أكد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى عظته مساء اليوم، وهى الأولى بعد أحداث إمبابة ليلة السبت الماضى، أن بالعنف تخسر أحباءك وباللطف تكسب أعداءك، مطالبا الجميع أن يكونوا لطفاء مع بعضهم البعض، وخصص موضوع عظته فى كيفية أن تربح الناس، متخذا من سيرة القديس بولس الرسول فيلسوف المسيحية مثالا ومنهجا، عندما قال إننى أتحدث مع كل واحد حسب منطقه وتفكيره، حتى أصل معه إلى أرضية مشتركة. وقال البابا: يا قساوة قلب بعض المتدينين فى الدفاع عما يعتقدون أنه حقهم وهو ليس حق. وقد تعمد البابا شنودة فى بداية المحاضرة أن يهدئ الحاضرين، الذين أخذوا يهتفون بالروح بالدم نفديك ياسيدنا، وقال لهم بعد أن ظلوا يهتفون لعدة دقائق ويكررون نفس الهتاف: "بل أنا الذى أفديكم وليس أنتم". وبعد أن أجاب عن عدد كبير من الأسئلة، غالبيتها تطلب مساعدات مالية ومنها من يطلب مساعدة أسرة فراش كنيسة العذراء مريم بإمبابة، الذى قتل فى أحداث العنف الطائفى وقبل أن يبدأ البابا العظة هتف كثيرون مطالبينه أن يقول كلمة عذاء لأولادهم فى إمبابة فقال: "نحن نطلب العزاء لجميع أسر الذين قتلوا فى ذلك اليوم، وحياة الإنسان ليست دائمة وكلنا هنموت، ومن يموت بأسلوب وكأنه مات شهيدا حالته أفضل ممن يموت على فراش مرض والله هو الذى يحيى ويميت وربنا هو من وافق أن يموتوا فى ذلك اليوم، وهم حاليا يتشفعون لعائلاتهم أمام الله". وقال البابا بعض أبيات شعر كتبها متأملا فى حياته كإنسان مخلوق من تراب، وقال عدد من الأبيات بدأها قائلا: يا تراب الأرض يا جدى، وقال أبياتا أخرى: "ما أنا طين ولكن أنا فى الطين سكنت"، وطالب البابا أن يكون الإنسان رحيما بأخيه الإنسان حتى يرحمنا الله جميعا.