بعد تنصيب بابا الفاتيكان الجديد الذي يحمل رقم 266 و هو الأرجنتيني (فرانسيس الأول) بإسمه المعمداني أما اسمه عند الولادة فهو (خورخي كاريو بيرجوليو) ليكون بابا الفاتيكان الثالث الذي يصل لهذا المنصب و يكون غير إيطالي بعد البابا يوحنا بولس الثاني البولندي الأصل و البابا بنديكيت السادس عشر الألماني الأصل بعد أن ظل هذا المنصب حكرًا للإيطاليين منذ تأسيس البابوية بالفاتيكان و ظل الإختيار إيطاليًا بشكل كلي إلى أن تغيرت السياسة نحو التركيز على من يقدم للمجمع الفاتيكاني سواء كان إيطاليًا أو من جنسية أخرى. في عام 1968 قدمت السينما بهوليوود فيلمًا مهمًا للنجم الكبير ذو الألف وجه (أنتوني كوين) بعنوان (حذاء صياد السمك) و يقصد بهذا العنوان هو منصب بابا الفاتيكان الذي شُبه بهذا الاسم و كان الفيلم يدور حول بابا كاثوليكي بالاتحاد السوفيتي ذو الاتجاه الشيوعي يُضطهد هذا البابا و يوضع في معتقلات سيبيريا الشهيرة وسط الجليد كنوع من أنواع التعذيب و كان يقوم بأعمال الحدادة وسط الجليد الشديد فإذ بالاتحاد السوفيتي يقرر بإبعاده من البلاد و إرساله للفاتيكان ليكون كردينالاً هناك. (فيلم حذاء صياد السمك الذي تنبأ باختيار بابا للفاتيكان غير إيطالي) عند وصول البابا السوفيتي المعادي للشيوعية إلى الفاتيكان تبدأ حياته الجديدة ليقابل أسقفًا ثوريًا في فكره و يواجه الأزمات بسبب أفكاره الجديدة مع الفاتيكان و تنشأ بينهما صداقة وطيدة إلى أن تأتي المفاجأة بعد وفاة بابا الفاتيكان و إجراء القرعة لاختيار البابا الجديد فإذ بالقرعة تختار الكردينال السوفيتي ليكون أول بابا غير إيطالي يتولى المنصب و الأكثر مفاجأة هو اختيار بابا الفاتيكان من دولة شيوعية لها عداء كبير بالدين فإذ بالاتحاد السوفيتي يفاجأ بهذا الإختيار و يفاجأ الأسقف بهذا الإختيار لشعوره بأن الكردينال الصديق سيتم تسييسه عبر هذا المنصب من خلال تصفيقه المتردد لهذا الإختيار . أراد البابا أن يمشي في الشوارع دون حراسات أو أية صفات رسمية حتى لا يصاب بالغرور و ظل خائفًا من هذا المنصب حتى عند محاولته الفاشلة للصلح بين الصين و الاتحاد السوفيتي بسبب خلافاتهما حول تطبيق الشيوعية بين البلدين مما جعله يصر على رفض المنصب و لكن تصر الكنيسة على أن ينصب رسميًا بابا للفاتيكان و عند أخذ التاج لم يرتديه إلى أن يشعر بمدى نجاح خطبته أو رفضها من قِبل الجمهور و قال و هو ممسك بالتاج: إنني أناشد الدول الغنية أن تعطف على الدول الفقيرة من أجل إرساء مبدأ العدل و المساواة لنرى عالمًا سويًا لا تشوبه العقد النفسية و لنرى الجنة عنوان عالمنا بشكل واقعي و حقيقي. (البابا يوحنا بولس الثاني) فإذ بالجمهور يصفق له ليؤيد إختيار أول بابا للفاتيكان من دولة شيوعية و هنا نرى أن الفيلم تنبأ بهذه النبوءة بعد وجوده بأن الشيويعية تتهاوى بأصنامها من خلال محاولة تشيكوسلوفاكيا بتحطيمها و القضاء عليها عام 1968 و تحققت النبوءة عام 1978 باختيار (كارول جوزيف فوتيلا) المعروف باسم (البابا يوحنا بولس الثاني) كأول بابا غير إيطالي من بولندا و من دولة شيوعية يحتل المقعد البابوي و ليساعد ليخ فونسا الرئيس البولندي في القضاء على الشيوعية عام 1982 و ليكون لفاونسا و بولس الثاني السبق في دق أول مسمار في نعش الشيوعية في ثمانينات القرن الماضي و يأتي بعد وفاته عام 2005 (جوزيف راتنزنغر) المعروف ب(البابا بنديكيت السادس عشر) الألماني و الذي أصبح أول بابا في تاريخ الفاتيكان يستقيل من منصبه بسبب كبر سنه ليكون المقعد متأهبًا لإستقبال أول بابا من أمريكا اللاتينية من دولة الأرجنتين و ثالث بابا من دولة غير إيطاليا يصل لهذا المنصب ليتبين لنا من خلال سياسة الفاتيكان كسر قاعدة تحديد الجنسية و يتبقى سؤالاً مهمًا: هل من الممكن أن نجد بابا الفاتيكان في المستقبل من أصول أسيوية أو أفريقية أم سيضل المنصب طريقه عن المساواة و يكون لدول بعينها؟! (البابا بينديكيت السادس عشر)