تحركت الزعامة الجديدة في تونس لتشكيل حكومة ائتلافية لوقف عمليات النهب وإشعال الحرائق العمد واطلاق النار والتي اندلعت بعد ان اطاحت احتجاجات بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.حسبما ذكرت وكاله"رويترز" وأدى رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع اليمين الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد. وطلب من رئيس الوزراء محمد الغنوشي تشكيل حكومة ائتلافية وقالت السلطات الدستورية انه يجب اجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يوما. وتمركز جنود ودبابات في قلب تونس لاعادة النظام في اعقاب عمليات النهب التي تفجرت عندما فر ابن علي الذي حكم تونس اكثر من 23 عاما الى السعودية بعد احتجاجات عنيفة ضد الحكومة استمرت شهرا وسقط خلالها عشرات القتلى . وقد تشجع الاطاحة بالرئيس التونسي بعد احتجاجات واسعة النطاق حركات المعارضة العربية والشعب العادي على تحدي انظمة الحكم المتشبثة بالسلطة في شتى انحاء الشرق الاوسط. وقال هنري ويلكنسون من مؤسسة جانوسيان سيكيورتي الاستشارية "الامر الذي سيقلق حكومات كثيرة في المنطقة هو ان الازمة كانت عفوية ولم تكن منظمة." واطلق مسلحون النار بشكل عشوائي من سيارات في تونس يوم السبت ونظم مساجين عملية هروب جماعي من السجن اثناء محاولة الزعماء الحيلولة دون انزلاق تونس في الفوضي بعد فرار ابن علي . ولم يعرف من هم الاشخاص الذين قاموا باطلاق النار عشوائيا ولكن مصدرا عسكريا رفيعا قال لرويترز ان أشخاصا تابعين لابن علي وراء عمليات اطلاق النار . ودعت الحكومة الفرنسية تونس الى اجراء انتخابات حرة بأسرع ما يمكن وقالت انها اتخذت خطوات "لضمان وقف التحركات المالية المشبوهة فيما يتعلق بالاصول التونسية في فرنسا اداريا" وذلك حسبما ذكر بيان اصدره مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي . وقال نجيب الشابي زعيم المعارضة في تونس بعد محادثات مع الغنوشي ان تونس ستجري انتخابات تحت اشراف دولي في غضون ستة أو سبعة أشهر. وفي مقابلة مع محطة اذاعة (ار.تي.ال) الفرنسية قال الشابي "اقترح السيد الغنوشي ان يشارك حزبنا في تشكيل حكومة وحدة وطنية ستكون مفتوحة امام القوى الديمقراطية وهو ما يعني حزبنا وحزبين اخرين." ومن المقرر ان يجري الغنوشي مزيدا من محادثات الائتلاف يوم الاحد. وقال شهود ان عشرات السجناء قتلوا اثناء فرارهم من سجن المهدية وبعد اشتعال حريق في سجن المنستير جنوبي العاصمة بعد محاولة هروب منفصلة. وقال أحد السكان المحليين ويدعى عماد ويقيم على مسافة 200 متر من سجن المهدية "حاولوا الفرار وأطلقت الشرطة النيران عليهم. الان هناك عشرات القتلى وفر الجميع." وذكرت وكالة تونس أفريقيا الرسمية للانباء ان 42 شخصا قتلوا في أعمال الشغب التي وقعت في سجن المنستير . واكد الغنوشي الانباء التي قالت ان افرادا من عائلة ابن علي اعتقلوا ولكنه لم يقل من هم. وذكرت قناة الجزيرة ايضا انه تم اعتقال قائد امن رئاسة ابن علي. وهدد المحتجون بمواصلة حملتهم. وقال فاضل بالطاهر وهو شقيق واحد من بين عشرات قتلوا في الاحتجاجات ان المتظاهرين سيعودون الى الشارع في ميدان الشهداء لمواصلة العصيان المدني الى ان يذهب هذا النظام. وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الابيض ان رحيل ابن علي قد يعطي الشعب التونسي دورا في كيفية ادارة بلادهم وانه اذا جرت الانتخابات بشكل حر ونزيه فانها ستكون ضربة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وحثت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل تونس على "السعي للتصالح مع المحتجين وإلى تطبيق ديمقراطية حقيقية." وقالت في رسالة الي الغنوشي "ألمانيا والاتحاد الاوروبي على استعداد لدعمكم في هذه البداية الجديدة