أعلنت ألمانيا يوم الجمعة خطة عمل تتعلق بتطبيق معايير حازمة لانتاج علف الحيوانات في اعقاب انتشار مخاطر صحية بعد اكتشاف تلوث أغذية الحيوان بمادة الديوكسين السامة.حسبما ذكرت وكاله"رويترز" وتبذل السلطات الالمانية وفي دول الاتحاد الاوروبي جهودا مضنية لاحتواء مخاطر صحية تفجرت في الثالث من الشهر الجاري عندما اعلن مسؤولون المان ان دواجن وخنازير قد تغذت على اعلاف ملوثة بمادة الديوكسين السامة مما ادى الى انتاج بيض ولحوم ملوثة في المزارع المنكوبة. وقالت وزيرة الزراعة الالمانية ايلزه اينر انه تقرر سن نظام جديد للتراخيص الخاصة بمنتجي الزيوت والدهون التي تقدم كعلف للحيوان فضلا عن الفصل الاجباري بين انتاج الزيوت والدهون لاستخدامهما في المجال الصناعي او تغذية الحيوان. واضافت ان منتجي علف الحيوانات سيضطرون الى دفع تأمينات اضافية في اطار خطط لرفع المعايير في مجال الصناعات الزراعية. وقالت في مؤتمر صحفي ببرلين "سنؤكد معايير السلامة والالتزامات بدرجة كبيرة مع ابلاغ السلطات والجمارك بضرورة اجراء عمليات تفتيش." وتابعت "يتوقع المستهلكون ذلك ونحن بصدد تنفيذ هذه الاجراءات." ومضت تقول ان الخطة تتضمن ايضا اجبار منتجي علف الحيوان بخصوص فحص مكونات الاعلاف بانفسهم مع ضرورة رفع نتائج الفحوص التي تجري على هذه المكونات الى السلطات المختصة. وتقرر ايضا الزام المعامل الخاصة بالفحص - التي تكتشف مكونات مريبة في اغذية الحيوان او العلف - برفع تقارير في هذا الشأن الى السلطات المعنية. وقالت الوزيرة الالمانية ان بلادها ستسعى جاهدة كي يضع الاتحاد الاوروبي - وليس المانيا بمفردها - معايير صارمة على قائمة تتضمن المكونات المسموح بها في تغذية الحيوان. واضافت ان الحكومة الالمانية تبحث في امكان تطبيق مواد القانون الجنائي على اللوائح الخاصة بسلامة الغذاء والاعلاف بحيث تسري احكام القانون الجنائي بدلا من اعتبار عدم الالتزام بمعايير سلامة الغذاء مجرد مخالفة مدنية. وقالت انه سيجري انشاء نظام للانذار المبكر بخصوص فحوص الديوكسين من خلال تجميع نتائج الفحوص في بنك للمعلومات مع تحسين جودة الفحوص والاختبارات. وأكدت الوزيرة مجددا ان محتوى الديوكسين في الاغذية الملوثة المكتشفة حتى الان لم يبلغ بعد الحد الذي يمثل خطرا على الصحة العامة. ويجري المحققون الالمان تحقيقات للوقوف على اسباب التلوث لاسيما احتمال ما اذا كانت شركة هارلز ويانتش المنتجة للدهون والاعلاف قد وزعت احماضا دهنية مخصصة لصناعة الورق لمنتجي اغذية الحيوان. وقد نفت الشركة ذلك. وقالت رابطة صناعة الاغذية الالمانية امس ان حجم مبيعات البيض والدجاج ولحوم الخنازير تراجع في اعقاب ازمة الديوكسين. واعلنت الصين وكوريا الشمالية وقف وارداتها من لحوم الخنازير والبيض من المانيا بسبب هذه الازمة. ويوم الاثنين الماضي أصبحت فرنسا والدنمرك أحدث بلدين يتأثران بحالة الفزع الناجمة عن الاغذية الملوثة في ألمانيا بعد اعلان مسؤول بالاتحاد الاوروبي عن ان أعلافا حيوانية ملوثة بالمادة صدرت من المانيا الى كل من البلدين