تأتى اجتماعات لجنة المتابعة العربية بمقر الجامعة العربية الأحد القادم مع تساؤل المحللين هل ستظل المبادرة العربية منبرا مفيدا لتحقيق السلام في الشرق الأوسط أم هناك توجه آخر ؟ فهناك بعض المحللين يرون أن مبادرة السلام العربية تعتبر منبرا مفيدا لتحقيق السلام بل إتها إعلان للارادة العربية للتوجه نحوه فهى فرصة نحو سلام مشرف مع جميع الدول العربية بل وتعتبر خطوة الى الامام ومن هنا يطالب هؤلاء اسرائيل على المضى قدما فى خطوة مماثلة تمثل عرضا للتأثير على التغير فى اتجاه الصراع الحالى من كونه صراع مفتوح لكونة العملية السياسية التى يتم فيها دفع المتطرفين فى كلا الجانبين جانبا . ويتحقق ذلك فى رأى هؤلاء ايضا بضرورة حث وسائل الاعلام للشروع فى حملة لتعزيز السلام لا تستهدف فقط الحكومة الاسرائيلية وانما ايضا للشعب الاسرائيلى والشعوب العربية والشعب الامريكى بل ان يلعب المجتمع الدولى دورا الى الامام يكون مسؤلا وشجاعا . وهناك فريق آخر من المحللين يتوقع ألا تبقى مبادرة السلام العربية على الطاولة لأجل غير مسمى فى ضوء التطورات الأخيرة فى المنطقة وسيكون التوصل الى اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين اكثر صعوبة بصورة لا نهائية من دون دعم من الدول العربية ولهذا يطالب هؤلاء المحللون بضرورة توافق عربى خلال الاجتماع القادم وتحريك القضايا المعلقة بضمانات مؤكدة لفرض صيغة السلام العادل والشامل وذلك بتصورات للحل النهائى وبجداول زمنية حيث ان استهلاك عنصر الزمن يعنى المزيد من نهب الاراضى الفلسطينية وتهويدها وفي هذا الصدد فإن الدول العربية تتفق على مرجعية عملية السلام وهى قرارات مجلس الامن ومرجعية مؤتمر مدريد والتى لم تتحقق دون ان تتحمل امريكا مسؤليتها لأنها الطرف الذى نجح فى الإمساك بخيوط القضية ولدية القدرة على التأثير على الاطراف . وتؤكد مصر بعد ثورة 25 يناير دعمها لمبادىء السلام العربية التى ترتكز على المرجعيات الدولية والتى لا يتم لها النجاح الا باشراف دولى وبوثيقة وآليات دولية وهو ما بنت عليه الدول العربية خطابها وموقفها السياسى من خلال مبادرة السلام العربية ومما يعول عليه اصحاب الرأى الثانى هو ما دأبت علية اسرائيل بتخريب أى جهد يتجه الى السلام الشامل مفضلة عليه الحلول المنفرده فى خطوات سريعة ومتلاحقة تحقق من خلالها عملية ترسيم حدود جديدة بين القدسالغربية / الكبرى / على حساب القدسالشرقية متجاوزه الخط الاخضر المتعارف عليه دوليا وفقا لحدود 1967 ،وبدأت القوات الإسرائيلية مصادرة الاراضى فى القدسالشرقية وبناء أحياء استيطانية فى القدس بل وبناء الجدار العنصرى العازل باحتوائه الاراضى التى صادرتها بهدف الضغط على المقدسين العرب للنزوح من وسط المدينه واللجوء الى رام الله ويتحقق المخطط بتفريغ وسط القدس خارج الجدار من السكان العرب لفرض أمر واقع جديد . ولذا جاء هدف الاجتماع الوزارى القادم للجنة المتابعة العربية ببحث هذه الاوضاع وايجاد التحرك العربى المطلوب فى ظل هذه الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة .فالوضع الراهن يتطلب اكثر من أى وقت مضى الارتقاء بالعمل المشترك والزج بكل الطاقات لتلبية متطلبات المعركة الوطنية ونجاحها والتى تؤكد ما عبر عنه الرئيس الفلسطينى عباس بأن لا عودة للمفاوضات دون الوقف الكامل للاستيطان فى القدس وبقية المناطق المحتلة وضرورة توفير مرجعية واضحة للعملية السلمية وتهيئة تحمل المجتمع الدولى مسؤلياته فى دعم كفاح الشعب الفلسطينى لانهاء الاحتلال وقد قدم الكيان الاسرائيلى خلال المفاوضات الاستكشافية التى عقدت مؤخرا فى عمان بالاردن مشروع رسم فيه حدود الدولة الفلسطينية تتطابق عمليا مع مسار الجدار العازل ويضع القدس بأكملها تحت سلطة الاحتلال الامر الذى وصفة مسؤل فلسطينى بأنه غير مقبول ومن المستحيل ولكن أى حل مقبول فلسطينيا يجب ان يضمن التواصل الجغرافى بين المناطق الفلسطينية فى القدس من جهه وبين القدس وباقى الاراضى الفلسطينية من جهه آخرى، ويأمل المحللون ان تخرج اللجنة العربية خلال اجتماعها القادم بنتائج مهمة داعمة ومساندة للموقف الفلسطينى ومؤكدة على الحق الثابت فى الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين استنادا الى القرار الدولى 194ووفق ما دعت اليه المبادرة العربية للسلام وعلى الرغم من أن حدود القدس قضية حساسة بشكل خاص ففيها أكثر من ثلاث ديانات ، إلا أن إسرائيل تؤكد على الا تكون مدينة مقسمة وينبغى ان تبقى موحدة تحت سيطرة اسرائيل كما تقول المصادر هناك وما تنفذه إسرائيل هو مخطط فى غاية الخطورة يرمى الى تقسيم الحرم الابراهيمى فى الخليل وتغيير معالمه ومحاولة تزوير تاريخه الاسلامى ومن هنا جاءت قرارات الجامعة العربية فى دورتها الاخيرة باثارة الموضوع على اعلى مستوى عالمى بما يضمن وقف الجرائم الاسرائيلية بحق الحرم القسى الشريف والمدينة المقدسة .. كما اعتمدت الجمعية العامة للامم المتحدة فىهذا الصدد بأغلبية كبيرة مشروعى قرارين على درجة كبيرة من الأهمية تقدمت بهما مصر حول القدس والجولان السورى فى ديسمبر الماضى حيث اعادت الجمعية العامة فى القرار الخاص بوضعية القدس التأكيد على ضرورة الغاء وبطلان جميع التدابير والاجراءات التى اتخذتها اسرائيل بهدف تغيير الطابع والمركز القانونى للمدينة . واكد القرار الذى تقدمت به مصر على أن أى حل عادل وشامل لقضية القدس لابد أن يتضمن أحكاما ذات ضمانات دولية تكفل حرية العقيدة والديانة للسكان بعيدا عن الاستيطان وعن محاولات التهويد غير القانونية التى تنتهجها اسرائيل والمستوطنون الاسرائيليون فضلا عن أعمال الحفر فى المدينة القديمة بالقدس . ومع قرب اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية تعلن السلطة الفلسطينية أنها ليست ضد المفاوضات بل معها ولكن دون إضاعة الوقت لأن المصلحة الوطنية الفلسطينية تتطلب الوصول الى حل بأسرع وقت ممكن وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وقد استمرت الجهود الفلسطينية واعطت اكثر من فرصة وكانت اخرها فشل لقاءات عمان وانتهاء مهلة الرباعية الدولية . وما زالت إسرائيل فى مراوغتها ورفض مبادرة السلام العربية التى اقترحت لاول مرة فى عام 2002 فى قمة بيروت بالجامعة العربية زاعمة ان قرارات الاممالمتحدة 242 و338 تطالب بالمفاوضات ، كما أن ننتنياهو زعيم المعارضة رفض المبادرة فى عام 2007 وفى عام 2009 ،، وعلى الرغم من إعراب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز عن الارتياح ،إلا أنه قال // إسرائيل ليست شريكا فى صياغة هذه المبادرة ولذا حسب قولة ليس من الضرورى أن توافق على كل كلمة// ثم جاء السعى لدى المسؤليين الاسرائيليين والفلسطينيين لايجاد حل سلمى من خلال ما عرف باسم عملية أوسلو للسلام وكانت مرحلة حاسمة حيث تضمن خطاب الرئيس الراحل عرفات اعترافا بحق اسرائيل فى الوجود وفى عام 1993 وضع اللمسات الاخيرة لهذا الاتفاق / اتفاقات اوسلو / كأطار للعلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين فى المستقبل . وجاءت قمة كامب ديفيد عام 2000 وفشلت ثم خارطة جديدة فى قمة طابا بمصر عام 2001 وفشلت أيضا عرضت اللجنة الرباعية الدولية من الاتحاد الاوربى وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة فى سبتمبر 2002 وخريطة الطريق للسلام ولم يتحقق ما طالبت به واهمها وقف بناء المستوطنات الاسرائيلية. ثم جاءت مبادرة السلام العربية فى قمة بيروت والتى يتضح من خلالها الحدود القائمة صراحة والتي انشئت قبل عام 1967 / حرب الايام الستة / وعرضت التطبيع الكامل للعلاقات مع اسرائيل مقابل انسحاب قواتها من جميع الاراضى المحتلة بما فى ذلك مرتفعات الجولان والاعتراف بدولة فلسطين مستقلة تكون عاصمتها القدسالشرقية وحل عادل لمشكلة اللاجئين . والمعروف ان لجنةالمتابعة العربية تضم 13 دولة عربية بالاضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية