اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن سقوط نظام العقيد الليبى معمر القذافى ليس نهاية المطاف بل بداية فصل جديد اكثر تعقيدا فى تاريخ ليبيا.مشيرة إلى أن ليبيا اصبحت ساحة للصراع بين القوى الأجنبية التى استثمرت فى الحرب الليبية. وقالت الصحيفة فى مقال نشرته على موقعها الالكترونى اليوم الاربعاء إنه بعد ستة أشهر من المقاومة العنيدة والخطابات المشحونة بالحماس والتهديدات الخطيرة والوحشية واراقة الدماء سقط القذافى على سيفه غير ان انهياره هذا ليس نهاية المطاف بل بداية فصل جديد اكثر تعقيدا فى تاريخ ليبيا. ومضت تقول إن قطبى الشرعية فى ليبيا يتواجهان الآن .. القطب الأول استمد شرعيته من النزاع المسلح والقطب الآخر استمد شرعيته من قيادة عينت نفسها بنفسها بدعم من الغرب وان الاثنين اصبحا الآن امام بعضهما البعض فى حرب باردة بشأن مستقبل ليبيا. وقالت الصحيفة إن ليبيا اصبحت الآن ساحة لنزاعات متعددة ليس فقط بين رجال حلف شمال الاطلنطى (ناتو) والمقاتلين على الأرض بل ايضا بين القوى الأجنبية التى استثمرت فى الحرب الليبية مثل الفرنسيين الذين يصرون على أن تكون لهم اليد العليا سياسيا واقتصاديا والايطاليين الذين يعتبرون ليبيا فنائهم الخلفى والبريطانيين الذين يرغبون فى الحفاظ على استثماراتهم ومصالهم والاتراك الذين يرغبون فى احياء النفوذ العثمانى القديم وبالطبع اللاعبين الخاسرين الذين ظهروا على الساحة مثل الصينيين والروس. وأشارت إلى أنه فى الوقت الذى حاصرت فيه الدبابات وحدات القذافى الحصينة فى مسقط رأسه بسرت سرعت وتيرة الحرب الباردة حيال مستقبل الدولة ، مشيرة إلى أن العدو المشترك اجبر على الرحيل عن الساحة ووحد الفرقاء صفوفهم رغم خلافاتهم الكبيرة من أجل العودة والسيطرة على الساحة الرئيسية. وقالت لصحيفة "الجارديان" إن الفراغ الذى خلفه العقيد معمر القذافى برحيله مملوء الآن بواسطة معسكرين متوازيين الأول هو المجلس الوطنى الانتقالى المؤلف من ستة وزراء سابقين ومسؤولين بارزين فى عهد القذافى قفزوا من سفينة هذا النظام عندما بدأت تترنح وهؤلاء يحظون بدعم حلف شمال الاطلنطى (ناتو) ويستمدون قوتهم ونفوذهم الحالى من العواصمالغربية الداعمة لهم..مضسفة أن المعسكر الآخر يتألف من الزعماء العسكريين والسياسيين الذين لعبوا دورا حاسما فى تحرير العديد من المدن الليبية من كتائب القذافى. وأوضحت أن الالاف من المقاتلين والنشطاء يجتمعون الآن فى إطار المجالس العسكرية المحلية مثل مجلس طرابلس الذى أسس عقب تحرير العاصمة والذى انتخب فى الاونة الأخيرة عبد الحكيم بلحاج رئيسا له . وقالت الصحيفة إنه لسخرية القدر فان بطل هذا التحرير هو نفس الرجل الذى تم ترحيله قبل سنوات قليلة بجانب منشقين اخرين من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية والمخابرات الخارجية البريطانية إلى نظام القذافى الذى كان حليفا لهم وقتذاك. ورأت أنه ليس هناك مؤشر يدل على النزاع بين الجانبين أكبر من كلمة مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالى ووزير العدل السابق عندما حذر عشية سقوط طرابلس من وجود أصوليين متشددين فى صفوف الثوار وتهديده بالاستقالة مالم يقوموا بتسليم أسلحتهم إلى رفاقهم. وسلطت الجارديان الضوء على تصريح عبد الرحمن شلقم الذى مازال يترأس وفد ليبيا إلى الأممالمتحدة والذى عمل وزيرا للخارجية فى عهد القذافى انتقد فيه بلحاج ووصفه بانه مجرد واعظ لا قائد عسكرى ..مكررا تصريحات أحد أعضاء المجلس الانتقالى الذى وصف بلحاج بأنه لا شىء وأنه وصل فى اللحظة الأخيرة. وقالت الصحيفة إن الحرب الكلامية احتدمت مع مطالبة اسماعيل الصلابى رئيس المجلس العسكرى فى عاصمة الثوار بنغازى للمجلس الانتقالى بالاستقالة ووصفه اعضاء المجلس ببقايا عهد القذافى ومجموعة من الليبراليين الذين لا يتبعهم احد فى المجتمع الليبى. وأردفت الصحيفة تقول إن العديد من المقاتلين يصرون على انهم لعبوا الدور الرئيسى فى الاطاحة بالقذافى وذهب بعضهم إلى ابعد من ذلك وقالوا ان السيطرة السريعة على طرابلس فاجأت المجلس الانتقالى وانهم أحبطوا ما وصفوه بخطة حلف الناتو بتقسم الدولة شرقا وغربا وتجميد النزاع فى الغرب وتحويل البريقة إلى خط الفصل بين الغرب الذى كان سيتزعمه القذافى والشرق الذى حرره الثوار