العودة لألعابه. وتضيف أنه يجب تحديد الوقت الذي ينتظرك فيه الطفل، حتى يتعلم الالتزام، وتقدير الوقت، فإما أن تحددي الوقت كأن تمنحي نفسك 10 دقائق أو ربع ساعة حتى تفرغين من مهامك، أو أن تخبريه بأن ينتظرك حتى تفرغي على سبيل المثال من إعداد الغداء. وتشدد الخبيرة النفسية على ضرورة الالتزام بالوقت الذي حددتيه لطفلك، وأن تتفرغي وقتها له بالفعل، وتستمعي لمطالبه، حتى تعوديه على الوثوق في وعودك، وبالتالي يعطيه ذلك دفعة للانتظار، والصبر، وستجديه المرة القادمة أكثر صبرا وهدوءا في انتظارك. وتنصح الأمهات بمشاركة أطفالها للقيام ببعض الأنشطة التي تحتاج الصبر لإتمامها، والتي تؤتي ثمارها سريعا، كزراعة النبات، حيث عليه أن يضع البذور، وأن يظل ملتزما بسقاية الأرض حتى تظهر النبتة، وأن يظل يسقيها حتى يراها تكبر أمامه. وتؤكد أن تنظيم الوقت واحترام المواعيد، والالتزام بها يعود الطفل على الصبر والتحكم في النفس، لذلك ضعى له جدولا محددا بالمواعيد لما يمارسه من أنشطة ومهام في اليوم، كأن تخصصين أوقات معينة لمشاهدة التليفزيون، وأخرى للعب على الكمبيوتر، مع ضرورة الالتزام بهذا الجدول. وأخيرا تشدد الخبيرة النفسية على ضرورة امتداح الطفل على التزامه بالانتظار، والصبر على طلباته، حتى يشعر بأن ما فعله كان محل تقدير واحترام، مما يدفعه لمزيد من الالتزام.