بدأ العد التنازلى لاختيار بابا الفاتيكان الجديد حيث أوشكت مراحل الاختيار التى تتسم بالتعقيد أن تصل إلى محطتها الأخيرة والمتمثلة فى اجتماع مغلق للكرادلة الناخبين وعددهم 115 كردينالا بكنيسة "سيستين" ، واجراء انتخابات سرية يكشف بعدها النقاب عن اسم الزعيم الروحى الجديد لمسيحيى العالم والخليفة رقم 266 للقديس بطرس. وهذا الاجتماع السرى لترشيح بابا الفاتيكان الجديد لا يمكن أن يبدأ بشكل رسمي الا بعد وصول جميع الكرادلة الناخبين من أنحاء العالم إلى روما، مما يعنى أنه لا يمكن تحديد موعده قبل وصولهم إلى العاصمة الايطالية روما التى تحتضن الفاتيكان.
وتجرى حاليا على قدم وساق الاستعدادت اللازمة لتلك الانتخابات حيث يتواصل مجمع الكرادلة من خلال محادثات يومية لرسم ملامح البابا الجديد والبحث عن الشخصية المناسبة لتقلد منصب البابا السادس والستون بعد المئة الثانية في الكنيسة الكاثوليكية خلفا للبابا بندكت السادس عشر الذى رأس الكنيسة الكاثوليكية ورأس دولة الفاتيكان ما يقرب من سبع سنوات ، حيث استمرت فترة حبرته من ابريل 2005 حتى فبراير 2013 ، حين اعلن استقالته من منصبه في فبراير الماضى مع بداية الصوم الكبير في المسيحية نتيجة تقدمه فى السن، ليكون بذلك أول بابا يستقيل منذ ستة قرون .
وقد أدت الاستقالة المباشرة للبابا بندكت السادس عشر إلى فراغ الكرسي البابوى من شاغله ، وعلى الفور بدأ مجمع الكرادلة عقد جلسات مكثفة لبحث التحديات التى تواجه الكنيسة فيما بدا الفاتيكان حريصا على الانتهاء من تلك الجلسات وإتمام المباحثات المتعلقة بتسميه البابا الجديد خلال أسبوع واحد فقط وقبل حلول أسبوع الآلام الذى يحتفل به مسيحيو العالم .
ولأن البابا بندكت السادس عشر اعتبر في تعليمه اللاهوتي والاجتماعي كسابقه البابا يوحنا بولس الثاني من المحافظين في الكنيسة الكاثوليكية ، فذلك يزيد من صعوبة انتخاب البابا الجديد حيث تعتمد عملية الاختيار في بعض الأحيان على جنسية الكرادلة ، وهو أمر كلاسيكي في الاجتماعات حيث أن هناك توجهات جيوسياسية واقتصادية ومالية تلعب دورا مهما فى تلك العملية.
ومن أبرز المرشحين لمنصب البابا الجديد النمساوى كريستوف شونبورن " 68 عاما " كاردينال منذ 1998 رئيس أساقفة فيينا ومن أقرب المقربين من البابا بندكت السادس عشر، والفلبينى لويس أنتونيو تاغلي " 55 عاما "كاردينال منذ 2012 رئيس أساقفة مانيلا وهو أحد أصغر كرادلة المجمع، معروف بإتقانه لوسائل الاتصالات الحديثة وبقربه للشعوب.
وبيتر توركسون المعروف بتحفظه فيما يتعلق بقضايا الأسرة، والايطالى أنجيلو سكولا الملم بحكم جنسيته بالخبايا السياسية المتعلقة بالفاتيكان، و البرازيلى بيدرو شيرر عضو في مجمع الأساقفة بين عامي 1994 و2001، والمعروف بمواقفه الثابتة وبمعرفته التامة بأسرار الفاتيكان.