أكدت مصادر كنسية مطلعة ان الرئيس المصري محمد مرسي لن يحضر قداس عيد القيامة المجيد والمزمع اقامته بالكاتدرائية المرقسية مساء اليوم السبت، وانه سوف يكتفي بارسال برقية تهنئة وايفاد مندوب رئاسي لحضور القداس، الامر الذي ادى الى تصاعد غضب نشطاء وسياسيين اقباط، خاصة بعد صدور فتوى من عبدالرحمن البر الذي يوصف بانه مفتي الاخوان المسلمين بعدم جواز تهنئة الاقباط بعيد القيامة. من ناحيته، استبعد المفكر القبطي جمال أسعد في تقرير لصحيفة "الوطن" الكويتية اليومية , ان يزور الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الكاتدرائية المرقسية أثناء قداس عيد القيامة للتهنئة بالعيد، مؤكدا ان الرئيس لم يحضر حفل تجليس البابا تواضروس أو قداس عيد القيامة ولم يأت للعزاء بشهداء الخصوص والكاتدرائية في الوقت الذي زار فيه طلاب الأزهر أثناء حادث التسمم، وهو الأمر الذي يؤكد أنه ليس رئيسا لكل المصريين ولكنه مندوب جماعة الاخوان المسلمين في الرئاسة. واستشهد أسعد بفتوى الدكتور عبدالرحمن البر، القيادي بجماعة الاخوان المسلمين، التي قال خلالها انه لا يجوز تهنئة الأقباط بعيد القيامة، لأن في عقيدة الاسلام سيدنا عيسى عليه السلام لم يمت أو يصلب، ونحن لا نهنئ بشيء لا نعتقده. وأضاف المفكر القبطي ان المشهد المتناقض يؤكد ان جماعة الاخوان المسلمين هي جماعة نفعية برجماتية تتخذ مبدأ التقية من الشيعة وقاعدة الضرورات تبيح المحظورات لتحقيق أهدافها، ضاربا مثالا على ذلك قائلا: «المرشد محمد بديع طلب زيارة البابا شنودة أكثر من مرة ولم يكن هناك حماس من قبل الكنيسة وتمت الزيارة وكانت آخر زيارة رسمية استقبلها البابا، والدكتور محمد مرسي عندما كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة حضر جنازة البابا شنودة وعيد الميلاد، كما زارت قيادات من مكتب الارشاد الكاتدرائية لتقديم التهنئة وكانت فتاواهم ان التهنئة من باب البر والاقساط ولكن عقب وصولهم للسلطة انقلبوا على فتاواهم وصدرت فتاوى جديدة لهم بتحريم تهنئة الأقباط. وأوضح أسعد ان تلك الفتاوى تؤكد أنه لا مبدأ لهم ولكنهم يزايدون بالفتاوى، والأمر الأكثر خطورة ان الفتاوى تأتي من جماعة تحكم مصر وتمس جزءا أصيلا من الوطن وهم الأقباط، مضيفا ان ذلك يعد تطرفا وتهريجا ومزايدة على باقي التيارات الاسلامية المتشددة. أما الناشط القبطي جون طلعت، المرشح السابق لمجلس الشعب عن دائرة الساحل، فأكد ان الدكتور محمد مرسي وسعد الكتاتني ومفتي الجماعة ذهبوا للكاتدرائية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد في عهد البابا شنودة الثالث قبيل وصولهم للسلطة حيث كانوا يتظاهرون بالود والتعايش المشترك، وكذلك زار الدكتور مرسي والمرشد البابا شنودة في الكاتدرائية أما الآن فبعد التمكين تصدر فتاوى بعدم التهنئة. وأضاف طلعت أنه بعد وصول الاخوان للحكم ووصول محمد مرسي لرئاسة الجمهورية أثبت أنه ليس رئيسا لكل المصريين بل لأهله وعشيرته. ووجه طلعت سؤالا للرئيس قائلا: «بعد ان أصبحت رئيسا هل قمت بزيارة الكاتدرائية في أي مناسبة منذ نياحة البابا شنودة الى جلوس البابا تواضروس أو أي مناسبة أخرى؟ مضيفا الاجابة لا، مضيفا ان أقباط مصر لا ينتظرون تهنئة الرئيس أو زيارته الى الكاتدرائية، مشيرا الى ان الزيارة لن تضيف للأقباط شيئا وأن عدم التهنئة لن تنتقص من أعيادهم فهم وأشقاؤهم المصريون، يتبادلون التهاني بالأعياد في المناسبات التي يحتفل بها كل مصري مسلم أو مسيحي».