يصل الى القاهرة منتصف شهر سبتمبر القادم رئيس الوزراء الأثيوبى مليس زيناوى على رأس وفد وزارى أثيوبى . ومن المقرر ان يلتقى زيناوى برئيس الوزراء الدكتور عصام شرف حيث يتم بحث تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين وإستعراض تطورات الاعداد لعقد اللجنة الثلاثية الفنية بين مصر والسودان واثيوبيا لتقييم آثار سد النهضة الاثيوبى وبحث وجهات النظر حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ، وفى مقدمتها الشأن الصومالي وتطورات الأوضاع في السودان وملف مياة النيل . صرح بذلك السفير محمد إدريس نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المشرق العربى وسفير مصر الجديد لدى اثيوبيا مشيرا الى أن الزيارة تأتى ردا على زيارة الدكتور عصام شرف إلى أديس أبابا في 13 مايو 2011 . وأضاف أنه سيتم بحث آفاق التعاون المستقبلي بين البلدين في مختلف المجالات بما في ذلك مجالات البنية التحتية والربط الكهربائي والتعليم العالي وتبادل الخبرات بين المعاهد العلمية والفنية وتشجيع الاستثمارات وتجنب الازدواج الضريبي والاستفادة من الخبرات المصرية في المجالات العلمية والثقافية والزراعية في المناطق الجافة والري. وأوضح إدريس أنه من المقرر ان يسبق زيارة زيناوى الى القاهرة عقد اللجنة المشتركة بين البلدين والتى تم إنشاؤها عام 1987 ولم يعقد منها إلا ثلاث دورات فقط منذ بداية إنشائها حتى الآن وأخرها عام 2010 والدورة القادمة ستكون الرابعة وسيتم خلالها بحث العلاقات الإقتصادية والتجارية ومجالات التدريب والصحية والثقافية . وأكد السفير محمد ادريس ان مهمتة كسفير لمصر فى أديس أبابا مهمة وطنية قومية فى توقيت حساس ومهم للغاية .. فمصر بعد ثورة 25 يناير ولايمكن الفصل بين السياسة الخارجية والداخلية لمصر . وأشار الى أن إرادة وصوت الشعب أصبحت لها دور أساس ومهم فى السياسة الخارجية المصرية كما أن التوجه نحو أفريقيا ليس قرارا إداريا أو سياسيا ولكنه قرار يعكس إرادة شعبية ،فالمواطن المصرى أصبح يدرك أن أولويات ومصالح مصر الان فى أفريقيا وان علاقات مصر بالدول الافريقية ودول حوض النيل يجب ان يكون فى أفضل حال . وقال ان ملف التجارة والاستثمار بين البلدين مهم جدا خلال المرحلة المقبلة فحجم التبادل التجارى حوالى 150 مليون دولار وهو لايتناسب مع الدولتين . وأكد أنه لامفر من تعاون دول حوض النيل ككل فهذه الدول متشاركة فى هذا النهر العظيم الذى يفقد منه أضعاف أضعاف مايتم الاستفادة منه لجميع دول حوض النيل .. فالأمطار التى تسقط على النهر تتجاوز ألف و600 مليار متر مكعب من المياة سنويا وما يستفاد به من هذه المياه حوالى 90 مليار متر مكعب سنويا فالمستخدم لايتجاوز حوالى من 6 الى 7 % وعلى أقصى تقدير 8 % من إيراد النهر ككل وهناك فاقد كبير جدا ورهيب من مياه النيل .. وبالتالى مايجب أن يكون هو الهدف لدول حوض النيل وأن يتم إقامة مشروعات إستقطاب الفواقد من مياه النيل وهى مشروعات فنية وليست صغيرة وتحتاج الى تمويل وتعاون فنى وإتفاق سياسى بين دول حوض النيل وبالتالى إذا وجدت علاقات سياسية إيجابية ومتنامية وقوية بين دول حوض النيل سيساعد ذلك فى الاتفاق فى ملف مياة النيل الذى يحتوى على العديد من التعقيدات الكثيرة