رئيس جامعة القناة يشهد المؤتمر السنوي للبحوث الطلابية لكلية طب «الإسماعيلية الجديدة الأهلية»    «الاتصالات»: تنمية التعاون بين مصر والأردن بمجالات الكابلات البحرية والذكاء الاصطناعى والألعاب الرقمية    السعودية تحذر من الدخول لهذه الأماكن بدون تصريح    برلمانى: التحالف الوطنى نجح فى وضع أموال التبرعات فى المكان الصحيح    نادر نسيم: مصر حاضرة في المشهد الفلسطيني بقوة وجهودها متواصلة لوقف إطلاق النار    حزب الغد: نؤيد الموقف الرسمى للدولة الفلسطينية الداعم للقضية الفلسطينية    إدارة مودرن فيوتشر في الإمارات للتفاوض على شراء ناد جديد    حالة وفاة و13 مصابًا الحصيلة النهائية لحادث انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا    مركز السينما العربية يكشف عن أسماء المشاركين في فعالياته خلال مهرجان كان    الرئيس الكازاخستاني: الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يمكنه توفير الغذاء لنحو 600 مليون شخص    رئيس«كفر الشيخ» يستقبل لجنة تعيين أعضاء تدريس الإيطالية بكلية الألسن    مواصفات سيارة تويوتا كامري ال اي ستاندر 2024    عزت إبراهيم: اقتحام إسرائيل لرفح الفلسطينية ليس بسبب استهداف معبر كرم أبو سالم    أول أيام شهر ذي القعدة غدا.. و«الإفتاء» تحسم جدل صيامه    أيهما أفضل حج الفريضة أم رعاية الأم المريضة؟.. «الإفتاء» توضح    متحدث الصحة: لم ترد إلينا معلومات حول سحب لقاح أسترازينيكا من الأسواق العالمية    كوارث خلفتها الأمطار الغزيرة بكينيا ووفاة 238 شخصا في أسبوعين.. ماذا حدث؟    مرصد الأزهر لمكافحة التطرف يكشف عن توصيات منتدى «اسمع واتكلم»    «لا نعرف شيئًا عنها».. أول رد من «تكوين» على «زجاجة البيرة» في مؤتمرها التأسيسي    سلمى الشماع: مهرجان بردية للسينما الومضة يحمل اسم عاطف الطيب    موعد وعدد أيام إجازة عيد الأضحى 2024    وزير التعليم يُناقش رسالة ماجستير عن المواطنة الرقمية في جامعة الزقازيق - صور    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    حزب العدل: مستمرون في تجميد عضويتنا بالحركة المدنية.. ولم نحضر اجتماع اليوم    عام المليار جنيه.. مكافآت كأس العالم للأندية تحفز الأهلي في 2025    «البترول» تواصل تسجيل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر مايو 2024    توت عنخ آمون يتوج ب كأس مصر للسيدات    «اسمع واتكلم».. المحاضرون بمنتدى الأزهر يحذرون الشباب من الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي    حسن الرداد يكشف عن انجازات مسيرته الفنية    «فلسطين» تثني على اعتراف جزر البهاما بها كدولة    .. ومن الحب ما قتل| يطعن خطيبته ويلقى بنفسه من الرابع فى أسيوط    محافظ أسوان: مشروع متكامل للصرف الصحي ب«عزبة الفرن» بتكلفة 30 مليون جنيه    السنباطى رئيسًا ل «القومى للطفولة» وهيام كمال نائبًا    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد مستشفى الصدر والحميات بالزقازيق    مناقشة تحديات المرأة العاملة في محاضرة لقصور الثقافة بالغربية    رئيسة المنظمة الدولية للهجرة: اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش بحاجة إلى ملاجئ آمنة    «تويوتا» تخفض توقعات أرباحها خلال العام المالي الحالي    كريستيانو رونالدو يأمر بضم نجم مانشستر يونايتد لصفوف النصر.. والهلال يترقب    أحدثهم هاني شاكر وريم البارودي.. تفاصيل 4 قضايا تطارد نجوم الفن    11 جثة بسبب ماكينة ري.. قرار قضائي جديد بشأن المتهمين في "مجزرة أبوحزام" بقنا    المشدد 10 سنوات لطالبين بتهمة سرقة مبلغ مالي من شخص بالإكراه في القليوبية    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    عامود إنارة ينهي حياة ميكانيكي أمام ورشته بمنطقة البدرشين    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    الأرصاد تعلن تفاصيل حالة الجو اليوم.. فيديو    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القذافي يري نفسه «سوبر مان تاريخي» وهو عاجز عن الاعتراف بالخطأ أو الضعف

فى تحليل لها ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه فيما ترد الحكومة الليبية بوحشية على المتظاهرين، تجد إدارة الرئيس باراك أوباما نفسها أمام حقيقة مرة وهى أنه ليس لديها تقريبا أى نفوذ فى ليبيا كالذى مارسته أخيرا للمساعدة فى التخفيف من حدة الأزمات الأخرى فى المنطقة.. ولفتت الصحيفة إلى أن وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون نددت بالعنف فى ليبيا، وأشارت إلى عمل أمريكا مع الأصدقاء فى العالم للضغط على حكومة معمر القذافى، لأن إراقة الدماء مرفوضة.
لكنها نقلت عن مسئولين أمريكيين حاليين وسابقين قولهم أن الدعوات الأمريكية لن تؤثر كثيرا على القذافى فهو مستبد، متقلب، اعتبر طوال عقود لعنة للرؤساء الأمريكيين. ومع أن واشنطن تمكنت من استخدام روابطها الوثيقة بالقوات المسلحة المصرية، فإنها لا تملك علاقة عسكرية مع ليبيا، وليس لديها نفوذ اقتصادى كبير، إذ فى السنة المالية الماضية لم تتعد المساعدات الأمريكية لليبيا المليون دولار وغالبيتها كانت لدعم برنامج نزع الأسلحة الليبى.
وأشارت إلى أنه لا يوجد سفير أمريكى حاليا فى ليبيا بعد استدعاء السفير جين كريتز إلى واشنطن لإجراء مشاورات مطولة بعد تسريبات موقع ويكيليكس، التى كشفت عن تصرفات القذافى الغريبة، ونقلت عن الدبلوماسى الأمريكى السابق ديفيد ماك، الذى تعامل من قبل مع ليبيا، قوله: ليست لدينا علاقات شخصية رفيعة، وعلى حد علمى لم يسبق أن تحدث الرئيس أوباما أبدا مع القذافى.
ونقلت الصحيفة عن مسئول فى البيت الأبيض أن أوباما يبحث كل التصرفات المحتملة. لكن بعض الخبراء أوضحوا أن ليبيا تعوم فوق ثروة نفطية، لذا فلن تلقى أى جهود من قبل أمريكا أو الأمم المتحدة لفرض عقوبات عليها، أى دعم دولى.
فى الوقت نفسه، علقت «واشنطن بوست» على قيام القذافى بقصف المتظاهرين بالطائرات وقتل المدنيين، بأنها بداية النهاية لانهيار النظام. وأشارت إلى أن المواطنين شاهدوا المرتزقة المزودين بأسلحة ثقيلة يقومون بقتل المتظاهرين، واللصوص ينهبون مراكز الشرطة، والطائرات الحربية والهليكوبتر تمطر المتظاهرين بالرصاص.
--
وعن سياسة القذافى قبل اندلاع الثورة الليبية تقول إحدى وثائق ويكيليكس التى صدرت من السفارة الأمريكية فى طرابلس فى 13-7-2008 أن أبناء الرئيس الليبى معمر القذافى فرضوا مطالب بمخصصات نفطية ليقوموا ببيعها لصالحهم وأنهم يستخدمون المؤسسة الوطنية للنفط بمثابة بنك شخصى.
وقالت الوثيقة إن معتصم القذافى مستشاره للأمن القومى أجرى اتصالا بشكرى غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط وضغط عليه لإعطائه 1200 مليون دولار، وأن شكرى أخبر أحد أصدقائه بعزمه على الاستقاله خوفا من انتقام المعتصم وأتباعه إذا لم يقدم لهم هذا المبلغ المطلوب.
وتكشف الوثيقة أن شكرى أخبر معمر القذافى عن طلب ابنه لكن القذافى استهزأ بذلك وقال ضاحكا لغانم وبصريح العبارة عليه أن يتجاهله.. تأتى هذه الوثيقة فى الوقت الذى هدد فيه نجل القذافى الآخر سيف الإسلام المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام والده بضياع ثروات البترول الليبى وعدم القدرة على إدارة مرافقه وأن المجرمين سيحرقون البترول فى خطابه المستفز الذى قاله بعد اندلاع الثورة.
- نص الوثيقة:
1- صديق مقرب من شكرى غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط قال لنا إن غانم يقع تحت ضغوط لتقديم 1200 مليون دولار فى شحنات نقدية أو على شكل نفط خام إلى مستشار الأمن القومى المعتصم القذافى نجل معمر القذافى، وأنه قد يسعى قريبا إلى الاستقالة، خوفا من انتقام المعتصم أو حلفائه إذا لم تتوافر الأموال، ويرد أن المعتصم أراد استخدام بعض الأموال لإنشاء وحدة عسكرية / أمنية ولدعم تطويرات أمنية غير محددة أراد أن يقوم بها بصفته مستشار الأمن القومى.. وكان الزعيم الليبى معمر القذافى، الحريص على إظهار أجندة إصلاحية، قد سأل غانم مؤخرا ما إذا كان يفكر فى ولاية أخرى بمنصب رئيس الوزراء الذى تقلده 2004-2006 بعد هزة حكومية فى وقت لاحق هذا العام. وبعد الإحباط الذى سببته مساعى عناصر النظام المحافظين لمنع الإصلاحات الاقتصادية والسياسية الضرورية- غانم لا يقدر أن إصلاحا اقتصاديا وسياسيا ذا معنى يمكنه أن يقوم قبل أن يغادر القذافى المشهد السياسى - غانم لم يقبل العرض وهو يبحث الآن عن وسيلة لبقة للرفض دون إساءة للقذافى.
2- إبراهيم الميت وهو محام بارز فى طرابلس ومستشار للأعمال التجارية، أخبر القائم بالأعمال فى 10 يوليو أن الدكتور شكرى غانم، رئيس مؤسسة ليبيا الوطنية للنفط، ينوى تقديم استقالته لمعمر القذافى فى وقت قريب، ربما فى الأسبوع المقبل.. (ملاحظة: الميت كان موظفا فى وزارة الخارجية الليبية خلال فترة ما قبل الثورة فى عهد النظام الملكى السنوسى؛ مهامه شملت لندن وباريس والقاهرة ونيويورك، حيث كان عضوا فى وفد ليبيا لدى الأمم المتحدة. انتهت الملاحظة)، وقد عرف الميت غانم لأكثر من أربعين عاما ويعتبره صديقا مقربا.
وقد عاش كلاهما فى لندن خلال نفس الفترة فى بداية السبعينيات، ويتقابلان عائليا على الأقل مرة فى الأسبوع. تحدث الميت مع غانم فى 5 يوليو.
3- قال الميت إن غانم يشعر بأنه مضطر إلى الاستقالة لأن مستشار الأمن الوطنى المعتصم القذافى، نجل الزعيم الليبى معمر القذافى، كان قد اتصل به فى أواخر يونيو طالبا 2,1 مليار دولار. واقترح المعتصم أنه فى حال لم يكن غانم قادرا على توفير هذا المبلغ الكبير من النقد بسرعة، فهو مستعد لقبول مخصصات من النفط الخام يمكنه أن يبيعها لصالحه كوسيلة بديلة لتجميع الأموال.. (ملاحظة : قال الميت إن آخرين من أبناء القذافى فى الفترة الأخيرة فرضوا مطالب بمخصصات نفطية يمكنهم بيعها لصالحهم. انتهت الملاحظة).
- أبناء القذافى.. «بلطجية بلا انضباط»
4- كان الميت، الرجل الدبلوماسى، حادا بشكل غير معتاد فى تقييم أبناء القذافى بأنهم «بلطجية غير منضبطين» مشيرا إلى أن «لا أحد يستطيع أن يعترض أو يرفض طلبا لهؤلاء الناس «عائلة القذافى» من دون عواقب ومعاناة، وخاصة عندما يكون الأمر ذا علاقة بالمال».
5- فى حديث طويل مع الميت فى 5 يوليو، قال غانم: نظرا للخطر المحتمل عليه وعلى أسرته الناجم عن طلب المعتصم، إنه يرى أن لا خيار له سوى الاستقالة.. وكان قد صاغ بالفعل مسودة خطاب الاستقالة وأنه ينتظر تفرغ القذافى من زيارة وزير الخارجية الإسبانى موراتينوس «الذى كان فى المدينة 10 يوليو» ، ومن قمة اتحاد المتوسط فى باريس «فى 13 يوليو» قبل تقديمها. وقد أعرب الميت عن قلقه من أن استقالة غانم ستؤثر بشكل خطير فى الحكومة الليبية فى وقت حرج، مشيرا إلى أن غانم هو «المصلح الحقيقى الوحيد الذى تبقى» فى الحكومة الليبية. غانم تكنوقراطى يحظى نسبيا بالاحترام والتقدير ويتمتع بسمعة كواحد من كبار المسئولين فى الحكومة الذين يستطيعون التحدث بصراحة وعلانية تتعارض أحيانا مع العقيد معمر القذافى. وبينما تحاول ليبيا المضى قدما نحو إصلاحات اقتصادية محدودة وأسعار النفط فى ارتفاع غير مسبوق تاريخيا، فإن فقدان غانم سيكون ضربة خطيرة.
- لا إصلاح حقيقيًا ممكن فى حياة القذافى
6- فى محادثة 5 يوليو، أعرب غانم للميت عن الإحباط الذى يعانيه من صعوبة تنفيذ إصلاحات ذات قيمة فى ليبيا كسبب آخر للاستقالة..(ملاحظة : غانم دفع للإصلاح خلال الفترة التى قضاها رئيسا للوزراء 2004-2006؛ ومقاومة تلك التغييرات من عناصر النظام المحافظين دفعت القذافى فى نهاية المطاف إلى استبدال غانم بالبغدادى المحمودى، الذى يعتبر على نطاق واسع شخصًا تقليديًا ينال قدرا أكبر من ارتياح الحرس القديم. نهاية الملاحظة).
7- بعد ما يعادل عدة سنوات من المناقشة خلال اجتماعاتهم الأسرية الأسبوعية. توصل غانم والميت إلى أنه لن يكون هناك أى إصلاح اقتصادى أو سياسى حقيقى فى ليبيا حتى يغادر القذافى المشهد السياسى. القذافى يركز على إظهار مظهر الإصلاح ويدرك جيدا تصورات الولايات المتحدة لجهود ليبيا فى هذا الصدد ويريد بالتالى رئيس وزراء ذا سمعة إصلاحية.
8- وعلى الرغم من الخطاب الظاهر، قال الميت إنه وغانم يعتقدان أن القذافى ليس جاهزا لتنفيذ التغيير، وذلك لسببين. أولا، التغيير الحقيقى يتطلب تقويض إقطاعيات اقتصادية للموالين للنظام الذين يستمدون أرباحهم من روابطهم السياسية والذين لن يكونوا قادرين على المنافسة بنجاح فى اقتصاد يتسم بالشفافية وسيادة القانون. ثانيا، أن الإصلاح الحقيقى يكون اعترافا مستترا بأن النظام الجماهيرى، الذى ألفه القذافى نفسه، قد فشل. القذافى يرى فى نفسه «سوبرمان تاريخى» ، ولا يقدر على الاعتراف بالخطأ أو الضعف. المحاولات التجميلية فى الإصلاح الاقتصادى مقبولة وتساعد نحو هدف القذافى فى إعادة ربط ليبيا بالغرب، ولكن حسب تقييم غانم والميت، أى إصلاح حقيقى على صعيد الاقتصاد والسياسة لن يحدث بينما القذافى على قيد الحياة.
--
وفى وثيقة أخرى نشرها ويكيليكس صدرت من السفارة الأمريكية فى طرابلس فى 10 مايو 2006 قالت إن العقيد معمر القذافى يقود عائلة ثرية وقوية لكنها منقسمة ومختلة وظيفيا وتعانى من صراعات شديدة وتسلط الأضواء على ثمانية أفراد من أبناء الزعيم الليبى تزايدت حدة التنافس بينهم فى السنوات الأخيرة، إلى جانب القذافى نفسه وزوجته.
وقد وصف السفير الأمريكى فى طرابلس جين كريتز فى برقية دبلوماسية أخرى أرسلها إلى واشنطن فى عام 2009 العقيد القذافى بأنه «شخصية زئبقية وغريب الأطوار ويعانى من الرهاب الشديد، ويستمتع برقص الفلامنكو وسباق الخيل، ويعمل على الأهواء ويزعج الأصدقاء والأعداء على حد سواء، ولديه خوف شديد من البقاء فى الطوابق العليا ويفضل عدم الطيران فوق المياه».
وقالت الوثيقة إن سيف الإسلام، ثانى أكبر أبناء القذافى، «يروج للإصلاح السياسى والاقتصادى والمنظمات غير الحكومية فى ظل رعاية مؤسسة القذافى العالمية الخيرية، ويحمل درجة الدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد، لكن دوره كالوجه العلنى للنظام أمام الغرب كان بمثابة نعمة ونقمة بالنسبة له لكونه عزز صورته.. لكن الكثيرين من الليبيين ينظرون إليه على أنه حريص على إرضاء الأجانب ومصدر للقلق فى بلد محافظ اجتماعيا مثل ليبيا بسبب حبه للحفلات ، وكان على خلاف مع أشقائه المعتصم وعائشة وهانيبال والساعدى».
ووصفت الوثيقة الساعدى بأنه «معروف بسوء التصرف وله ماض مضطرب، بما فى ذلك اشتباكات مع الشرطة فى أوروبا وبخاصة فى إيطاليا وتعاطى المخدرات والكحول وإقامة الحفلات الباذخة والسفر إلى الخارج فى مخالفة لرغبات والده، وهو لاعب كرة قدم محترف سابق «لعب موسما واحدا مع نادى بيروجيا فى دورى الدرجة الأولى فى إيطاليا ويملك حصة كبيرة فى نادى الأهلى أحد أكبر فريقين لكرة القدم فى ليبيا، وتولى إدارة الاتحاد الليبى لكرة القدم»، وحاصل على شهادة فى الهندسة، وخدم لفترة قصيرة كضابط فى القوات الخاصة، واستخدم القوات الخاضعة لسيطرته ليؤثر على نتيجة الصفقات التجارية، ويملك شركة لإنتاج الأفلام».
وعن المعتصم قالت الوثيقة إنه «يعمل بمثابة مستشار الأمن القومى لدى والده وكان حتى وقت قريب نجما صاعدا، وفى عام 2008 طلب 2,1 مليار دولار لإنشاء وحدة عسكرية أو أمنية شبيهة بالوحدة التى يقودها شقيقه الأصغر خميس، غير أنه فقد السيطرة على العديد من مصالحه التجارية الشخصية خلال الفترة بين 2001 و 2005 حين استغل إخوته غيابه لوضع شراكاتهم الخاصة بها، وعلاقته سيئة بسيف الإسلام.
وأضافت الوثيقة أن هانيبال رابع أكبر أبناء القذافى «له تاريخ متقلب من السلوك غير اللائق والاشتباكات مع السلطات العامة فى أوروبا وأماكن أخرى، وأدى اعتقاله فى جنيف بتهمة ضرب خدمه إلى تفجر أزمة دبلوماسية بين ليبيا وسويسرا، فى حين أن خميس نجل القذافى الخامس يحظى باحترام كقائد وحدة من القوات الخاصة تعرف باسم كتيبة خميس، والتى تعمل على نحو فعال كوحدة عسكرية لحماية النظام وتدربت فى روسيا».
وأشارت إلى أن عائشة، الابنة الوحيدة للقذافى بعد مقتل ابنته بالتبنى هناء فى غارة أمريكية على طرابلس فى عام 1986 «تتوسط فى النزاعات العائلية وتدير منظمات غير حكومية، وتردد أن لديها مصالح مالية فى عيادة خاصة فى طرابلس، وتم استدعاء المغنى الأمريكى ليونيل ريتشى إلى ليبيا منذ سنوات ليغنى فى حفل عيد ميلادها».
وقالت البرقية إن محمد، الابن البكر للقذافى من زوجته الأولى،«يرأس اللجنة الأولمبية الليبية التى تملك الآن أكثر من 40% من شركة المشروبات الغازية الليبية ولديها مشروع مشترك مع كوكا كولا، كما يدير مناصب عامة ولجنة الاتصالات السلكية واللاسلكية، فى حين يعيش ابنه الثامن سيف العرب فى ميونيخ، حيث تردد أن لديه مصالح تجارية غير محددة وينفق الكثير من وقته على الحفلات».
--
وفى وثيقة ثالثة خاصة بالحكم فى ليبيا صدرت من السفارة الأمريكية فى طرابلس فى 11 فبراير 2010 أكدت أن الرئيس الليبى معمر القذافى، يعيش حياة متواضعة رغم أنه يعانى «جنون العظمة».. وأشارت إلى أن أولاده الثلاثة سيف الإسلام ومعتصم وخميس هم الثالوث الذى سيحكم ليبيا فى المستقبل، فيما تحدثت الوثيقة عن طلب «حماس» من نجل القذافى سيف الإسلام إقامة قناة تواصل خلفية مع الأمريكيين.
وفى وثيقة ترجع إلى 30 نوفمبر 2009 أن سيف الإسلام القذافى أخبر السفير الأمريكى فى 11/27 أن ليبيا أوقفت الشحنة الأخيرة المخزنة من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية، والتى كان مقررا تسليمها لروسيا، لأنها «اكتفت» من الخطوة البطيئة فى الالتزام الثنائى مع الولايات المتحدة.. وأكد أن والده لا يريد العودة إلى «المربع الأول» ويتمنى تطوير العلاقات الإيجابية مع الإدارة الأميركية الجديدة.
وفيما يتعلق بدور سيف الإسلام فى الحكم، ذكرت وثيقة مؤرخة فى 2009/11/19 أن الزعيم الليبى عين نجله فى الفترة الأخيرة منسقا عاما، وصدرت إشارات مصاحبة لهذا التعيين بشأن خطة التوريث التى يجرى الحديث عنها وفق شائعة سابقة عن وجود منافسة على الحكم بين سيف وشقيقه مستشار الأمن القومى، معتصم القذافى. وتضيف الوثيقة إن سيف الإسلام عاد بعد غياب طوعى دام 12 شهرا عن السياسة الليبية.. ورأى أن التعيين الأخير يشير بوضوح إلى أن نجمه فى ارتفاع وسط كوكبة المتنافسين على الخلافة.
وكشفت الوثيقة أن معتصم تابع التزامه بالملف الأمريكى وواصل جهوده لتنسيق موعد بين والده والرئيس الأمريكى باراك أوباما، مشيرا إلى أن تطوير العلاقة مع الولايات المتحدة هو بمثابة بطاقة لاستمراره فى لعبة السلطة. كما تشير الوثيقة إلى أن ابنة العقيد القذافى، عائشة، يعتبرها البعض أكثر فطنة وذكاء من إخوتها، لكن لا يظهر أنها ستؤدى دورا ملموسا فى النزاع على الخلافة.
كما تقول الوثيقة الأمريكية إن الاتصالات أكدت أيضا أن سيف قد يكون «وجه الإصلاح» نظرا إلى سيرته الذاتية وشعبيته، وهو المفضل حاليا لخلافة والده، وقد يكون الوجه السياسى للنظام. لكن النجل الثانى للقذافى معتصم، لا يمكن أن يحسب خارج لعبة التوريث، وهو مسنود من المحافظين فى النظام، ولديه القدرة على إدارة الأمن القومى.. أما شقيقهما خميس، وهو قائد لواء النخبة فى القوات المسلحة، فيمكن اعتباره وجها عسكريا أمنيا للنظام. وتتحدث وثيقة صادرة فى 11/18/2009 نقلا عن أحد مستشاريه، عن أن القذافى يعيش وفق تقاليده وعلاقاته الشخصية، فى أحد أحياء طرابلس المتواضعة، لكنه مريض
«بجنون العظمة».. وقالت إنه يعيش بتواضع ولا يظهر أن لديه حسابا مصرفيا.. كذلك تشير الوثيقة الأمريكية إلى أن إحدى أعضاء فريق مساعدى القذافى، أمريكية سعودية تدعى مبروكة الشريف. ووفقا لقول المستشار الليبى، فإن مبروكة هى «اليد اليسرى للقذافى، بينما نورى المسمارى هو اليد اليمنى».
--
وعن حياة الزعيم الليبى الخاصة بعيدا عن أسرته ؛ يحيط الزعيم الليبى معمر القذافى نفسه بأربع ممرضات، وجيش من الحارسات الشخصيات الحسناوات اللاتى لم يقربهن إنس ولا جان حسب شرطه الرئيسى، ولابد أن يحتفظن بعذريتهن طيلة وجودهن فى الخدمة.
أما الممرضات الأربع الأوكرانيات فأشهرن جالينا كولوتنيتسكا التى جاءت سيرتها ضمن وثائق موقع ويكيليكس، بوصفها ممرضة القذافى الخاصة الشقراء المثيرة وكانت تسريبات موقع «ويكيليكس» تضمنت برقية دبلوماسية أمريكية سرية، تقول: إن الزعيم الليبى معمر القذافى لا يسافر أبداً دون ممرضة حسناء.
وتقول البرقية المرسلة من السفارة الأمريكية فى طرابلس بتاريخ 29 سبتمبر 2009 إن مصدراً، لم تسمه، أبلغ السفارة بأن الممرضة، جالينا كولوتنيتسكا، تلازم القذافى أينما ذهب ولا يسافر مكانا بدونها، وهى الوحيدة فى فريق الممرضات الأربع التى تعرف روتين حياته.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الوثائق تشير إلى وجود علاقة بين الإثنين.. وأرسلت السفارة هذه البرقية، بعدما بحث مسئولون أمريكيون ترتيبات زيارة القذافى لنيويورك عام .2009


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.