هل تكفي نسبة خصم 25% لجذب مستثمرين بالعاصمة الإدارية الجديدة؟

أيمن سامي: تميز موقع المشروع ونفاذ الأراضي بالقاهرة الجديدة عوامل جاذبة للمستثمرين بالمشروع
عمر الشنيطي: الجدوى المالية وسهولة تسويق المشروع عوامل أساسية لإتخاذ القرار الاستثماري للمطورين بالمشروع
طارق شكري: المحفزات المقدمة قادرة على تشجيع المطورين للعمل بالمشروع
مع إعلان المجلس الأعلى للاستثمار عن عدة قرارات استثمارية تستهدف بالمقام الأول تشجيع ودفع حركة الاستثمار المحلية والأجنبية ومعدلات التنمية بالبلاد، جاء القرار بطرح أراضي العاصمة الإدارية الجديدة وبعض المدن الجديدة بنسبة خصم تبلغ 25 % عن التسعير المحدد، وذلك لمدة ثلاثة أشهر من تاريخ الطرح، والذي أكد الخبراء على أهميته الاستثمارية لتشجيع وتحفيز الاستثمار طويل المدى، وكذلك دوره في دفع عجلة التنمية بهذا المشروع القومي الضخم.
وأوضح الخبراء أن مشروع العاصمة الإدارية يوفر أراضي للمستثمرين وخاصة مع نقص الأراضي الاستثمارية بمنطقة القاهرة الجديدة، ولكن حداثة المشروع تمثل مخاطرة قد لا يرغب المستثمرين في القيام بها، فما يهم المستثمر قبل أي شيء هو الجدوى الاستثمارية وسهولة تسويق المشروع وسرعة دوران رأس المال، وهي العوامل التي قد لا تتحقق بأكلمها في هذا المشروع.
من جانبه يرى أيمن سامي، رئيس مجموعة جيه إل إل مصر للاستشارات العقارية، أنه من المتوقع أن يشهد الطرح الأول بالعاصمة الإدارية اقبالا استثمارية كبيرا، وخاصة أنها تعد آخر أراضي متاحة للمستثمرين في منطقة القاهرة الجديدة، فضلا عن تقديم نسبة خصم متميزة تحفز القرارات الاستثمارية للمطورين، وتشجعهم على التواجد بهذا المشروع، لافتا إلى أن جذب المستثمرين للمناطق البكر يحتاج لتقديم محفزات لهم بما يعد وسيلة لجذب المطورين في مراحل تالية لاستكمال تنمية هذا المشروع الضخم.
وأكد أن جذب المستثمرين لكافة المدن الجديدة التي تسعى الدولة لتنميتها خلال المرحلة المقبلة ونقل التكدس السكاني من العاصمة لها يحتاج لحزمة محفزات استثمارية لتشجيعهم على التواجد بتلك المناطق خلال المرحلة المقبلة، والتي يجب أن تتنوع بين أساليب طرح الأراضي ونظم سداد قيمتها.
الدكتور عمر الشنيطي، المدير التنفيذي لمجموعة مالتيبيلز للاستثمار، أن طرح أراضي العاصمة الإدارية الجديدة بنسبة خصم تبلغ 25 % عن التسعير المحدد، مشجع جيد لإتخاذ قرار استثماري، للمستثمرين المحليين والأجانب، وخاصة أن قيمة الأرض تمثل جزء كبير من التكلفة الإجمالية للمشروع، ولكن ما يهم المستثمر بدرجة أكبر من عملية الخصم هي الجدوى الاستثمارية من المشروع بأكمله، مشيرا إلى أن ما يهم المستثمر في المشروعات الجديدة والمناطق حديثة العهد بالتنمية هو مدى القرب من المرافق، ومدى إقبال العملاء على السكن بتلك المناطق،وتوافر الخدمات بها.
وأوضح الشنيطي أن المستثمر له حساباته الخاصة بسرعة تسويق المشروع وسرعة دوران رأس المال، فالاستثمار في المناطق ذو الإقبال من العملاء يحقق للمطور سرعة تسويق ومن ثم توفير سيولة يتم ضخها لتنفيذ المشروع، وهو عكس ما يتم بالمناطق البعيدة التي لا يرغب الكثير من العملاء التواجد بها في مراحلها التنموية الأولى، لافتا إلى أنه كلما ازداد معدل التنمية والعمل بالمشروع زاد اقبال المستثمرين عليه.
المهندس طارق شكري، رئيس مجموعة عربية للاستثمار العقاري والسياحي، أكد أن القرار يقدم دفعة استثمارية للمشروع وجذب مطورين للمشاركة في تنمية هذا المشروع العملاق، وخاصة مع جدوى نسبة الخصم المقدمة بالمشروع لمن يخطط للاستثمار في مساحات كبيرة ضمن المشروع، لافتا إلى أن هذه المحفزات تحتاج لإضافة عناصر أخرى تدعم من أهميتها.
وأوضح أن هذا المحفز الاستثماري لازم لجذب مستثمرين يشاركون في تنمية هذا المشروع مع الدولة، والتي تحقق الشراكة معها منفعة متبادلة لكلا الطرفين، فهذا المشروع يوفر الأراضي للمطورين في منطقة أصبحت رغم أهميتها تعاني نقصا في الأراضي الاستثمارية المطروحة، كما أن المستثمر لديه خبرة في تنفيذ المشروعات الاستثمارية التي تتضمنها العاصمة الإدارية الجديدة.